المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [محاضره] أدلة وجود الإمام محمد المهدي عجل الله فرجه الشريف


عشقي فاطمه
07-11-2010, 01:05 PM
أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وعلى آله الطيبين الطاهرين.
تواترت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّ الدنيا لا تنتهي إلاّ على يد مهدي فاطمة حجّة آل محمد صلى الله عليه وآله, وألفاظ الروايات مختلفة منها:
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يظهر رجل من ولدي, اسمه اسمي, وكنيته كنيتي, يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً».الروايات في كتب المسلمين عن مسألة المهدي متواترة، والخبر المتواتر هو الخبر الذي ينشأ من اجتماع جماعة على شيء يمتنع تواطؤهم على الكذب, كأن يروي المكّي والكوفي والبصري والخراساني والمدني ومختلف الأجيال رواية, فلا يمكن ان يجتمع هؤلاء كلّهم على الكذب. كما إذا دخل يدخل شخص _ مثلاً ­_ وقال: حدثت حادثة في الشارع, وبعد قليل يدخل شخص ثانٍ ويقول: حدثت الحادثة ذاتها في الشارع، وبعد فترة يدخل ثالث ويقول: وقعت تلك الحادثة في الشارع وهكذا الرابع والخامس و... دون ان يعرف احدهم الآخر وإن كانوا ضعافا وليسوا ثقاة.
من هنا أيّها السادة, نحن لا نستدل في عقيدتنا الشيعيّة بأخبار الآحاد بل بالخبر المتواتر, ونستدل بالخبر الواحد ذي السند الصحيح على الأحكام الشرعيّة في الحلال والحرام، والخبر المتواتر فيه ميزتان:
الميزة الأولى:انه كالقرآن, ويعني لا فرق بين الخبر المتواتر وبين القرآن.
الميزة الثانية: انه يفيد القطع والعلم على إن الحادثة واقعة مائة بالمائة، ونأتي إلى مسألة الحجّة سلام الله عليه فنستدل عليها بالأخبار المتواترة بين المسلمين, وليست هي بالعشرات بل المئات قد وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله, ويجمع المسلمون على أن الدنيا لا تنتهي إلاّ على يد الحجّة من آل محمد صلى الله عليه وآله.
قبل عشرين أو خمسة وعشرين سنة سئل ابن باز (شيخ الوهابيين في السعوديّة) عن مسألة المهدي عليه السلام قال: نعم, نحن نعتقد بالمهدي, والذي ينكره جاهل.المسلم الذي يقرأ الكتب لابد أن يعترف بالمهدي، فان مسألة المهدي في الإسلام هي كمسألة الصلاة والصوم, حتى أنّ بعض علماء السنّة صرّح أنّ منكر المهدي كافر, لأنّ من أنكره فقد أنكر ضرورة إسلامية, وإجماع المسلمين قائم والروايات متواترة عليها, فكل كتاب تفتحه ترى روايات رسول الله صلى الله عليه وآله حول آخر الزمان وظهور المهدي ونزول عيسى بن مريم وأنه يصلّي خلف الإمام الحجّة, يقول له تقدّم فيقول: لا، إنّي لا أتقدّم, أنت تقدّم, فيتقدّم الإمام الحجّة ويصلي عيسى بن مريم خلفه.
من ينكر الإمام المهدي إما جاهل وليس مطّلعا على الكتب أو معاند, وإلاّ فان مسألة الإمام المهدي كالشمس في رابعة النهار في الأحاديث الإسلاميّة، يبقى شيء هو أنّ الأخوة (العامّة) يقولون: المهدي لم يولد بعد وإنّما يولد في المستقبل.أمّا الإمامية الشيعة فيعتقدون بأنّ الإمام المهدي واحد من سلسلة اثني عشر إماما معصوما, قد ولد سنة 255 ليلة منتصف شعبان في مدينة سامراء في العراق.يؤسفنا ان نسمع احد الأقزام _ كان في إيران ثم سافر إلى بريطانيا _ ينكر مسألة الإمام المهدي ويقول: ان قضية الإمام المهدي كاذبة من الاساس, فهو ليس موجود!
هذه المسألة _ كما قلت لكم _ مسألة عقائديّة ضروريّة في الإسلام, هذا الشخص إذا اراد أن ينكر أصل وجود المهدي فقد أنكر ضرورة إسلامية, إذ ان كل المسلمين _ سنّة وشيعة _ مجمعون على أنّ الدنيا لا تنتهي إلاّ على يد المهدي، أمّا مسألة ولادة المهدي فنحن لا نستدل عليها بخبر الواحد, بل بأخبار متواترة وأدلّة قطعيّة.



