المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرك بالله


منتهاها
04-08-2016, 04:50 AM
ورد لفظ الشرك في كثير من ايات القران الكريم وله اقسام ودرجات مختلفه بينتها الاحاديث الشريفه عن النبي والائمة الطاهرين (عليهم السلام) وفصل الكلام فيها علماء الامامية في كتبهم الا ان كثير من مخالفي الشيعه الامامية اتهموا المذهب الشيعي بجهل انهم اهملو هذه المسألة ولم يتكلموا فيها !

مع ان احاديثنا الوارده في هذا المجال كثيره وبعض علمائنا ألفوا كتب في هذا الموضوع المصيري الذي يلزم كل مسلم ان يتعرف على اقسامه وشعبه حتى لا يشرك بالله تعالى من حيث لا يعلم وحتى لا يكون من زمرة الذين قال الله تعالى فيهم (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) لخطورة هذه المسألة سانقل بعض ما قاله احد علمائنا وهو السيد نعمة الله الجزائري لكي تتضح عقيدتنا في هذه المسألة العظيمه التي جاء الانبياء لاجل مكافحة الشرك بجميع انواعه واقسامه .

قال السيد نعمة الله الجزائري :

الشرك بالله تعالى على ثلاثة اقسام :
1) شرك جلي .
2) وشرك خفي .
3)وشرك أخفى .

اما الشرك الجلي : فهو ما ذهب اليه اهل الاوثان وعباد الأصنام أو الشمس والقمر وشئ من المخلوقات حيث عبدوها وسموها آلهة ، وقالوا في العلة التي من أجلها ردوا كلامه صلى الله عليه واله وسلم في الأمر بالتوحيد أجعل الألهة الها واحداً ان هذا لشئ عجاب ، ثم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا ، فهم لم ينكروا الصانع لكن لم يوحدوه ، فهؤلاء وما يعبدون حصب جهنم وحطبها ، قال تعالى (واتقوا نارا وقودها الناس والحجارة ) قيل المراد بالحجارة الاصنام التي كانوا ينحتونها من الاحجار ، كقوله عليه السلام ( المرء مع من أحب ، ولو ان أحدا أحب حجرا حشره الله معه) ، فهم محشورون مع تلك الاحجار كما جاء في الرواية ، وفي رواية أخرى ان المراد بالحجارة هنا جبال من كبريت لا ضوء لنارها ، وانما هو دخان اسود في رائحة الكبريت ، وفي الحديث انه يخرج كل واحد من زبانية جهنم وعلى عاتقه جبل من كبريت فيأتي المحشر ويسوق جماعه من العصاة امامه ، فاذا قارب بهم شفير جهنم وما هم فيها ورمى ذلك الجبل فوقهم حتى تتوقد النار عليهم من فوقهم تحت ارجلهم .

واما اول من وضع الاصنام وعبادتها فروي ان اولاد اوصياء ادريس عليه السلام قد كان اهل زمانهم يحبونهم حبا شديدا ، فلما ماتوا شق ذلك على قومهم فجاءهم ابليس (لعنه الله) فقال اتخذوا لكم اصناما على صورهم فتنظرون اليهم وتأنسون بهم وتعبدون الله ، فأعدو لهم اصناماً على مثالهم ، فكانوا يعبدون الله عزوجل وينظرون الى تلك الاصنام فلما جاء الشتاء والامطار ادخلوا الاصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون الله عزوجل حتى هلك القرن ونشأ أولادهم ، فأتى الشيطان اليهم وقال لهم ان آباءكم كانوا يعبدون هذه الأصنام ، فعبدوها من دون الله عزوجل فذلك قول الله تبارك وتعالى ( ولاتذرن ودا ولا سواعا) .....

واما الشرك الخفي: فمن جملة افراده الريا ، وذلك ان قاعله قد اشرك غير الله في عبادته ...

