المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النسب الروحي والنسب المادي


زينب الهاشمي
29-08-2010, 09:31 PM
النسب الروحي والنسب المادي
منقول من) موسوعة القائم للسيد القحطاني(
قد ترى شخصاً لا تعرفه مسبقاً ولا تربطك به أيةعلاقة ، ولكنك تشعر إن هنالك رباطاً قوياً يشدك إليه ، وتجد إنك تحبه وتتودد لهوتنجذب إليه ، بل تتمنى أن تكون ملاصقاً له في حله وترحاله ، وعندها تصاب بالدهشةوالذهول متسائلاً ما الذي دفعك إلى هذا الاندفاع العارم تجاه ذلك الإنسان الذي لمتربطك معه سابق معرفة ، وقد يكون الأمر معكوساً تماماً ، أي إنك ترى شخصاً آخراً لاتعرفه أيضاً ولكنك تتخذ منه موقفاً سلبياً لمجرد رؤيته ، فتنفر منه نفوراً شديداً ،وحتى إنك تؤنب نفسك مرة تلو أخرى لكون هذا الشخص لم يتعرض لإيذائك بأي نوع من أنواعالأذى وتتمنى أن تكون معه اعتيادياً جداً ، ولكنك لا تستطيع ، وقد لا تطيق رؤيتهمرة أخرى وتتمنى أن يكون بينك وبينه بعد المشرق والمغرب ، وفي كلتا الحالتين إنالأمر مدعاة للغرابة والتعجّب .
ولكننا لو رجعنا إلى حديث رسول الله (صلى اللهعليه وآله وسلم تسليما) الذي ذكرناه آنفاً عن الأرواح التي وصفها بقوله : (الأرواحجنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) يتبدد الاستغراب تماماً ،ففي الحالة الأولى تعكس الأرواح المؤتلفة ، وفي الحالة الثانية تعكس الأرواحالمختلفة .
إن هنالك اختلاف تام بين النسب الروحي (النوراني) والنسب المادي – وأقول عن الروحي النوراني لأن الروح أصلها النور- فالنسب المادي يتكون من تزاوجالأبدان ، وأما النسب الروحي فهو ناتج من تزاوج الأرواح ، وهذا النسب أكثر ارتباطاًمن النسب المادي ، وعليه فإن مؤثراته تكون أعم وأوسع ، فالمؤمن أخو المؤمن وكلاهمامن نسب روحي واحد ، ويعودان لأم وأب في عالم الأرواح ، وهما أخوان في ذلك ، وإذا لميكونا أخوين في المادة والبدن ، فتجدهما يتأثران بشكل أو آخر إن تعرض أحدهما لأذىأو حزن أو غير ذلك ، وهذا ما نجده جلياً في الرواية الشريفة التي صدرت عن جابرالجعفي . قال : (تقبضت بين يدي أبي جعفر (عليه السلام) فقلت : جُعلت فداك ، ربماحزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي . فقال (عليه السلام) : نعم يا جابر إن الله عزّ وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرىفيهم من ريح روحه ، فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه ، فإذا أصاب روحاً من تلكالأرواح في بلد من البلدان حزن ، حزنت هذه لأنها منها) الكافي ج2 ص166..
وأيضاًما ورد عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال : (المؤمن أخو المؤمن لأبيهوأمه لأن الله عزّ وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى في روحهم من ريح الجنة ،فلذلك هم أخوة لأب وأم) بحار الأنوار ج71 ص272.
يتبين من ذلك اتصال النسب الروحيبين الناس الذي هو متقدم على النسب المادي لأن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأبدانكما بيّنا .
وبذلك فإنك قد تجد أبداناً يجمعها رابط الزواج لكنها متنافرة روحياًأو أنك تجد أشخاصاً يجمعهم النسب المادي ويرجعون إلى أب واحد وأم واحدة ولكنهممتنافرين أيضاً ، وذلك كله عائد لأصل النسب الروحي ، فهؤلاء هم أصلاً من الأرواحالمختلفة ، وما داموا من الأرواح التي تناكرت فاختلفت ، أي انهم ليس بين بعضهمالبعض أي تزاوج أو نسب روحي في عالم الأرواح .
وكذلك في الطرف المقابل تجدأشخاصاً بعيدين عن النسب المادي لكنهم مرتبطين ارتباطاً حميماً وقوياً ولا يوجدبينهم تلاقي في النسب من حيث التدرج الروحي ، وعليه يتجلى المعنى الحقيقي لقولهتعالى : {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} الصافات22.
فلو أخذنا هذه الآية على المعنى الظاهري لها ، فما ذنب آسيا بنتمزاحم وهي مؤمنة صالحة صابرة ، هل تُحشر مع زوجها الظالم فرعون ؟! حاشا لله أن يكونذلك ، فمعنى الآية الكريمة إن ذلك الحشر يكون للمتزاوجين روحياً من الظالمين وليسلغيرهم .
ولو عدنا لأصل الخلق الروحي ، فهو يختلف تماماً عن الخلق البدني ، فأصلالروح عائدة لسيد الخلائق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، كما إن أصلالبدن لآدم (عليه السلام) ، فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أبوالأرواح ، وآدم (عليه السلام) أبو الأبدان ، وعليه فيكون خلق الأبدان من المفضولإلى الأفضل ، وخلق الأرواح من الأفضل إلى المفضول .

خادمة قائم آل محمد
01-09-2010, 04:48 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد


أحسنتِ جدا اختي العزيزة زينب الهاشمي على الطرح الرائع جدا لتزاوج الارواح
والابدان.
ينقل الموضوع الى القسم المناسب.

وردة البنفسج
02-09-2010, 04:02 AM
http://www.al-qatarya.org/qtr/qatarya_FOlt5u0y5R.gif