يتبع ...

عشقي فاطمه
07-11-2010, 01:08 PM
أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام:
هنا أسلّط الضوء على بعض الأدلّة على وجود الإمام المهدي بالفعل:
الدليل الأوّل: قوله تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).(8) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn8)
يستدل الفخر الرازي إمام السنّة بهذه الآية ويقول:
ان الآية تقول (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ولم تقل «وكونوا من الصادقين» فيعني ان الصادقين جماعة معيّنة فاتّبعهم وكن معهم. وتدل الآية على أنّ الصادقين هؤلاء معصومون, لأنّه لا يجوز إتّباع غير المعصوم تبعيّة مطلقة, بينما الآية أمرت المسلمين أن يتبعوا الصادقين تبعية مطلقة.(9) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn9)
هؤلاء الصادقون يجب أن يكونوا معصومين, فان كانوا غير معصومين فلا يجوز أن نتبعهم تبعية مطلقة.
ولا شك ولا ريب ان القرآن نزل ليكون خالداً وقانونا إلى يوم القيامة, فمعنى ذلك أنّ الصادقين هؤلاء وهم المعصومون موجودون في كل زمان _ وهذا ما يوافقنا عليه الإمام الفخر الرازي _ لان القرآن ما نزل لأيّام النبي صلى الله عليه وآله فقط، بل إلى يوم القيامة.
نحن نقول: ان كلمة الصادقين في الآية تنطبق على الحجّة بن الحسن الإمام مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله, وإذا كان المهدي غير موجود فمن هو المثال للصادقين, ومن هو المعصوم في هذا الزمان , لا احد يدعي وجود معصوم آخر. هذه الآية تدل على وجود المعصوم ووجوب أتباعه في كل زمان، نحن نعتقد ان الآية انطبقت في زمان على علي بن أبي طالب عليه السلام وفي زمان على الحسن عليه السلام وفي زمان على الحسين عليه السلام و... وفي هذا الزمان تنطبق على الحجة بن الحسن مهدي آل محمد عليه السلام.(10) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn10)
اعتقد أن الدليل واضح وهو الدليل الأول الذي يدل على وجود الإمام المهدي في هذا الزمان وهو دليل قرآني.