واما الشرك الأخفى: فهو أمور :

1) منها ان تغير شيئأً بالاعتقاد عما هو عليه

وذلك انك قد عرفت ان الله سبحانه قد وضع كل شئ في محله ومقره فمن أتى يغير شيئاً وان كان حقيراً كان مشركاً ، وهذا معنى ما رواه بريد العجلي عن ابي جعفر عليه السلام قال : سألته عن أدنى ما يكون به العبد مشركاً ، قال : فقال: من قال للنواة أنها حصاة وللحصاة انها نواة ثم دان به ، قال شيخنا البهائي رحمه الله تعالى : لعل مراده عليه السلام من اعتقد شيئا من الدين ولم يكن كذلك في الواقع فهو ادنى الشرك ولو كان مثل اعتقاد ان النواة حصاة وان الحصاة نواة ثم دان به ، (وقد دخل مخالفي اهل البيت )واضرابهم من فقهائهم تحت هذا النوع من الشرك على ما عرفت من ان بعضهم يقول : علي يقول (كذا) وأنا اقول (كذا) لكن هذا من أفراد الشرك الجلي الا انه لما خفي حاله على اكثر الناس ادرجناه تحت الشرك الاخفى والخفي ، ويدخل تحت هذا ايضا من كذب متعمدا في الاحكام الشرعية مثل علماء السوء ومحدثيهم الذين أكثروا الكذب على الله ورسوله فهم مشركون ايضاً ، وكذلك من كذب من علماء الشيعه في المسائل الشرعية وتكلم بلا وقوف ولا تثبت وانما توهمه او تعمده لئلا يقال انه جاهل ، وكذلك من أفتى الناس وليس هو بأهل الفتوى فانه والحال هذا قد نهي عن الخوض في الفتاوي ، فاذا افتى فقد اشرك من حيث لا يشعر ، ومن هنا صار الشرك دقيقا جدا .

2) ومنها الطاعه

فانك قد علمت ان الذي يجب طاعته هو الله سبحانه او من امر بطاعته مثل حججه عليهم السلام فمن أطاع غير من فرض الله طاعته فقد صار مشركاً (وما يؤمن أكثر هم بالله إلا وهم مشركون " قال الصادق : يطيع الشيطان من حيث لايعلم فيشرك. ، وقد دخل تحت هذا الفرد من الأشراك سائر (مخالفي اهل البيت عليهم السلام) وذلك لأنهم ألزموا أنفسهم طاعة الطواغيت والجوابيت ومن امر الله ان يكفروا به ، فقد صاروا شركاء الله حيث اوجبوا مالم يوجب واشركوا فيه ايضا من جهة ان من أوجب طاعته لم يوجبوها هم ، ومن هنا روى عميرة عن ابي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول أمر الناس بمعرفتنا والرد الينا والتسليم لنا ، ثم قال : وان صاموا وصلوا وشهدوا ان لا اله الا الله وجعلوا في انفسهم ان لايردوا الينا كانوا بذلك من المشركين .

3) ومنها المعارضة والأنكار على الحكم الألهيه

كما يصدر من عوام الناس كثيراً إما باللسان أو بالقلب ، واليه الأشارة بقوله عليه السلا لو ان قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشئ صنعه الله او صنعه النبي صلى الله عليه واله وسلم الا صنع خلاف الذي صنع ، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ، ثم تلا هذه الايه (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
وحينئذ فما يقول جهال الناس وعوامهم لو ان الله أغناني لكان هو الأحسن او لو ان الله فعل بزيد كذا وكذا لكان هو الأصلح ونحو ذلك من العبارات المشتملة بظاهرها على الأعتراض من باب الشرك وأحد انواعه .

4) ومنها الأشراك معه في المحبة

كما سيأتي ان شاء الله تعالى كلها راجعه اليه فيجب ان يكون هو المحبوب لا غير ولا يكون في القلب غيره وهو بيته ومنزله كما سمعت في الحديث القدسي من قوله تعالى ( لم تسعن ارضي ولا سمائي ولا كرسيي وانما وسعني قلب عبدي المؤمن) فلا يكون في هذا البيت الا هو او من انتسب اليه وهو من أمر بودادهم مثل الأئمة الطاهرين والعلماء وأولاد الرجل وأقاربه ممن أمر سبحانه بعطفهم والميل اليهم فمحبة هؤلاء راجعة الى حبه سبحانه كما جاء في الحديث ، اما اذا تجاوز القدر المأمور به صار شركاً ...
وبالاجملة فالافراط في المحبة على القدر المأمور به يكون شركأ لانه قد أشرك مع الله غيره في الحب والوداد من هاهنا جاء الأمر منه سبحانه بخلع حب الدنيا عن القلب .

