المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح ما هو الدين ؟ وما أهميته ؟


النوراء
07-10-2010, 08:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وآل محمد

http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997945.gif
مقدمة

نصادف في حياتنا من يستفسر أو يتساءل :



ماهية الدين ؟؟ ما مدى الحاجة إليه ، وجدوى الانتماء له أو الالتزام به ...


في عصر بلغ الانسآن مرحلة من النضج والوعي والمعرفة ، قد يؤهله لأن يستغني

عنه ، وينطلق ليبني عقآئده ويخطط حيآته ، وفق ما يرشده إليه عقله وانفتاحه ، وما

تمليه عليه وثقافته ومعرفته ...

ولمثل هذه التساؤلات وغيرها ، كان لابد من دراسة موضوعية لقضية الدين ،

وأهميته وضرورته لتثبيت النظام، واستقرار الحياة .

http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997945.gif

[1]

ماهية الدين:

" الدين مجموعة من العقائد والمفاهيم والأحكام ، والأخلاق .... التي شرعها الله للناس

، لتنتظم بها دنياهم ، وتصلح على ضوئها آخرتهم "

- العقائد : تمثل الأساس لإيمان الانسان ، التي ينبغي التوصل إليها بالفكر ، والبحث ، والبرهان ، حيث لا يجوز فيها التقليد والمحاكاة .

وتندرج تحت اسم العقائد الأصول الخمسة : التوحيد ، العدل ، النبوة ، الإمامة ، المعاد ..


- المفاهيم : تمثل مواقف الانسان من القضايا الحياتية المطروحة ، فتتحدد بها رؤيته ،
وتنفعل لها أحاسيسه ، ليجسدها - بعد ذلك - واقعاً متحركاًفي سلوكه ، وممارساته:

مثل : موقف الدين من العلم ، والعمل ، والجنس ، والمرأة ..


- الأحكام : تمثل نظام الحياة للإنسان ، فهي توثق علاقته بربه وبمجتمعه ، وتنظم له حياته العامة والخاصة من جميع جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وفي المصطلح الفقهي ، يندرج إسم الأحكام بـ:

" العبادات والمعاملات "

- الأخلاق : تمثل القواعد والآداب التي تبني العلاقات السليمة بين الأفراد على أساس المحبة والثقة والاحترام .

http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997945.gif

[2]

الأنبيآء (ع) والدين:

يقول الله تبارك وتعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً ، أن اعبدوا الله ، واجتنبوا الطاغوت ...}

فالأنبيآء (ع) واكبوا البشرية منذ فجر التاريخ ، من عهد آدم (ع) وحتى عهد النبي

محمد (ص) خاتم الأنبياء فلم يخل عصر ومكان نبي أو رسول يبشر بتعاليم اله

ويدعوا إلى أحكامه ، كي لا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة ، حين يقف جميع الخلق للحساب .

وفي طريقهم إلى الله بذل الأنبياء كل طاقاتهم وامكاناتهم من أجل قول الحق ، وتجسيد

حكم الله ، والعمل على ضمان استمراريته في الحيآة ..

وفي مسيرتهم الرسالية ، جاهدوا ، وصبروا ، وضحوا ، وتعرضوا لكل ألوان

السخرية والأذى والتشريد والنفي والقتل ، فزرعت في دروبهم الأشواك ، وحفرت

الخنادق .. ولكنهم بإيمانهم الراسخ ، وثباتهم العظيم ، وتفانيهم المخلص ،

تابعوا الطريق ، وواصلوا المسيرة حتى أثمرت جهودهم : عقائد ومفاهيم وأحكاماً لاتزال

راسخة في النفوس ، ومتأصلة في الضمائر ، رغم حملات التشكيك والتضليل

والتشويه التي تمارس من قوى الكفر والالحاد المختلفة .


وتبرز أصالة التدين التي كرستها جهود الأنبياء (ع) ، من خلال الإصرار الدائم

المستمر على طرح قضية الدين وضرورته في كل ميدان فكري أو اجتماعي ، إذ

لايزال الشغل الشاغل لكافة الناس عامتهم وخاصتهم .


فالمفكرون ، على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم ، يجعلون بحث أمر الخالق والموت

والآخرة من الأولويات التي ينبغي التطرق إليها وجمهور الناس يشعرون بأن الالتزام

بأهداب الدين ضرورة تضمن لهم استقرارهم في الحيآة ، وسعادتهم في الآخرة ..

http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997945.gif

[3]

الحاجة إلى الدين :

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن :

