المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بـر الوالـديــن


النور الفاطمي
29-03-2010, 12:27 AM
بـر الوالـديــن قال تبارك وتعالى:
((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحساناً)) 23الإسراء
إن اللَّه سبحانه وتعالى أعطى كل شيىء حقه من الرعاية والأحكام فإن طبقت تلك الأحكام سعدنا دنياً وآخرة ومن تلك الأمور المهمة التي اهتمت بها الشريعة المقدسة مسألة الوالدين فهما الأصل وكل خير في الأبناء فالوالدان هما السبب فيه فهما اللذان ربياه و تعبا عليه فكل نجاح له هو في الحقيقة من جهد والديه وكفى حديثاً في هذا الموضوع ما أنزل على الحبيب محمد صلى اللَّه عليه وآله وسلم حيث قرن اللَّه عبادته بالإحسان إلى الوالدين فلا عبادة حقة إلا باحترام الأبوين وتقديرهما .
وتأتي آية أخرى تؤكد هذا المعنى.(و وصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي و لوالديك إلي المصير) فقرنت شكر اللَّه بشكر الوالدين واللَّه تعالى لا يؤكد أمراً إلا لأنه مهم والإحسان لغير الوالدين من المهمات في الشريعة المقدسة فكيف بالبر والإحسان للوالدين فببر الوالدين تعمر البيوت و يشعر الوالدان أن مجهودهما ما أضيع بل وقع في مكانه .
ويكفي أن يكون الزواج سبب رئيس في استمرار الحياة .


الوالدان والأخبار
وأما الأحاديث فقد كثرت في الاهتمام ببر الوالدين منها ما عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ((ثلاث لم يجعل اللَّه تعالى فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر والفاجر والوفاء بالعهد للبر والفاجر وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين” فأوجبت هذه الرواية البر للأب والأم سواء كانا بارين أم فاجرين ولم يرخص في عقوقهما)).
بل في بعض الروايات جعل دخول الجنة والمصير إلى النار الوالدين فهما المعيار للسعادة أو الشقاء فعن الإمام أبي الحسن عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله وسلم: ((كن باراً واقتصر على الجنة وإن كنت عاقاً فاقتصر على النار)) أنظر لعظم مكانة الوالدين عند أهل البيت وحثهم على ذلك بل فعلوا كل شيئ يحثهم على ذلك وخذ مثالاً :
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أتته أخت له من الرضاعة فلما نظر إليها سر بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها ثم أقبل يحدثها و يضحك في وجهها ثم قامت فذهبت وجاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها فقيل له: يا رسول اللَّه صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟
فقال: لأنها كانت أبر بوالديها منه)) .
أنظري وتأملي فقد قال الرسول أنها كانت أبر بوالديها منه فكلاهما بار بوالديه ولكن أخته كانت أبر منه .



آثار بر الوالدين
وأما آثار بر الوالدين فكثيرة منها أنها مخففة لسكرات الموت، ومجلبة للغنى فقد قال الإمام الصادق عليه السلام: ((من أحب أن يخفف اللَّه عزوجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً و بوالديه باراً فإن كان كذلك هون اللَّه عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقر أبداً)) .
ولا تظن أن المقصود بالفقر هو الفقر المادي فقط بل هناك فقر أعظم منه ألا وهو الفقر الروحي ولذا قال تعالى (( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) فالعزة والسرور والغلبة إنما هي من الله تعالى ومن أرادها من غير الله خسر وننبه إلى الفقر والغنى ما المقصود به؟
فالغنى ليس الغنى المادي فقط فكثير من الناس يملك ملايين الريالات لكنه غير مرتاح بسبب التفكير بجمع المال بل المقصود بالغنى غنى النفس ولو كانت أوضاعه المادية متوسطة فإن اللَّه سيطرح البركة فيه وما بارك اللَّه فيه فصاحبه غني ومن آثاره كذلك طول العمر فعن الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه و آله وسلم قال: من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه بل إن النظر إلى الوالدين بشفقة و رحمة لهما عبادة فعن الإمام أبي الحسن عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: ((نظر الولد إلى والديه حباً لهما عبادة)) .
أنظري إلى كرم اللَّه بل هنالك بشارة لكل بار بوالديه و لكن في نفس الوقت تحذير لكل عاق فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((بروا آباءكم يبركم أبناؤكم)) هذا ما وسعنا المقام بيانه وإلا فبر الوالدين له آثار كثيرة جداً وللتأييد نذكر هذه القصة وهي التقيت بمؤمن قطيفي في أحد السفرات فقص لي هذه الحادثة وهي أن أمه كانت معتادة للذهاب إلى مآتم أبي عبداللَّه عليه السلام وفي يوم من الأيام كان إبنها واعد شخصاً صديقاً له في الذهاب إلى مكان وعند الخروج قال لأمه هل تريدين الذهاب إلى مكان فقالت: لا اذهب في رعاية اللَّه .
خرج هذا المؤمن ينتظر صاحبه وعندما جاء تذكر هذا المؤمن أنه نسي شيئاً في المنزل فدخل ليأخذه فقالت له أمه أريدك أن توصلني فقال لها: قبل قليل قلت لا تريدين الذهاب إلى أي مكان والآن تريدين الذهاب قالت له: نعم .
فقال لها: رحباً و كرامة يا أماه فخرج إلى صاحبه وقال له: إنني لن اذهب معك فإن أمي تريدني أن أوصلها .
دخل الشاب إلى منزله وأنطلق صاحبه بسيارته وبعد قليل سمعوا صوت تصادم وبعدها علم أن صاحبه أصابه حادث فمات. فانظري إلى البر إلى الوالدين كيف أنجاه من الموت المحتم.
ومهما فعل الإنسان فلن يوفي بطلقة من طلقات أمه في ولادتها له مع أنها تريد حياته حتى لو كان عليلاً و لكنه ماذا؟
الجواب في هذه الرواية: فقد ورد أن رجلاً جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه إن أبَوي بلغا من الكبر أني ألي منهما ما ولياني في الصغر فهل قضيت حقهما؟
قال: لا . فإنهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك وأنت تفعل ذلك وتريد موتهما.



