المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسرار الدعاء


الحوراء.زينب
21-07-2011, 03:13 PM
س :- قال تعالى :[بسم الله الرحمن الرحيم .....أدعوني استجب لكم ..... صدق الله العلي العظيم] ولكن نلاحظ أن أغلب الأدعية لا تستجاب ؟
ج :- إن وعد الله حق لا يتخلف , وستجابة الدعاء من قبل الله تعالى , لا يكون إلا من باب التلطف والرحمة بالعبد , فإذا استجيب له في حاجة ,واعطي ما لم يكن في مصلحته وصلاحه , فإن تلك الاستجابة والعطاء لا تعد لطفا أو رحمة , لأن العطاء في غير صلاح الإنسان مخالفة للطف والرحمة –عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم – فإن الله يعطي الإنسان الدعاء ما فيه صلاحه ,أما ما يطلبه وهو في غير صلاحه , فإن الله تبارك وتعالى يعوضه عنه غيره مما فيه صلاحه في هذه الدنيا , أو يدخر له في الآخرة من الثواب والعطاء عوضا عما فاته في الدنيا وقد جاء في الكافي في باب من أبطأت عليه الإجابة قول الصادق –ع- : [إن المؤمن ليدعو الله عز وجل في حاجته ,فيقول الله عز وجل أخروا إجابته , شوقا إلى صوته ودعائه , فإذا كان يوم القيامة , قال الله عز وجل : عبدي دعوتني فأخرت إجابتك , وثوابك كذا وكذا . ودعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا , قال : فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب ]-الكافي ,ج2 ,ص490 – وقال الصادق –ع- : [إن العبد ليدعو فيقول عز وجل للملكين : قد استجب له , ولكن احبسوه بحاجته , فأني أحب أن اسمع صوته ]-الكافي , ج2 , ص489- , وهنا ربما يتبادر إلى اذهاننا تسائل وهو إن الله يعطي بعطفه ولطفه للعباد ما فيه صلاحهم سواء طلبوا ذلك بالدعاء او لم يطلبوه ؟
والجواب على هذا :هو في الواقع إن الأمور التي فيها صلاح الانسان على قسمين , القسم الأول حتمي , بينما القسم الثاني متوقف على الطلب والمسألة والدعاء , وإن الإنسان لا يستطيع أن يميز بين القسمين فعليه أن يدعو , فإذا كان ما طلبه معلقا تحقيقه بالدعاء فإنه سيحصل عليه , وإذا كان حتميا لا يحتاج إلى الدعاء , فسيحصل عليه مع حصول الثواب , وهنا أيضا يطرح سؤال وهو أن الاشياء مكتوبة على الانسان من قبل الله تعالى مثل اليوم الذي يموت فيه وصحته ومرضه وغناه وفقره وزواجه ووووو فما فائدة الدعاء ؟
والجواب على ذلك :قد ورد في الآيات القرآنية والأخبار من أهل البيت أن لله تعالى لوحين أثبت فيهما ما يحدث من الكائنات , أحدهما اللوح المحفوظ الذي لا تغيير فيه أصلا , والآخر لوح المحو والإثبات فيثبت فيه شيئا ثم يمحوه ,مثلا يكتب فيه أن عمر زيد خمسون سنة , فإذا وصل الرحم مثلا يمحي الخمسين ويكتب مكانه ستين , ولذلك في الاحاديث صلة الرحم تطيل العمر ,والتغير في هذا اللوح سمي بالبداء قال الله تعالى : [يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ]-الرعد ,آيه 40 - , و [كل يوم هو في شأن ] –آيه 30 , سورة الرحمن - , و [وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ] –سورة الزمر , الآية 147 - , و[هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ] – الانعام ,الآية 3 - , فإن الآجال على ضربين ضرب منها مشترط فيه الزيادة والنقصان ودليل ذلك قوله تعالى : [وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير ] –فاطر , 12- , وأيضا نزول البركة من البداء موقوفة على اعمال العباد وذلك لقوله تعالى : [ولو أن أهل القرى ءامنوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ] –الاعراف , 97 - , وللبداء معنين الأول :هو الظهور والعلم بعد الجهل , وهذا المعنى خاص ببداء البشر ولا نحمله على الله سبحانه وتعالى لان علمه عين ذاته وهو يرفضه الشيعة جملة وتفصيلا وإنا نصرخ ونقول في منابرنا وكتبنا وتصريحاتنا إن هذا المعنى من البداء مختص بالبشر ولا ننسبه له سبحانه ولكن أعداء الامامية يصرون على أن الامامية تريد هذا المعنى لكن حاشا ان يقول احد بهذا وقول العقلاء حجة على انفسهم ونحن نقول لانريد هذا المعنى هذا المعنى يصح على البشر لان الجهل ممكن ان ينسب للإنسان ولكن يستحيل على الذات المقدسة لان علمه عين ذاته وإن البداء الذي تقول به الإمامية هو المعنى الثاني وهو الإضهار بعد الإخفاء أي إظهار ماكان مخفيا عن العباد او الملائكة لا عنه تعالى فيكون الإظهار منه تعالى لا الظهور له , فا لإظهار منه يعني القضاء الإلهي على الشيء بحسب ما يستتبعه من مقتضيات وأسباب تحتم بروزه وظهوره خارجا .