- لماذا الاهتمام الكبير بأمر الدين ..؟؟

- وهل الانسانية بحاجة إليه حتى يحتل هذا القدر من الاهتمام والبحث ..؟؟


الدين حاجة لا غنى عنها ، وإن أظهر بعضهم غير ذلك . وهو ضرورة حياتية لا

مناص منها ، وإن تغافل تعضهم عن ذلك ، إنه حاجة فطرية ونفسية وضرورة فكرية

واجتماعية ، لأنه يؤمن الراحة والاستقرار والطمأنينة ، ويشيع المحبة والعدالة

والمساواة ..
http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997945.gif

(أ) الحاجة الفطرية : الانسان بفطرته ووجدانه يعيش التدين ، إذ يجد نفسه مدفوعاً

بطريق لا شعوري إلى التعلق بقوة مطلقة عليا ، وخاصة في الأزمات والشدائد ،

والانسان - بفعل عوامل مادية وخارجية - قد يغفل عن نداء الفطرة لديه ، فيتبنى

مواقف رافضة أو لا مبالية من الخالق والدين ، ولكنه في أغلب الأحيان يتخلى عنها

حين يتعرض للشدائد وللأزمات وللصدمات العنيفة ، التي تعجز وسائل الإنسان عن

معالجتها ، فيلجأ إلى الله بعفوية واندفاع ، وهذا ماعبر عنه القرآن الكريم :

{ وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ، ثم إذا أذاقهم منه رحمة ، إذا فريق منهم بربهم يشركون } سورة الروم / 33

والكثير من الآيات القرآنية ..

http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997945.gif

(ب) الحاجة الفكرية : ومنذ درج الانسان على وجه الأرض ، وبدأ يعي ذاته ووجوده

، تطلع إلى السماء ومافيها من نجوم وكواكب ، وتأمل الأرض وما عليها من

موجودات وكائنات حية فارتسمت أمامه أسئلة كثيرة :

كيف بدأ الكون ؟ ... ومن الذي أودع فيه النظآم ؟

ولاحظ الانسان وهو يخوض غمار الحيآة ، أن فيها آخرين مثله يموتون ، وآخرين

أيضاً يولدون ، فحاول أن يغيّر من سنة الحيآة ويتشبث بالبقاء ، فلم يفلح ، فتسآءل :

لماذا الحيآة ؟؟ .... وإلى أين المصير ؟ ....

علامات الاستفهام هذه ، تفاعلت في نفسه ، فحار أمامها ، وانطلق يبحث عن قناعات

ترضي عقله ، وتستقر لها روحه ، ليحدد بها مساره ، لأن الجواب الشافي يمكن أن

ينقذه من الضياع والضلال ، ويخلصه من القلق والاضطراب .

وفي رحلته الفكرية هذه توزّع بحسب أجوائه فكان بين مؤيد لما جاءت به الشرائع

السماوية ومعارض لها :

1. فالمؤيد انطلق من الايمان بالله القدير خالقا ومنظماً للكون ، ومن مبدأ أن سعادة

ورفاهية الانسان تتحققان بالالتزام بخط الله وشريعته ، كما أن شقاءه وضياعه ينبثق

من التمرد على تعاليم وأحكام الله: { من كفر فعليه كفره ، ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون } الروم / 44

وبهذا الموقف المؤيد الثابت ، أصبح أمام الانسان تفسير سليم للوجود والحيآة والموت

، وقطع عن نفسه جذور الشك والقلق ، والخوف من الضياع والفناء ، فأصبح للحياة

عند هدف ومعنى ، ورأى الموت استمراراً لهذه الحيآة ، فإن كآن خيرا فآخرته خيرا ،
وإن كان شرا فآخرته شرا : { فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شر يره } الزلزلة /7 ،8

2. أما المعارض : فينطلق من النظر إلى الحيآة من داخل ، فأنكر وجود الخالق ،
وقطع أية صلة بعالم الغيب ، وحكم على نفسه بالفناء الأبدي ..

وبهذا التفسير تحولت الحيآة عنده إلى ساحة للعبث والصراع ، تتحكم فيها الأنانية ، وتمارس بها شتى ألوان المتع واللذات ،... الحياة فرصة لا أمل بعدها ، ولا آخرة ، ولا مسؤولية ، ولا ثواب ولا عقاب ... والإنسان شأنه فيها شأن نبات الأرض وديدان الكهوف { إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ومانحن بمبعوثين } المؤمنون/37

وإن كانت هي الحيآة الدنيا ، فأي معنى نبيل لها ؟ ... ولماذا لا يمارس الانسان فيها كل ما يحلو له ويطيب ، حتى لو كان ذلك على حساب شقاء الآخرين ؟ ...

إن هؤلاء يعبر عنهم القرآن الكريم بـ { الأخسرين أعمالاً ، الذين ضل سعيهم في الحيآة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً }الكهف /102-103

فلقد طغت على بصيرتهم الأجواء المادية ، فحجبت عنهم نور الحقيقة ، وأبطلت عمل الفطرة والوجدان :{ كلا بل ران على قلوبهم } المطففين / 14
http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997945.gif

(ج) الحاجة النفسية : أمام المستقبل الغامض ، مستقبل ما بعد الموت ، وقف الانسآن في حيرة و قلق وذهول . حاول أن يخلد لتبقى الحيآة ، ولكن دون جدوى ،... فالقبر ينتظره ، وشبح الموت له بالمرصاد ... وهناك ماذا سيحدث ؟

علامات الاستفهام ترتسم باستمرار في ذهنه ، وبشكل شعوري ولا شعوري .. إنها تلاحقه في كل خطواته ومواقفه ... فتقض مضجعه ، وتنغص عليه حياته الفارهه التي يعيشها ، فإلى أين المفر ؟ ... هل يرتوي من ملذات الحياة ما وسعه ذلك ..؟

وإذا تسنى له ، ماذا بعد ؟ .... وما الهدف ؟


إن هذا الضياع وهذه الحيرة هما اللذان دفعا بآلاف الشباب للهرب من جحيم الحيآة المادية المترفة ، إلى تعاطي المخدرات والمسكرات ، لتنسيهم - ولو مرحلياً - واقعهم المأساوي المتوتر . وهي التي جعلت الملايين من بني البشر ، يعانون من داء التوتر العصبي ، والمرض النفسي ، بحيث لا يستطيعون الركون للنوم إلا بالأقراص المهدئة والمنومة ..