آثار عقوق الوالدين
وأما عقوق الوالدين فهو موضوع مخيف والروايات فيه عظيمة وللتذكير نأتي ببعض منها ولكن هناك بعض الآباء هم السبب في عقوق أبناءهم عن طرق كثيرة منها:
1 - الدلال الزائد .
2- الضرب والإهانة وعدم احترام مشاعر الأولاد .
3- الإهتمام ببعض الأبناء والإساءة للآخرين وتجريحهم بكلام قاس كأن تقول لأحدهم أخوك أحسن منك أو أجمل مثلاً فعن الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: ((إن اللَّه تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القَُُبَل)) .
4- عدم الإهتمام بالتربية المحمدية وتركهم يتربون على التلفاز والدش والأفلام التي لا تمس بأهل البيت بصلة فيكون فكره غربي فكيف يتعامل مع والديه فهل سيتعامل معها أبِئُسلُوبِ ونهج محمد وآل محمد؟.
وإليك ببعض الأخبار في هذا الجانب فعن النبي الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: ((لعن اللَّه والدين حملا ولدهما على عقوقهما ورحم اللَّه والدين حملا ولدهما على برهما))
وعن الإمام العسكري عليه السلام قال: ((جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في الكبر))
فبعض الآباء هداهم اللَّه يكونون السبب في عقوق الأولاد فيؤثم الابن والأب لأن الابن عق والديه والوالدان لم يربياه تربية سليمة فجعلاه يعقهما ومن ثم يعاقبه اللَّه تعالى فتنبهي .
نرجع إلى موضوعنا وهو العقوق وآثاره ونسطر بعض الروايات لتكون درساً لنا فعن الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال:- يقال للعاق: ((اعمل ما شئت فإني لا أغفر لك)) .
وقال الإمام الصادق عليه السلام: ((عقوق الوالدين من الكبائر لأن اللَّه تعالى جعل العاق شقيا))
وهذه إشارة إلى قصة نبي اللَّه عيسى على نبينا وآله آلاف التحية والسلام من قوله تعالى حكاية عنه ولا تجعلني جباراً شقياً .
وعن الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه و آله وسلم قال: ((اثنتان يعجلهما اللَّه في الدنيا البغي وعقوق الوالدين)) .
والعقوق بأي كيفية كانت حتى بكلمة أف قال تعالى ((و لاتقل لهما أف ولا تنهرهما)) وفي هذا المجال قال الإمام الصادق عليه السلام: ((لو علم اللَّه شيئاً هو أدنى من أف لنهى عنه وهو من أدنى العقوق ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما)) وقال الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وسلم: ((من حزن والديه فقد عقهما)) ولا تظنين أن العقوبة على النظر إلى الوالدين مقتصرة في كونهما مظلومين بل حتى لو كانا ظالمين له فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: من نظر إلى أبويه نظر ماقت و هما ظالمان له لم يقبل اللَّه له صلاة“
وآثار العقوق ليست مقتصرة على العاق بل تؤثر حتى في الكون فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((الذنوب التي تظلم الهواء عقوق الوالدين)) .
ومن آثار العقوق سوء العاقبة إليك هذه القصة المشهورة ولكن قبل ذكرها أذكر قضية واقعية أرويها عن الأخ عزيز البقشي يقول كنت يوماً في محلي في سوق الذهب فشاهدت أناس مجتمعة فتبحثت وإذا شاب يضرب شيخاً كبيراً بسوط والشيخ الكبير يقول اضربني اضربني فما تمالكت نفسي فأمسكت بالشاب و وبخته على فعلته فقلت: أما تستحي تضرب رجلاً في سن والدك فقال لي : إنه والدي فصعقت يوم سمعت ذلك فذهبت إلى الوالد المضروب وقلت له: لماذا تقول له اضربني فقال: إنني يوم كنت شاباً ضربت والدي وأنا انتظر هذا اليوم الذي فيه يضربني ابني لكي أكفر عن خطيئتي ولا أعاقب بعدها يوم القيامة.
أنظري لهذه القصة العجيبة وتأملي فيها لتكون درساً وهذا مضمون ما قاله لي ونرجع إلى الرواية فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله وسلم حضر شاباً عند وفاته فقال له: قل لا إله إلا اللَّه قال: فاعتقل لسانه مراراً فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا أم?