الدليل الثاني: حديث الثقلين
يقول حديث الثقلين عن رسول الله صلى الله عليه وآله بألفاظ مختلفة:
«إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي, ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا, وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».(11) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn11)
هل ان حديث الثقلين خبر واحد أم متواتر؟
انه خبر متواتر ليس عند الشيعة فقط بل عند السنّة أيضاً فقد ورد عن 35 طريقا من طرق السنّة, والخبر المتواتر _ كما قلنا _ يفيد العلم والقطع وهو كالقرآن.
وعنه صلى الله عليه وآله: «لا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلّموهم فأنّهم أعلم منكم».(12) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn12)
إنّ شرح هذا الحديث يحتاج إلى عدّة محاضرات, ويدل على:
أولاً: عصمة العترة لان رسول الله صلى الله عليه وآله قرنها بالقرآن, والقرآن معصوم عن الخطأ بإجماع المسلمين وبدليل القرآن, قال تعالى:
(لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ).(13) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn13)
القرآن معصوم عن الضلال والخطأ, إذن الأشخاص الذين قرنهم رسول الله بالقرآن يجب أن يكونوا معصومين مثل القرآن.
كما انرسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنتم إذا اتبعتم القرآن والعترة لن تضلّوا، فإذا كانت العترة ضالة وغير معصومة فهل يمكن أن تعصمنا من الضلال؟
لا يمكن, يجب اذن أن تكون العترة معصومة عن الضلال مائة بالمائة كي تعصم الأمّة عن الضلال ثمانين بالمئة أو سبعين بالمئة مثلاً, فلا شك ولا ريب ان حديث الثقلين يدل على عصمة العترة , أهل البيت عليهم السلام.
ثانيا: وجود المهدي بالفعل لان الحديث يقول: إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي, فهل ترك النبي هذين العنصرين حتى يعصما من الضلال بعد وفاته فقط أم تركهما إلى يوم القيامة؟
الجواب: إلى يوم القيامة, لأنه لا يوجد تخصيص في الحديث لزمان ما, ومعنى ذلك ان لدينا _ بعد رسول الله _ عنصران وركنان ودعامتان إلى يوم القيامة إذا تمسكنا بهما لا نضل في الحياة الدنيا ولا في الآخرة
هما أولاً: القرآن، وثانياً: العترة.
فيدل الحديث دلالة واضحة على وجود معصوم من العترة إلى يوم القيامة, فإذا كان المهدي غير موجود فان حديث الثقلين يكون كذباً.

الدليل الثالث: يقول الرسول في حديث الثقلين «وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» أي ان القرآن موجود مع العترة إلى يوم القيامة، وإنهما لن يفترقا، معنى ذلك أنّ القرآن موجود وأحد العترة معصوم موجود أيضاً, ليسمع هذا القزم الذي ذهب إلى بريطانيا وينكر الإمام المهدي, أنا أتحدّى هذه الثلّة وهؤلاء الجهّال بل العملاء الذين يريدون أن يشكّكوا في العقيدة.
هذه الأدلة ليست أدلة ظنيّة وأخبار آحاد, بل أدلة قطعيّة من القرآن ومن حديث الثقلين.
الدليل الرابع: الحديث المعروف بين المسلمين أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
«من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».(14) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn14)
ينقل ان عبد الله بن عمر الذي اعتزل بيعة أمير المؤمنين عليه السلام قائلا: أنا أحتاط لا أبايعك, لكن عندما جاء الحجّاج إلى مكّة دخل عليه فقال له: مرحباً! ما أتى بك؟ قال له إني سمعت رسول الله يقول «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» وأخاف ان تمر عليّ ليلة, ولم أبايع إمام زماني!
مدّ الحجّاج رجله, وقال له تكفيك قدمي هذه! ان يدي مشغولة بالطعام, فقام عبد الله بن عمر الذي يحترمونه كثيراً وبكل زراية وحقارة بمسح يده على رجل الحجّاج وخرج!(15) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn15)
أريد أن أقول ان هذا الحديث يعترفون به, ولكل زمان إمام فإذا كان المهدي غير موجود فاني أسأل المسلمين: من هو إمام زمانكم؟
نحن الشيعة نقول ان إمام زماننا هو محمد بن الحسن الإمام المهدي الإمام الثاني عشر, وأنتم تقولون ان هذا الحديث صحيح, فمن هو إمام زمانكم؟

يتبــع ..

