المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قامع الشهوات ووراث الجنّات... الخوف والرجاء


حور عين
16-07-2010, 11:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله المتفرد بالكبرياء، له ما في الأرض والسماء،
وما بينهما من الأشياء،
وصلاتي وسلامي على رسوله الأمين، وحجته المبين، ثم على آله الميامين ومن تبعهم إلى يوم الدين.

:b0119:

كيف بفؤادك وقلبك إذا تذكرت عظمة الله تعالى
وعظيم كبريائه؟
أم كيف حال جوارحك إذا تذكرت ملكه المحيط
وجبروته وعزته التي لا توصف؟
أين ذهب قلبك وفكرك وأنت تقرأ كتابه العزيز؟
فتقف عند وعيده.. وشديد عقابه..
ما يتفطر له أكباد الخائفين.. وتوجل منه قلوب المتقين.

{ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}
[البروج: 12]
{وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ
وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
[هود: 102]
{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}
[آل عمران:28 ]

خوف الله تعالى ملأ قلوب العارفين..
وملك أفئدة المتقين.. ففارقوا اللذات..
وهجروا الشهوات.. وعكفوا على الصالحات..
فأناروا نهارهم بالذكر والحسرات..
وليلهم بالتهجد والآهات..

:b0119:

عجبت للنار نام راهبها *** وجنة الخلد نام راغبها
عجبت للجنة التي شوق *** الله إليها إذا نام طالبها
إني لفي ظلمة من الحب*** للدنيا وأهل التقى كواكبها

{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا
وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف: 56]

"أمر بأن يكون الإنسان في حالة تقرب
وتخوف وتأميل لله عز وجل

لا ينال مرتبة الخوف من الله تعالى والخشية
منه إلا الصادقون.. المخلصون.. الواقفون
على باب خدمته سبحانه وتبارك..
وإن شئت أخبرتك عن أعظم الخلق
خوفاً لله تعالى.. وأطلعتك على سر هذا الخوف..
فاسمع

"كلما كان العبد أقرب إلى ربه كان أشد له خشية ممن دونه".
وقد وصف الله تعالى الملائكة بقوله:

{يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
[النحل 50]
والأنبياء بقوله:
{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ
وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ }
[الأحزاب: 39]

:b0119:

أولئك هم أعلى الخلق في الخوف من الله تعالى،
سر هذا الخوف!
"وإنما كان خوف المقربين أشد لأنهم يطالبون بما لا يطالب به غيرهم،
فيراعون تلك المنزلة،
ولأن الواجب لله منه الشكر على المنزلة
فيتضاعف بالنسبة لعلو تلك المنزلة".

وأنت لك نصيبك من هذا الخوف..
تحسه في نفسك، وتلمسه بين جوانحك
إن صدق إيمانك.. وعظم يقينك..

"فالعبد إن كان مستقيماً فخوفه من سوء العقاب
لقوله تعالى:
{يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }
[الأنفال: 24]
أو نقصان الدرجة بالنسبة،
وإن كان مائلاً فخوفه من سوء فعله،
وينفعه ذلك مع الندم والإقلاع،

فإن الخوف ينشأ من معرفة قبح الجناية
والتصديق بالوعيد عليها
وأن يُحرم التوبة، أولا يكون ممن شاء الله أن يغفر له
، فهو مشفق من ذنبه طالب من ربه
أن يدخله فيمن يغفر له"..
ألا أخبرك بأعجب أحوال الخائفين؟!

:b0119:

عساك أن تكون من هذا الفريق.. فيصلح قلبك..
وتهفو نفسك إلى بارئك..
سؤل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }
أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟
قال (ص):
«لا ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم:
أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون»

إملأ قلبك من الخوف منه تعالى.. يؤمنك مما تخاف..
ويختم لك بالحسنى عند آخر يوم المطاف..
فلا تكن من اللاهين عن عظمة ملك الملوك..
قيَّام السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من مالك ومملوك..
قال الحسن البصري: "ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق".
"الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم الخوف ضلوا

:b0119:

"ما فارق الخوف قلباً إلا خرب".

"إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات
منها وطرد الدنيا عنها".

