المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار بين شخص وسجادته


زهرة الكوثر
11-04-2010, 12:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم
واهلك اعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين آمين يارب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة، من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا -وما أكثرها-.

وقد استلقيت على فراشي وغرقت في نوم عميق جداً، فاستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد ألمّ بي. فقمت لأشرب الماء، فسمعت أنيناً يخرج من الأرض! فتلفّت حولي، فذهب الأنين، ثم ذهبت وشربت الماء وعدت إلى الفراش، وإذا بالأنين يعود مرة أخرى! وفي هذه المرة كان الأنين قوياً وكأنه صوت بكاء.

فتحسّست الأرض بيدي، حتى أمسكت "سجادتي" فسكتت، فقلت مستغرباً: أأنت التي تأنين يا سجادتي؟!

قالت: نعم..

قلت: ولماذا؟

قالت: قد أيقظك عطشك وشربت من الماء حتى ارتويت، وأنا بحاجة إلى الماء ولا أجد من يرويني الماء!!

قلت: وهل تريدين أن أحضر لكِ كأساً من الماء؟

قالت: لا.. ليس هذا الماء الذى يرويني، إنما ترويني دموع العابدين التائبين.

قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء؟

قالت: وهذا هو سبب بكائي، فقم يا عبد الله وصلِّ لله ركعتين في ظلمة الليل؛ حتى تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل، ولم يبقَ من الوقت إلا القليل وبعدها يؤذن لصلاة الفجر.

قلت: دعيني وشأني يا سجادتي.

قالت: يا عبد الله قم لصلاة الفجر فإنها حياة للقلب والروح، وقد حان موعد الأذان ليردد "الصلاة خيرمن النوم"، وأنتِ تستجيبِ لنداء الدنيا كل يوم بالليل وبالنهار ولا تستجيب لنداء العزيز القهار؟!!

قلت متضايقاً: دعيني أنام يا سجادتي.. فأنتِ تشاهديني كل يوم لا أعود إلا وأنا مرهق متعب. ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء واستسلم لسلطان النوم.

قالت: يا عبد الله، وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك؟

قلت بلغة تهكمية: اسكتي ياسجادتي، أرجوك لا تتكلمي؛ فإنني متعب ومرهق وأريد أن أنام..

فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قاله عبد الله وقالت بصوت حزين: آه لرجال الفجر!! آه لرجال الفجر!!

ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « الله الله الله في الصلاة فانها عمود الدين, من اقامها فقد اقام الدين و من تركها فقد هدم الدين.
وقال رسول الله (ص): الصلاة عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها و ان ردت رد ما سواها.


فانتبه عبد الله من غفلته وقال: فعلاً إن صلاة الفجر مهمة.

السجادة: قم يا عبد الله.. قم.

قال: غداً أبدأ إن شاء الله، ولكن اتركيني اليوم لأنام فأنا مرهق.

السجادة -وهي متحسرة-: "من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال"

ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبدالله، وتذكر كلامي ونصحي.

ثم تركته ونام عبد الله ولكن!! كانت أطول نومة ينامها في حياته، فقد قبض من تلك الساعة..

فأنشدت السجادة حين علمت بموته قائلة:




يا من يعدّ غداً لتوبته


أعَلى يقين من بلوغ غد؟

المرء في زلل على أمل



ومنية الإنسان بالرصد

أيام عمرك كلها عدد



ولعل يومك آخر العدد
تحياتي الولائية
نسألكم الدعاء .

قرة عيني رقية
11-04-2010, 05:28 PM
مشكوورة حبيبتي على الموضوع الجميل ..
ربي يعطيج العافية

النور الفاطمي
11-04-2010, 11:54 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وسهل مخرجهم والعن اعدائهم الى يوم الدين وسلم تسليما كثيراااا
زهرة الكوثر~
رائع جدا
في ميزان حسناتك
تسلم الأيادي
قضى الله حوائجك بحق الإمام المنتظر عج
دعواتك

لؤلؤة الزهراء
14-04-2010, 09:28 PM
جزاك الله خير الجزاء ..

مشكورة ..

يسلمو خيو ..