5) ومن افراد الشرك قول الناس فيما تعارف بينهم لولا فلان هذه السنة او هذا الشهر لمت انا

وأولادي او لم أعش الى هذا الوقت ونحو ذلك مما يؤدي معناه ، وذلك ان هذا قول من غفل عن الله سبحانه وعن كونه هو الرزاق وانه هو الذي سخر ذلك الرجل وهيأ له الأسباب التي يتوصل بها الى احسانك فهو ليس الا كالالة في ايصال ذلك النفع اليك ، فان الله تعالى لو لم يعطه ما لاً ولم يجعل في قلبه الشفقه عليك ولم يأمره بصلة أمثالك لما رأيت منه شيئاً من الإحسان وكذلك اذا لم يتكلم بهذا الكلام لكنه كان من عيدته ومما ارتكز في حياله فانه ايضا من الشرك الأخفى لان هذا الأعتقاد الفاسد منه ليس الا كإعتقاد من عظم الأوثان وخضع لها لأنها التي وصل النفع اليه وتدفع الضرر عنه . (روي عن مالك بن عطية عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله : ( وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ) قال : هو الرجل يقول : لولا فلان لهلكت ، ولولا فلان لاصبت كذا وكذا ، ولولا فلان لضاع عيالى ، الا ترى أنه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه ، قال : قلت : فيقول : لولا ان الله من على بفلان لهلكت ؟ قال : نعم لا بأس بهذا ).

وبالجملة فأنواع الشرك وأفراده أكثر من ان تحصى وقوله سبحانه (ولا تشركوا به شيئا) متناول لأنواع الشرك وافراده ، فان قلت اذا كان كل ما ذكرت من الشرك المنهي عنه مع قوله تعالى ( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فكيف حالنا عند الورود على الله وكيف نرجوا منه المغفرة مع ما أسمعنا من هذا الكلام وقطع آمالنا منه .

قلت وان كان الحال على ما ذكرت من عدم الخلو من أحد أفراده لكن الله سبحانه قد جرت عادته الربانية بتوفيق المؤمن للتوبة من ذلك الذنب والندامة عليه ومعرفته ولو بعد حين بأن المنعم الحقيقي ليس الا هو تعالى شأنه ، ومن ألطافه به عدم توفيق الناس في غلب الأوقات لقضاء حوائجة حتى يرجع الى الله عند الأياس منهم ويلجأ اليه ويندم على ما أشرك به في جنب الله ويعرف انه ليس الملجأ الا اليه كما قال مولانا الأمام زين العابدين عليه السلام ( يا كهفي حين تعييني المذاهب)يعني به الترددات الى الخلق والذهاب اليهم فإذا أعيت عليه الحيل ولم ينتفع بتلك الترددات إعترف بهذا المعنى .

وفي الحديث ان لله سبحانه يرمي عبد المؤمن بالنعاس اذا أراد القيام للصلاة فيصبح وهو ماقت لنفسه زار عليها وهو من ألطاق الله سبحانه لئلا يعجب بعمله ، وحينئذ فالنوم خير له من العبادة سبحانه الذي أنامه عن صلاة الليل لئلا يعجب بأعماله وهو الذي لم يوفق الناس
للاحسان اليه حتى يكون مأيوساً منهم فيرجع الى الله ويطلب ما طلب منه تعالى ويندم على الأقبال الذي صدر منه على النار فانظر هنا كيف صار منع الألطاف الطافا ! ) .


منقول من كتاب الانوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري مع بعض التغيير والاضافه

محبة لأمام علي
07-08-2016, 04:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
بارك الله بكِ أختي العزيزة
جعله الله في ميزان حسناتكِ
نسال الله تعالى الاخلاص فى اعمالنا وحسن العاقبه
موفقة لكل خير