فخف الإله فإنه من خافه *** سكن الجنان مجاوراً رضوانا
ولمن عصى نار يقال لها لظى*** تشوي الوجوه وتحرق الأبدانا
تبكي وحق لنا البكا يا قومنا*** كي لا يؤاخذنا بما قد كسانا

"من أعظم المصائب, أن يعلم من نفسه تقصير ثم لا يبالي ولا يحزن عليه".
أرأيت كيف سهونا؟! أرأيت كيف غفلنا؟!
أرأيت كيف أمانينا؟!
أحاطت بنا المهالك ونحن غافلون.. وأطلّت علينا المخاوف
ونحن في بحر الغواية سادرون..
لا عقل ينهى.. ولا قلب عن الغواية يلهى..
إلهي ما أعظم حلمك.. وما أوسع عفوك وصفحك..
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا } [فاطر: 45]

أقالني الله وإياك العثرات.. وأرخى علينا ستره في المحيا والممات
إن خوف الله تعالى يتبين في سبعة أشياء:
أولها: في اللسان: فيمتنع اللسان عن الكذب والغيبة وكلام الفضول ويشتغل بذكر الله، وتلاوة القرآن ومذاكرة العلم.
ثانيها: في البطن: فلا يدخل البطن إلا طيب حلال، ويأكل من الحلال مقدار حاجته.
ثالثها: في البصر: فلا ينظر إلى الحرام ولا إلى الدنيا بعين الرغبة وإنما يكون نظره على وجه العبرة.
رابعها: في اليد: فلا تمتد اليد إلى الحرام لا تمتد إلا إلى ما فيه طاعة الله عز وجل.
خامسها: في الرجل: فلا تمشي في معصية الله تعالى.
سادسها: في القلب: فتخرج منه العداوة والبغضاء وحسد الإخوان وتدخل فيه النصيحة والشفقة على المسلمين.
سابعها: في الطاعة: أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، ويخاف عليها الرياء والنفاق.
فإذا فعل ذلك فهو من الذين قال الله فيهم:
{وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }
وقال:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ }
جعلني الله وإياك من الخائفين.. الخاشعين..
فهل علمت إن الخوف:
"من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب وهي فرض على كل أحد..

:b0119:

قال الله تعالى:

{ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
[آل عمران: 175]
وقال: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ }
[البقرة: 40] وقال:
{فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ }
[المائدة: 44]
ومدح أهله في كتابه وأثنى عليهم فقال:
{إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ }
[المؤمنون: 57] إلى قوله:
{أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }
[المؤمنون61]
"الخوف سراج في القلب به يبصر
ما فيه من الخير والشر".

وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل فإنك
إذا خفته هربت إليه".

أحدث لربك توبة*** فسبيلها لك ممكن
واصرف هواك لخوفه*** مما تسر وتعلن
فكأن أهلك قد بكوا*** جزعاً عليك ورننوا

وهذا أبو السبطين علي بن أبي طالب (ع)
كان يبكي ويشتد خوفه من اثنين:
طول الأمل واتباع الهوى ويقول:
"فأما طول الأمل فينسي الآخرة وأما اتباع الهوى
فيصد عن الحق".

:b0119:

أما علامة الخوف: فاجتناب ما نهى الله عنه..
وأما علامة الرجاء: فالعمل بما أمر الله به".

فاجمع الهمة.. وكن من هؤلاء:
{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا }
[الإسراء: 57]
rose^rose^rose^

النور الفاطمي
16-07-2010, 11:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أجمعين
rose333rose333حور عينrose333rose333
طرح جميل
فيه العبره والموعظه
لاحرمنا الله منك ومن قلمك البهي
rose333 وقضى حوائج بحق قطيع الكفين عليه السلامrose333

حور عين
28-07-2010, 02:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

flower33

عزيزتي الغالية النور الفاطمي
بوركت لكلماتك الطيّبة...أخجلتم تواضعنا وماهذا إلا بفضل ونعمة من المولى الكريم
وبوركت دعواتك المباركة...الله لايحرمنا منها
تسلمين
و
http://quran.maktoob.com/vb/up/18525146721626980392.gif

ياسمينة
28-07-2010, 09:57 PM
موضوع رائع ومميز ..
بارك الله فيكِ ..
وجزاكِ به الجنة ..

خادمة قائم آل محمد
29-07-2010, 03:24 AM
اللهم صل على محمد وعلى آله الطاهرين الاشراف الاتقياء

اللهم واجعلنا من الخائفين والراجين رضاك والفوز برضاك

اللهم واجعلنا في ذلك الطريق مع مولانا وسيدنا سيد الزاهدين والاتقياء

أبا الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام..

طرح رائع جدا .. أحسنتِ كثيرا اختي المؤمنة المكرمة حور عيـن

سترك الله جل وعلا برحمته وأعزك بالدارين وبارك في سمعك وبصرك

وقلبك بحق الحجة القائم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف عليه السلام.

مع خالص حبي الاخوي ...

اختك قمـري..

حور عين
01-08-2010, 10:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
flower33

عزيزاتي أخواتي الطيبات
لاحرمنا الله مروركم الكريم
تسلمون ومشكورين و
http://img168.imageshack.us/img168/2656/45774350rh5.gif