المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدين بذمة من ؟


مجلة الصديقة
15-08-2011, 12:05 PM
وردة 9وردة 9الدَّين في ذمّة من ؟باتت المجتمعات الإنسانية اليوم في العالم تريد تجددا ً وتحضرا ً ممّا انعكس ذلك على مجتمعاتنا الإسلامية التي تواكب مسيرة الحضارة والتجدد بحكم اختلاطها واندماجها الفكري والتقني في عالم أصبح صغيرا بفعل تلك التقنيات والوسائل ممّا يستوجب تحركا ً جديداً ومُغايرا ً للعصور التي أمضت في عرض أفكار السلام ومبادئه في ضوء ما يؤمن به المجتمع الإنساني الجديد بحكم السرعة التي دخلت إلى الحياة والتطور الشامل كالسرعة في العرض والتلقي والإختصار في إيصال المعلومة والوضوح مع مراعاة ظروف المتلقي والإبتعاد عن القسوة والعنف وعدم إثارة الإشمئزاز في نفوس الآخرين ، ويكون العرض مرتبا ومنمقا يبعث في النفس الإنشراح والإرتياح .. لذلك كله لابدّ من إعادة النظر في طرق عرض أفكار ديننا الحبيب بأساليب تكفُل له قبول الآخرين .
ممّّا يُثير حفيظة علما ًفي الإستعداد لتلك المهمة لطرح أساليب جديدة مختصرة ومفيدة ، ونحفز مجتمعنا الخاص بنا أن يكون العينة والشريحة التي ننهض بها بين الأمم فنغرس فيه مفاهيم جديدة ومعاصرة ومتحضرة لنواكب به مسيرة الحياة في التجدد وفي البناء الحضاري للمجتمع الجديد.
ما العمل إذن ؟
لأجل تحقيق مهمة الإندماج الحضاري العقيدي والأخلاقي والسلوكي فإنّنا نحتاج إلى استعداد كامل لتجنيد الطاقات الفطرية و البدنية والأموال اللازمة لنجاح مهمة بناء مجتمعنا أولا وفي الوقت نفسه الإعلان عن أفكار الإسلام بمختلف وسائل الإعلام الحديثة ، وضرورة إعداد الكوادر المؤهلة لإتمام تلك المهمة عن طريق فتح دورات تدريبية في تعليم الكومبيوتر والانترنت وكذلك دورات في مواجهة العالم عن طريق المهرجانات وضرورة تعلم مواجهة الكامرات واللّقاء الدائم بالهيئات والمؤسسات الخاصة والعامة وكوادر أخرى تقوم بالنهوض بمجتمعنا نهوضا ًحضاريا ً عن طريق غرس قضايا العصر والتكنولوجية في نفوس أبنائنا بشكل لا يخرجنا عن معالم الفضيلة ومعانيها .
فهناك قوتان متضادتان تتحكمان في حياة الإنسان وتجعله يعيش صراعا ً مريراً ً وهما الفضيلة والرذيلة والمعركة تدور بين علماء الفضيلة وتجار الرذيلة وكلّ منهما يتنافس ليجذب الآخرين حسب همته و وطريقته المؤثرة .
بمن نبدأ؟
قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)الرعد/11 ، إنّ مجتمعنا بما فيه الصغير والكبير والجاهل والعالم والمثقف والساذج و المتعصب والقبلي والريفي والمدني وتنوع طوائفه ودياناته لا يمكن أن يخضع إلاّّ لثلاث أُمور وهي فكرة الإيمان بالله والخوف من عذابه وفكرة إحترام الإنسان لأخيه الإنسان لأنّه أما أخ له أو نظير له في الخلق كما عبر عنه الإمام علي (ع) والفكرة الثالثة هو أنّنا نعيش في أرض تغدق على الجميع بخيراتها وقدستها دليل مكانتها في نفوسنا ّإذ أنها أرض الأنبياء والأولياء والصالحين .