وننقل لكم ما اختاره العلامة المجلسي رحمه الله وهو: [أنهم عليهم السلام إنما بالغوا في البداء ردا على اليهود القائلين إن الله قد فرغ من الأمر وعلى النظام , وبعض المعتزلة القائلين إن الله خلق الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن معادن و نباتا وحيوانا و إنسانا , ولم يتقدم خلق آدم على خلق أولاده والتقدم إنما يقع في ظهورها لا في حدوثها ووجودها , وأخذوا هذه المقالة من أصحاب الكمون والبروز من الفلاسفة وعلى بعض الفلاسفة القائلين بالعقول النفوس الفلكية وبأن الله تعالى لم يؤثر حقيقة إلا في العقل الأول , فهم يعزلونه تعالى عن ملكه وسلطانه وينسبون الحوادث إلى هؤلاء والكلام طويل نقلنا منه المطلوب ليكون مؤيد وشاهد] ,والدعاء هو خير إثبات للبداء لان الاشياء لو كانت كلها محتومة ولا يتغير شيء لماذا المريض يذهب للطبيب ليتبع الاسباب الطبيعية للشفاء إذ كان محتوم شفائه لا يحتاج الى الطبيب وإذا كان محتوم عدم الشفاء فلا يحتاج للطبيب أيضا فلو لم يكن لامر موقوف على الاسباب الطبيعية بإذن الله فلا حاجة للطبيب فكذلك الدعاء هو اننا نلتمس الأشياء الغيبية لان الدعاء يؤثر بالامر من مرض وأجل وزواج والعلم والسفر والفقر والغنى وغير ذلك من الامور لان الدعاء إذا لم يؤثر يكون عبث وحاشاء أن يامرنا الله بالعبث وهنا يتبادر سؤال للاذهان هل إن الدعاء مشروط يشروط ام مطلق من دون قيد أو شرط ؟
والجواب على ذلك : قال تعالى [أمن يجيب المضطر إذا دعاه ] والاضطرار على قسمين الاول الاضطرار التكويني , والثاني الاضطرار التكليفي .
اما الأول التكويني : هي الحالة التي تمر بالإنسان وتنقطع به كل سبل الخلاص والنجاة , فيلتجأ بالقهر والإضطرار إلى الله , والمثال الشائع لهذا الإضطرار هو حالة الغريق في البحر وقد فقد الأمل بالأسباب والسبل , فيلتجا قهرا إلى الله تعالى , وهنا من دون قيد أو شرط .
وأما الإضطرار التكليفي : فهي حالة الشخص الذي يصل من خلال التوحيد في الأفعال إلى مقام اليقين , في أن كل الأسباب والظواهر مسخرة بإرادة الله تعالى ومشيئته , وأنه لا مؤثر بالفعل والذات سوى الله تعالى . إن مثل هذا اليقين إذا استمسك الإنسان وغلب على توهماته وخيالاته , فإنه سيرى نفسه مضطرا للجوء إلى الله ,وسوف لن يستقر في قلبه شيء سوى الله . وهنا يكون القيد والشرط وهو لاضطرار إلى الله في كل الأمور وأن يكون على يقين بأن المسؤل لطيف خبير كريم وسوف يجيبه , ولكن الله يتعامل بفضله مع العباد فنجده يجيب الدعاء للذي تتوفر فيه الشروط والذي لا تتوفر فيه لان الله كريم عليم بمصالح العباد . نسألكم الدعاء

طبيب جروحي الامام علي(ع)
21-07-2011, 04:41 PM
شكرا وبارك الله فيك اختي العزيزه
الله يعطيك الف الف عافيه

فداء شسع نعل فاطمة
21-07-2011, 05:46 PM
موضوع قيم ومفيد
جزاك الله خير الجزاء

http://files.fatakat.com/2010/2/1264980928.gif

البسمات الفاطميه
21-07-2011, 06:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلآم عليكم ؤرحمة الله ؤبركـآتهة
موـــوضوع هـآدف وقيــم
تسلم يمـآنككِ على هذآ آلطـرح
لآخلآولآعدم
تحياتي لكِ
وبنتظـآر يديدج

عبير الزهــــــــراء
22-07-2011, 01:28 AM
اللهم صل على محمدا وال محمد الطيبين الطاهرين

بورك فيك

ووفقتي لكل خير

عبير الزهــــــــراء
22-07-2011, 01:28 AM
اللهم صل على محمدا وال محمد الطيبين الطاهرين

بورك فيك

ووفقتي لكل خير

قنسرين
23-07-2011, 02:58 PM
مشكوووووووووووورة اختي ربي يوفقك