عشقي فاطمه
07-11-2010, 01:10 PM
الدليل الخامس: توجد نصوص صحيحة ومتواترة في (صحيح البخاري) في (صحيح مسلم) في أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: «لا يزال الدين قائماً، أو يكون عليكم خليفة من اثني عشر وكلّهم من قريش, عددهم كنقباء بني إسرائيل»(16) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn16) معناه أن النبي يقول: الأئمة من بعدي اثنا عشر خلفاء من قريش، فمن هم هؤلاء الخلفاء الاثنا عشر؟
يقول السيوطي وهو عالم من علماء السنّة: هؤلاء الاثنا عشر هم الأربعة والحسن ومعاوية وعمر بن عبد العزيز ثمّ يقول: وأمّا الحادي عشر فهو المهدي المنتظر لأنّه يعتقد بالمهدي، وأمّا الثاني عشر فلا أكاد أعرفه(17) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn17)، وقفت سفينة المساكين! لم يستطع أن يكمّل الاثني عشر. ابن باز عنده كلمة يقول: انهم اثنا عشر خليفة كان الدين قائماً في زمانهم، الخلفاء والأربعة الحسن ومعاوية ويزيد و... كيف رسول الله يقول لا يزال الدين قائماً أو يكون عليكم خليفة من اثني عشر ثمّ يقول هؤلاء الخلفاء الاثنا عشر أحدهم بعد الآخر يأتون على التوالي، فكيف تختار أيّها السيوطي؟ ثمّ ان النبي يقول بان أحد هؤلاء الاثني عشر موجود إلى يوم القيامة, لا يزال الدين قائماً أو يكون علكيم خليفة من خلفاء اثني عشر، وكلّهم من قريش, هذا الحديث القطعي الذي ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم لا ينطبق إلاّ على أئمة أهل البيت، أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم محمد المهدي عليه السلام.
هذه أدلة خمسة على ولادة المهدي، أسالكم هذه الأدلّة ظنيّة أم قطعيّة؟ انها قطعيّة, أي انها أدلّة علميّة كالشمس في رابعة النهار, فمن الذي يستطيع أن يتحدى ويواجه هذه الأدلّة؟
انها أدلة قطعية علمية على أننا نمتلك في هذا الزمان إماماً معصوماً نصّبه الله وعيّنه, أيّ مسلم من المسلمين عنده إمام معصوم؟ لقد أتيت بخمسة أدلّة قطعيّة لا يستطيع أحد أن يناقش فيها أبداً على ولادة المهدي سلام الله عليه, وعلى أنّ إمامنا المعصوم في هذا الزمان هو محمد المهدي.
أمّا أصل ولادة المهدي فقد أجمعت الإماميّة وعشرات من علماء السنّة, راجع كتاب (المجالس السنيّة) للسيد محسن الأمين فقد ذكر منهم عشرة هم طلحة الشافعي وصاحب الفصول المهمّة و... اعترفوا بولادة المهدي في مثل هذه الليلة وبعضهم يقول في 23 رمضان.
وأمّا سماحة آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي فقد ذكر في كتابه (منتخب الأثر حول الإمام المنتظر) 65 عالما من علماء السنّة يعترفون مع الشيعة بولادة الإمام المهدي عليه السلام في ليلة النصف من شعبان في مدينة سامراء سنة 255 هجريّة.(18) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn18)
سيدي يا حجّة بن الحسن! يا مولاي! انظر نظرة على هذا المجلس, نظرة على شيعتك, نحن مقصّرون ولسنا صالحين, لكن أنظر علينا نظرة رحيمة يا بن الحسن, متى نرد مناهلك الرويّة فنروى؟ أين معز الأولياء ومذل الأعداء؟
في مثل هذه الليلة تقول حكيمة عمّة الإمام الحسن العسكري عليه السلام زرت ابن أخي, فلمّا أردت الانصراف قال يا عمّة باتي هذه الليّلة عندنا, سيرزقني الله في هذه الليلة الخلف الصالح. جئت وقلّبت نرجس ظهراً لبطن فلم أر لها أثراً للحمل, فقلت يا بن أخي لا أرى لها أثراً للحمل, قال يا عمّة إنّ مثل ولدي هذا مثل موسى بن عمران لا يظهر على أمّه أثر الحمل إلاّ عند الولادة.