إذن نحن سواسية أمام الله والأرض والإنسان فيفترض بنا أن نعيش المصير معاً مصيرنا في الدُّنيا و الآخرة ، أمّا في الدنيا فسعادتنا بين الأمم أن لا نكون أقل منهم شأنا ، إذ علينا أن نُحقِق ما حققوه لهم من نظام حياة مرفهة وسعيدة ابتداءً من طفلة إلى إمرأة إلى الشيخ والشاب والشابة بمظاهر حياة وحرية فكر ونظام أخلاق فهذهِ أمور أولى أن تكون للمسلمين وذلك لأنّ الإسلام دين الروح والجسد يهتم بمعاني الإنسانية ومظاهرها ففي الوقت الذي يتمتع الإنسان المسلم بالحرية والإنصاف بالأخلاق العالية في الصدق وسعة الصدر والإنشراح والإطمئنان فإنّه كذلك يتمتع بالمظهر اللائق بإنسانية في الزينة والنظافة والطهر والصحة فهو إنسان ذو جانبين جانب معنوي مرموق ، وجانب مظهري لائق يظهر ذلك على مظهره وطريقة عيشه وأكله وشربه وأُسلوب كلامه بعيد عن الوحشية والإكتئاب قوي الشعور بالثقة وبالآخرين .
وأخيرا وليس آخرا ... نحن نُهيب بحكومتنا الموقرة أن تكثر من استعداداتها لفتح الدورات التأهيلية لإنعاش هذا الإنسان العراقي الذي حُرَِم طويلا من أن يعيش حُرَّاً مرفهاً مثقفاً متعلما ً ، ونهيب بعلمائنا الكرام ونناشدهم أن يكثروا من إستعداداتهم لبناء الإنسان ومحتواه الداخلي بالطرق الكفيلة السرعة التي هذا الإنسان بالأُمور الشريعة والعقيدة و الأخلاق أيضاً ًعن طريق فتح الدورات والمؤسسات وكذلك نهيب برجائنا وشيوخ عشائرنا أن يسعوا إلى تعليم المرأة وتخليصها من أُُمية الجهل بالقراءة والكتابة والجهل بالكومبيوتر الخياطة والخروج لأداء مهمتها تجاه مجتمعنا إن كانت مؤهلة ذلك ولا يضعوا العراقيل أمامها وأن يسعوا لغرس معالم الدين والأخلاق في نفوس أبناء عشيرتهم .
ونهيب بالمرأة أن تعتني بطفلها وهو جنين في بطنها فهو شقي إن شَقِيَت وهو في بطنها وسعيد ان سعدت هي .
وإن تعلّم ابنتها وهي في سن العاشرة ان تتحصن بحجابها لا يصعب عليها في سن المراهقة الإلتزام بذلك وضرورة تعليمها أحكام دينها في هذا السن أيضاًً وقراءة القرآن بحروفه وحركاته وتكون قد ختمت القرآن في هذا السن واتقنت باب التقليد والطهارة والصلاة والصوم في الفقه وتكون بذلك قد تخلصت من تبعات مسؤولية البنت وهي في سن العاشرة فتتركها تُدَبِر شؤون حياتها في بقية سنين المراهقة والشباب من دون الضغط عليها .
وكذلك الأب الكريم يعلم ولده وهو في سن السابعة الصلاة ليسهل عليه تأديتها في سن السابعة لكي ينشأ حرا لا يؤثر عليه شيء في مراهقته وشبابه ويعلمه كذلك في هذا السن القراءة الصحيحة للقرآن والفهم والفقه وأحكام التقليد والصلاة والصيام والتطهر ويتركه في سن المراهقة بدون ضغط عليه وعلى حياته لأنّه أدى دوره وحقّه في التربية في سن السابعة الى الرابعة عشرة .
إنّ الإهتمام بأولادنا في سن مبكرة وغرس معاني الأخلاق في نفوسهم وتأديبهم على الحرص على الصلاة والقرآن و الفقه وهم في سن العاشرة كفيل في تحقيق سعادتهم في بقية أعمارهم ويكونوا أحراراً سعداء غير فاشلين لأن ّ هذه السن جعلها الله تعالى منطقة فراغ ليغرس الأبوين والمعلم في نفس الطفل كلّ معاني الفضيلة ومبادئ العقيدة وجعله مُتلقيا ومُستمعا وطائعا دون الشعور حتى ولو أدبه أبواه بضرب غير مبرح أو بعقوبة تعسفية تجعله واعيا ً للمسؤولية الملقاة عليه ، على العكس لو كان عمره وهو مراهق أو شاب فلا فائدة من التعليم وقد تصلّب عودهُ وتحجرت مباني نفسه على أمور يصعب تغييرها ولو بالضغط عليه . سلوى محمد / النجف الاشرف