فما السر في ذلك مع العلم ان بيئات بعض هؤلاء تملك من وسائل الرفاهية ، فلماذا هذا الاحساس بالتعاسة والشقاء ؟..

لعل السر في معظمه يكمن في الفراغ النفسي ، والخواء الروحي في نفس الانسان ، فهو بفطرته يبحث عن حقيقة مجهولة ، وسعادة لا فناء لها ، فإذا ما طغت عليه الأجواء المادية وحالت دون الاهتداء إليها ، عاش حياة القلق والتوتر ، إذ مامن شيء مادي في الحياة يمكن أن يعيد له توازنه واستقراره ، بل قد يريد من تشنجه وعصبيته ، حتى يدفع ببعض الضعفاء إلى الإنتقام أو اليأس ، فالانتحار ...

http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997945.gif

يقول ألكسيس كاريل (عالم غربي - صاحب كتاب الانسان ذلك المجهول ):

" في عقيدتي أن الشعور الديني ينبع من أعماق الفطرة ، ويشكل غريزة أصيلة ونزوعاً أصيلاً في نفس الإنسان ... وكما يحتاج الإنسان إلى الماء والهواء ، وكذلك يحتاج إلى الله ..."

المصدر كتاب ( الاسلام رسالتنا - المرحلة الثانوية - ص 9-19)

إعداد :هيئة التأليف في جمعية التعليم الاسلامي << لا تنسون الدعاء لهم :)

http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997945.gif

والآن ..) ..

هل تملكين الاجابة عن ماهو الدين وأهميته لدى الإنسان ..؟


"إبتسم فالله ربك http://www.noorfatema.net/up/uploads/12855997944.gif"



تحيآتي ..

النورآء

النور الفاطمي
07-10-2010, 09:55 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وسهل مخرجهم والعن اعدائهم إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرااا
للاسف اعداء الله ورسوله ص يحاولوا بث سمومه بشتى الوسائل
النوراء~
نقطة رائعة جداااا
والحمدلله انك طرحت هالموضوع ليستفيد منه الجميع
جزاك الله خيراااا
لك خالص شكري
موفق بحق الامام المنتظر عج
دعواتك

ياسمينة
08-10-2010, 09:53 AM
بارك الله فيك وجزاك الجنة

النوراء
08-10-2010, 04:22 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وسهل مخرجهم والعن اعدائهم إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرااا
للاسف اعداء الله ورسوله ص يحاولوا بث سمومه بشتى الوسائل
النوراء~
نقطة رائعة جداااا
والحمدلله انك طرحت هالموضوع ليستفيد منه الجميع
جزاك الله خيراااا
لك خالص شكري
موفق بحق الامام المنتظر عج
دعواتك


الله يرد كيدهم إلى نحورهم

وإن شاء الله يكون الموضوع له الأثر على النفوس :)..




يسلموو / النور الفاطمي

على الرد


تح ـــيآتي /

النورآء
وجعلنا الله وإياكم من أنصار الحجة :)

النوراء
08-10-2010, 04:23 PM
بارك الله فيك وجزاك الجنة


الله يجمعنا وياكم في جنة الفردوس :)

أحلآ قمر
25-11-2010, 04:34 PM
مشكورة غلاتي
يعطيكـِ العافية .... وموفقة لكل خييييير

دمتِ بود

حب البتول
11-06-2011, 02:01 PM
يعطيج العـآفيه ع المجهوود الطيب ^_^

جنة لبنان
11-06-2011, 02:11 PM
شكرا لك وبارك الله فيك وجزاك الفردوس باذنه تعالى

فرقان
14-06-2011, 10:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك وأفاض عليك من نعمه ظاهرة
وباطنة
وأسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك وبصيرتك
بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك

روح الورود
15-06-2011, 04:11 PM
موضوع غايه في الروعه
سلمت اناملك
ودام ابداعك
ولايحرمنا من عطاءك المميز
تحيااتي

البسمات الفاطميه
19-06-2011, 07:49 PM
شكرا لك اختي الغاليهة ( النوراء ) جزاك الله الجنهة

عبير الزهــــــــراء
20-06-2011, 10:23 AM
اللهم صل على محمدا وال محمد الطيبين الطاهرين

جزاك الله خيرا اخيتي النوراء

فداء شسع نعل فاطمة
24-06-2011, 11:13 AM
http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb13008172974.png