تقول حكيمة: بتّ تلك الليلة مع نرجس أمّ الإمام المهدي في حجرة, وجلست نصف الليل لأتهجّد وجلست نرجس للتهجّد وتتعبّد, صار في خاطري كيف يقول الإمام عندي ولد الليلة ولا يوجد أثر للحمل وإذا بصوت الإمام العسكري عليه السلام من حجرته: يا عمّة لا تستعجلي, فخرجت إليه ورجعت وإذا بنرجس ترتعد فرائصها, فضممتها إلى صدري وصرت أقرأ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ...) وآية الكرسي و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ...) وإذا بالجنين يقرأ القرآن معي, فبينا أنا كذلك وإذا بالبيت قد أضاء بوجه الإمام المهدي عليه السلام.
حملته وجئت به إلى والده, فأجلسه في حجره, وألقمه في فيه ثم قال: تكلّم يا بني, وإذا بالإمام الحجّة يتكلّم بإذن الله:
بسم الله الرحمن الرحيم (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ).(19) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn19)
تقول حكيمة نظرت إلى ذراع الإمام الحجّة وإذا مكتوب عليه (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوق)(20) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn20) ورأيت طيوراً خضراً, فقال الإمام العسكري لأحد الطيور: خذ هذا واستودعه عندك حتى يبلغ الله به فانّ الله غالب أمره، سألت الإمام العسكري ما هي هذه الطيور قال: هذا الطير هو جبرئيل عليه السلام وتلك الطيور هي ملائكة الرحمة.(21) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn21)
أجل, هكذا أضاءت الدنيا في هذه الليلة بنور إمامنا, وهكذا أشرقت الحياة بنور الإمامة, بنور ولي الله وحجّة الله على الخلق.
وعندنا روايات كثيرة أنّ الإمام المهدي لا يظهر حتى تكثر الشكوك(22) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn22), أي حتى الذين يعتقدون بالمهدي يشكّكون فيه, وهذه من علامات المهدي، ومن علاماته أنّه لا يظهر حتى تحكم كل فئة تدّعي العدالة حتى لا يقولوا عندما يظهر المهدي: لو كنّا فانا نطبق العدالة مثل المهدي(23) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_edn23)، الله يعطي الفرصة إلى كل الأحزاب والفئات فتأتي إلى الحكم قبل الإمام صاحب الزمان سلام الله عليه, ولكنّ المنقذ الأكبر الذي يطبّق العدالة على ظهر كوكب الأرض ويجسّد في الحياة ما لم يجسّده حتى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله.
نحن نعتقد ان أفضل إنسان على هذا الكوكب هو محمد صلى الله عليه وآله وبعده علي بن أبي طالب عليه السلام لكن نعتقد ان الذي يحقّقه الإمام المهدي وينجزه في الأرض لم ينجزه علي بن أبي طالب ولا رسول الله صلى الله عليه وآله.
الإمام المهدي تكون له الفرصة الكبرى, فيقضي على كلّ فساد وجور, ويحقق أمنيات الصالحين, ويطبق العدالة, ويرفع لواء «أشهد أن لا إله إلاّ الله, محمدا رسول الله, عليا ولي الله».
اللهم ثبتنا على ولايته، اللهم أرزقنا رأفته ودعاءه, اللهم اجعلنا من أنصاره وجنده, اللهم عجّل فرجه في القريب العاجل، إذا كان عندك مريض وهذا مجرّب أعطِ صدقة عن الإمام المهدي الله يعجّل في شفاء مريضك.
إمامنا في هذا الزمان هو الإمام المهدي, فعلينا أن نبكي لفراقه, إذا ضاعت كل الأمنيات تبقى لنا أمنية واحدة, كل الأمنيات تضيع, كل الدول تخفق ولا تستطيع أن تطبق العدالة والإسلام, لكن عندنا أمنية واحدة, ودولة واحدة تطبق العدالة والإسلام على وحيه, هي دولة الإمام محمد المهدي عليه السلام مهدي فاطمة.

