خادمة قائم آل محمد
16-11-2011, 09:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم واهلك عدوهم
سأخوض اليوم معكم إخواتي بموضوع منقول مفيد جدا ,قصة زواج موسى عليه السلام (في سورة القصص) عندما وصل إلى مدين هاربا من مصر. قال تعالى:
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ
قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)
عندما لاحظ موسى عليه السلام وجود امرأتين في مكان مزدحم تبعدان أغنامهما عن الاختلاط بأغنام القوم رق لهما وسألهما: ما خطبكما؟ هناك بعض الفوائد لنا لو تأملنا في سؤال موسى عليه السلام:
1) شهامته عليه السلام وغيرته على بنات الأمة.
2) إمكانية تحدث الرجل إلى السيدات في مكان عام إن ارتأى أنهن بحاجة إلى مساعدة.
3) تأدب المرأتين وعدم انزعاجهما من سؤال موسى لهما بل وأبديتا له السبب معللتين سبب تواجدهما بأن أباهما شيخ كبير أي أنه لا يوجد من يسقي لهما.
فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)
كما أسلفت سابقا قام الشهم موسى عليه السلام (ولم يكن نبيا بعد) بالسقي لهما ويقال أنه كان له من القوة البدنية ما يمكنه من رفع غطاء البئر الذي يرفعه عدد من
الناس مجتمعين. ولي هنا وقفة في بقية الآية:
ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا
أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)
استظل موسى عليه السلام تحت شجرة بعد أن سقى للمرأتين اللتين انطلقتا عائدين بأغنامهما إلى بيت أبيهما ولكن ماذا كان يقصد موسى عليه السلام في قوله تعالى:
فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24). أقول والله أعلم أن موسى عليه السلام
أعجب بأخلاق الفتاتين فتمنى أن يكون له زوجة يسكن إليها, فكان يقصد من قوله رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير أي فقير إلى زوجة. فاستجاب الله له ومهد له طريق
الزواج بإحدى الفتاتين اللتين أعجب بهما:
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ
أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ
مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)
ووجود الفاء في كلمة "فجاءته" يدل على سرعة الإجابة – فالفتاتان تحدثتا إلى والدهما عن ذلك الشخص الشهم الذي تعامل معهما بكل نبل وحسن خلق ولم يتلكأ ولو في طلب كلمة شكر – سقى لهما مبتغيا الأجر من الله ولأن نخوته لم تسمح له بمشاهدة المرأتين تنتظران انتهاء ازدحام القوم على الماء. ثم لننظر إلى وصف الله عز وجل لمشية تلك المرأة (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) التي شهد لها الله بأنها كانت تمشي على استحياء – ما أعظمه من وصف. أخبرت الفتاة موسى عليه السلام بأن أباها أرسلها في طلبه حتى يكافئه على مساعدته لبنتيه, وعندما قابله موسى عليه السلام وقص عليه قصة هروبه من مصر وأنه كان مهددا بالقتل طمأن والد الفتاتين موسى بأنه أصبح آمنا في مدين التي لا سلطان لفرعون مصر عليها, وهذه نعمة من الله تحققت له بعد أن خرج من مصر خائفا يترقب. ثم طلبت إحدى الفتاتين (قيل أنها نفس الفتاة التي ذهبت في طلبه) من أبيها أن يستأجره للرعي لأنه قوي لما رأت من قدرته على رفع غطاء البئر لوحده ولأنه أمين لما رأت من غضه بصره حتى أنه جعلها تمشي خلفه عندما أخذته إلى بيت أبيها وقيل أنها كانت ترمي له حجرا على يمينه ليتجه يمينا وعلى يساره ليتجه يسارا.
قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)
الجزء التالي قد يكون محل خلاف بيني وبين غيري – أكرر: إنها مجرد خاطرة مني لناحية إنسانية بشرية. فالشيخ الكبير الصالح عرف أن إحدى ابنتيه قد وقعت في حب موسى وأعجبت به أيما إعجاب ولربما عرف بفراسته أن موسى هو أيضا معجب بنفس الفتاة. ولكن كيف تصرف ذلك الرجل الصالح ؟ لم يحرج موسى عليه السلام ولم يحرج ابنته التي أحبت موسى فلم يقل لموسى أريد أن أنكحك ابنتي هذه التي ترغبها ولكنه قال إحدى ابنتي هاتين وكأنه لا يعلم بالإعجاب المتبادل بينهما - فمن المؤكد أنه عرف من خلال الحديث عن موسى قبل قدومه من منهما التي تعلقت بموسى عليه السلام. لم يترك مجالا لما يمكن أن يترتب على رغبة كل منهما بالآخر ولم يكن ليعرض إحدى ابنتيه على موسى لو لم يكن متأكدا من موافقتها على الزواج من موسى وبأن موسى لن يرفض ذلك العرض. طلب مهرا لابنته بأن يقوم موسى برعي الغنم له مدة ثمان سنين وأن يتفضل بإتمامها إلى عشر سنوات إذا لم يمانع, ولكن موسى عليه السلام أراد توثيق وتوضيح الأمر بأن له الحرية بقضاء أي من المدتين:
قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)
ومع ذلك أتم موسى عشر سنوات لأن ذلك كان الأكمل والأوفى كما ذكر ذلك ابن عباس رضي الله عنهما وغيره.
فوائد من الآيات الكريمة:
1) اللجوء إلى الله والعفة سبب في حصولك على المرأة التي تريدها زوجة لك.
2) جواز النظر إلى مخطوبتك دون خلوة.
3) يمكن للأب أن يعرض ابنته على من يرضى دينه وخلقه.
4) وجوب دفع مهر عند الزواج.
5) حسن التصرف من الرجل الصالح عندما ظن أن ابنته معجبة بشخص ذي خلق ودين.
6) لابد من توضيح الشروط بين المتعاقدين وتأكيدها بشكل لا يقبل اللبس.
وفي الختام أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم راجيا من الله العفو والمغفرة إن زللت أو تجرأت في سردي لخاطرتي , فهي في رأيي قصة إنسانية, فموسى لم يكن نبيا طوال تلك الفترة ولكنه أصبح نبيا بعد إتمامه الأجل كما يتضح من الآيات التالية:
فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي
آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ
إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ
إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31)
اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ
بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)
صدق الله العلي العظيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(يا صاحب الزمان ادركني يا صاحب الزمان ادركني يا صاحب الزمان ادركني)</b></i>
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم واهلك عدوهم
سأخوض اليوم معكم إخواتي بموضوع منقول مفيد جدا ,قصة زواج موسى عليه السلام (في سورة القصص) عندما وصل إلى مدين هاربا من مصر. قال تعالى:
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ
قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)
عندما لاحظ موسى عليه السلام وجود امرأتين في مكان مزدحم تبعدان أغنامهما عن الاختلاط بأغنام القوم رق لهما وسألهما: ما خطبكما؟ هناك بعض الفوائد لنا لو تأملنا في سؤال موسى عليه السلام:
1) شهامته عليه السلام وغيرته على بنات الأمة.
2) إمكانية تحدث الرجل إلى السيدات في مكان عام إن ارتأى أنهن بحاجة إلى مساعدة.
3) تأدب المرأتين وعدم انزعاجهما من سؤال موسى لهما بل وأبديتا له السبب معللتين سبب تواجدهما بأن أباهما شيخ كبير أي أنه لا يوجد من يسقي لهما.
فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)
كما أسلفت سابقا قام الشهم موسى عليه السلام (ولم يكن نبيا بعد) بالسقي لهما ويقال أنه كان له من القوة البدنية ما يمكنه من رفع غطاء البئر الذي يرفعه عدد من
الناس مجتمعين. ولي هنا وقفة في بقية الآية:
ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا
أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)
استظل موسى عليه السلام تحت شجرة بعد أن سقى للمرأتين اللتين انطلقتا عائدين بأغنامهما إلى بيت أبيهما ولكن ماذا كان يقصد موسى عليه السلام في قوله تعالى:
فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24). أقول والله أعلم أن موسى عليه السلام
أعجب بأخلاق الفتاتين فتمنى أن يكون له زوجة يسكن إليها, فكان يقصد من قوله رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير أي فقير إلى زوجة. فاستجاب الله له ومهد له طريق
الزواج بإحدى الفتاتين اللتين أعجب بهما:
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ
أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ
مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)
ووجود الفاء في كلمة "فجاءته" يدل على سرعة الإجابة – فالفتاتان تحدثتا إلى والدهما عن ذلك الشخص الشهم الذي تعامل معهما بكل نبل وحسن خلق ولم يتلكأ ولو في طلب كلمة شكر – سقى لهما مبتغيا الأجر من الله ولأن نخوته لم تسمح له بمشاهدة المرأتين تنتظران انتهاء ازدحام القوم على الماء. ثم لننظر إلى وصف الله عز وجل لمشية تلك المرأة (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) التي شهد لها الله بأنها كانت تمشي على استحياء – ما أعظمه من وصف. أخبرت الفتاة موسى عليه السلام بأن أباها أرسلها في طلبه حتى يكافئه على مساعدته لبنتيه, وعندما قابله موسى عليه السلام وقص عليه قصة هروبه من مصر وأنه كان مهددا بالقتل طمأن والد الفتاتين موسى بأنه أصبح آمنا في مدين التي لا سلطان لفرعون مصر عليها, وهذه نعمة من الله تحققت له بعد أن خرج من مصر خائفا يترقب. ثم طلبت إحدى الفتاتين (قيل أنها نفس الفتاة التي ذهبت في طلبه) من أبيها أن يستأجره للرعي لأنه قوي لما رأت من قدرته على رفع غطاء البئر لوحده ولأنه أمين لما رأت من غضه بصره حتى أنه جعلها تمشي خلفه عندما أخذته إلى بيت أبيها وقيل أنها كانت ترمي له حجرا على يمينه ليتجه يمينا وعلى يساره ليتجه يسارا.
قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)
الجزء التالي قد يكون محل خلاف بيني وبين غيري – أكرر: إنها مجرد خاطرة مني لناحية إنسانية بشرية. فالشيخ الكبير الصالح عرف أن إحدى ابنتيه قد وقعت في حب موسى وأعجبت به أيما إعجاب ولربما عرف بفراسته أن موسى هو أيضا معجب بنفس الفتاة. ولكن كيف تصرف ذلك الرجل الصالح ؟ لم يحرج موسى عليه السلام ولم يحرج ابنته التي أحبت موسى فلم يقل لموسى أريد أن أنكحك ابنتي هذه التي ترغبها ولكنه قال إحدى ابنتي هاتين وكأنه لا يعلم بالإعجاب المتبادل بينهما - فمن المؤكد أنه عرف من خلال الحديث عن موسى قبل قدومه من منهما التي تعلقت بموسى عليه السلام. لم يترك مجالا لما يمكن أن يترتب على رغبة كل منهما بالآخر ولم يكن ليعرض إحدى ابنتيه على موسى لو لم يكن متأكدا من موافقتها على الزواج من موسى وبأن موسى لن يرفض ذلك العرض. طلب مهرا لابنته بأن يقوم موسى برعي الغنم له مدة ثمان سنين وأن يتفضل بإتمامها إلى عشر سنوات إذا لم يمانع, ولكن موسى عليه السلام أراد توثيق وتوضيح الأمر بأن له الحرية بقضاء أي من المدتين:
قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)
ومع ذلك أتم موسى عشر سنوات لأن ذلك كان الأكمل والأوفى كما ذكر ذلك ابن عباس رضي الله عنهما وغيره.
فوائد من الآيات الكريمة:
1) اللجوء إلى الله والعفة سبب في حصولك على المرأة التي تريدها زوجة لك.
2) جواز النظر إلى مخطوبتك دون خلوة.
3) يمكن للأب أن يعرض ابنته على من يرضى دينه وخلقه.
4) وجوب دفع مهر عند الزواج.
5) حسن التصرف من الرجل الصالح عندما ظن أن ابنته معجبة بشخص ذي خلق ودين.
6) لابد من توضيح الشروط بين المتعاقدين وتأكيدها بشكل لا يقبل اللبس.
وفي الختام أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم راجيا من الله العفو والمغفرة إن زللت أو تجرأت في سردي لخاطرتي , فهي في رأيي قصة إنسانية, فموسى لم يكن نبيا طوال تلك الفترة ولكنه أصبح نبيا بعد إتمامه الأجل كما يتضح من الآيات التالية:
فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي
آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ
إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ
إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31)
اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ
بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)
صدق الله العلي العظيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(يا صاحب الزمان ادركني يا صاحب الزمان ادركني يا صاحب الزمان ادركني)</b></i>