قالت: نعم أنا أمه .
قال: أفساخطة أنت عليه؟
قالت: نعم ما كلمته منذ ست حجج .
قال لها: ارْضِ عنه ؟
قالت: رضي اللَّه عنه برضاك يا رسول اللَّه .
فقال له رسول اللَّه: قل لا إله إلا اللَّه قال: فقالها فقال النبي: ما ترى ؟
فقال: أرى رجلاً أسوداً قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة فأخذ بكظمي .
فقال له النبي: قل يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير إقبل مني اليسير واعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم فقالها الشاب فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أنظر ماذا ترى ؟
قال: أرى رجلاً أبيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قد وليني وأرى الأسود قد تولى عني .
قال: أعد فأعاد .
قال: ما ترى ؟
قال: لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وليني ثم طفن على تلك الحال .
فانظري إلى سبب حسن الخاتمة فالبدار اللَّه اللَّه في آباءكم ماداموا أحياءً لكي تضمنوا أنهم بعد طول العمر إن شاء اللَّه تعالى إن ماتا يموتان راضيين عنكم. ولكن من مات والداه وكان عاقاً لهما فهل هناك سبيل إلى التوبة وإرضاء الوالدين؟
الجــــــواب: من رحمة اللَّه أنه أوجد الطريق ويكمن في الإهداء لهم بالخيرات من الصلوات والختمات وأعمال البر والخيرات وليس البر مقتصراً على العاق فحتى البار يجب عليه ذلك لكي يضل باراً بهما وإليك بعض الأخبار فعن الإمام الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: سيد الأبرار يوم القيامة رجل بر والديه بعد موتهما”
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما ولا يستغفر لهما فيكتبه اللَّه عاقاً وإنه ليكون عاقاً بهما في حياتهما غير بار بهما فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه اللَّه تعالى باراً”
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين يصلي عنهما و يتصدق عنهما و يحج عنهما ويصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده اللَّه عزوجل ببره وصلته خيراً كثيراً)) .
فاغتنمي أختي المؤمنة هذه الرحمة من اللَّه فحتى السير إلى مأتم أبي عبداللَّه عليه السلام أنويها لوالديك لتحضي على رضاهما ورضا اللَّه تعالى, ورضا اللَّه تعالى لا حدود له وهنا صلاة يستحب الإتيان بها للوالدين ذكرها الشيخ عباس القمي في مفاتيحه وهي :
ركعتان يقرأ في الأولى الفاتحة و عشر مرات (رب اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب) وفي الثانية الفاتحة و عشراً ((رب اغفر لي ولوالدي و لمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات)) فإذا سّْلم قال عشر مرات رب ارحمهما كما ربياني صغيراً

حدود أقل مقدار لبر الوالدين :

عدم أذيتهما ومصاحبتهما بالمعروف.

جنة المجتبى
29-03-2010, 09:38 AM
اللهم صل ع محمد وال محمد وعجل فرجهم
يعطيك العافيه , طرح جميل
يسلمووو

لؤلؤة الزهراء
29-03-2010, 07:12 PM
جزاك الله خير الجزاء ..

يسلمو ..

مشكورة خيو ..

النور الفاطمي
30-03-2010, 10:44 PM
جنة المجتبى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شكرا لمرورك العطر
لاحرمني الله كرمك الجميل

النور الفاطمي
30-03-2010, 10:44 PM
لؤلؤة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شكرا لمرورك العطر
لاحرمني الله كرمك الجميل

قرة عيني رقية
31-03-2010, 10:48 PM
شكرا جزيلا وبارك الله فيج على الموضوع غلاتي ..

النور الفاطمي
02-04-2010, 01:58 PM
خادمة الائمه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شكرا لمرورك العطر
لاحرمني الله كرمك الجميل

النور الفاطمي
02-04-2010, 02:04 PM
لؤلؤة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شكرا لمرورك العطر
لاحرمني الله كرمك الجميل