السلام عليه وعلى أجداده الطاهرين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عشقي فاطمه
07-11-2010, 01:14 PM
الهوامش
(1) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref1)- سنن أبي داود, ج2: 309, باب 31 _ كتاب المهدي, ح 4282, سنن الترمذي, ج3: 343, باب 44 _ ما جاء في المهدي, ح 2331 _ 2332, كنز العمال, ج 14: 264, ح 3661,... وقد ورد الحديث بألفاظ مختلفة.

(2) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref2)- راجع عدة الأصول للشيخ الطوسي, ج1: 266.

(3) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref3)- مجلة الجامعة الإسلامية, العدد 3, السنة الأولى: 161 _ 162 (تصدر من المدينة المنورة).

(4) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref4)- راجع عقد الدرر للشافعي السلمي: 157, ب 7, فرائد السمطين للحموي الجويني, الفتاوى الحديثية لابن حجر: 27..., وغيرهم من أعلام العامة... جميعهم رووا عن النبي صلى الله عليه وآله قوله: «من كذب بالدجال فقد كفر, ومن كفر بالمهدي».

(5) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref5)- صحيح البخاري, ج4: 143, ولفظ الحديث: «كيف انتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم», صحيح مسلم, ج1: 95, ولفظه: «فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال فصل بنا فيقول: لا, ان بعضكم على بعض أمراء», فيض القدير للمناوي, ج5: 383, كنز العمال, ج 14: 580, ح 39652.

(6) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref6)-

(7) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref7)- راجع كمال الدين للصدوق: 424, باب 42 «ما روي في ميلاد القائم...», ح1 _ 16.

(8) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref8)- سورة التوبة: الآية 119.

(9) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref9)- التفسير الكبير للفخر الرازي، ج 16، 220.

(10) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref10)- يدل على ذلك ما رواه العامة والخاصة في أن الآية نزلت في محمد وآله عليهم السلام، راجع شواهد التنزيل للحسكاني، ج1: 341، الدر المنثور للسيوطي، ج3: 290، الكافي للكليني، ج1: 207.

(11) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref11)- سنن الترمذي، ج5: 327، ح 3874، مسند أحمد، ج5: 182...

(12) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref12)- المعجم الكبير للطبراني، ج3: 66، ح 2681، مجمع الزوائد للهيثمي، ج9: 163، كنز العمال، ج1: 188، ح 957، وهذه العبارة هي تكملة الحديث الثقلين، فلاحظ.

(13) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref13)- سورة فصلت: الآية 42.

(14) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref14)- صحيح مسلم، ج6: 22، مجمع الزوائد للهيثمي، ج5: 218، الكافي للكليني، ج1: 376، باب «من مات وليس له إمام...» ح1 _ 3، وقد ورد الحديث بألفاظ مختلفة...

(15) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref15)- أنظر المعيار والموازنة للإسكافي: 24، ووردت روايات آخر بأنه (ابن عمر) جاء إلى عبد الله بن مطيع عندما كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد، فحدثه بهذا الحديث ثم بايعه، راجع صحيح مسلم، ج6: 22، سنن البيهقي، ج8: 156.

(16) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref16)- صحيح البخاري، ج8: 127، صحيح مسلم، ج6: 3، وأما لفظة «عدة نقباء بني إسرائيل نقد رواها الحاكم في المستدرك على الصححين، ج4: 501، والطبراني في المعجم الكبير، ج 10: 157، ح 10310.

(17) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref17)- تاريخ الخلفاء للسيوطي: 12.

(18) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref18)- منتخب الأثر، ج2: 371.

(19) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref19)- سورة القصص: الآية 5.

(20) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref20)- سورة الإسراء: الآية 81.

(21) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref21)- كمال الدين للصدوق: 424، الباب 42 (ما روى في ميلاد القائم)، ح2.

(22) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref22)- راجع الكافي للكليني، ج1: 336، ح2، وفيه: «... لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به...» وح3، وفيه: «... ولتمحصن حتى يقال: مات قتل، هلك، بأي واد سلك؟...»...


(23) (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/sira/mohadarat6/mo5.htm#_ednref23)- عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولو على الناس حتى لا يقول قائل «إنّا لو ولينا لعدلنا...» راجع كتاب الغيبة للنعماني: 274، ح 53.