المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب والبغض محاضرة شيقة


أنوار الزهراء (ع)
05-02-2012, 11:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صلي على محمد واله محمد

أنقل لكم أخواتي الفاطميات من أحد أقاربي خطبة مفيدة وشيقة ومفيدة للمجتمع من أحد المشائخ الله يخليهم لنا ويطول في أعمارهم أترككم مع الخطبة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمد – فضج المؤمنون بالصلاة على محمد وآل محمد – وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم والظلام الآثم على أعدائهم ومنكريهم ومنكري فضائلهم من الأولين والآخرين من الآن إلى قيام يوم الدين أبد الآبدين آمين يا رب العالمين.

قال سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام- ارتفع صوت المؤمنين بالصلوات العاليات- ( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما )) خطب أمير المؤمنين عليه السلام - نهج البلاغة ج4 ص 64. صدق أمير المؤمنين سلام الله عليه.
روايات أهل البيت عليهم السلام دائماً لديها تركيز على تنظيم العلاقات الإنسانية , علاقة الأب بأبنائه علاقة الأخ بإخوانه علاقة الإنسان بالآخرين, المرأة بالرجل وهكذا كل العلاقات الإنسانية أهل البيت عليهم السلام ركّزوا على تنظيمها وجعلها متوازنة, هذه الرواية التي توجنا بها الخطبة من أمير المؤمنين سلام الله عليه فيها دعوة إلى عدم الإفراط لا في الحب ولا في البغض, وأن يكون الحب والبغض لله وفي الله وليس لأهواء شخصية, لأن الإنسان إذا جعل الحب والبغض لأهواء شخصية تَجدهُ يتقلب في اليوم سبعين مرة, تجده مرة يحب هذا الإنسان ومرة يبغضه, لأن ما عنده ميزان حقيقي في المحبة والبغض عنده الهوى إذا رأى هذا الإنسان يعمل وفق ما يشتهي ويحب صار يحبه, إذا رأى هذا الإنسان يعمل خلاف ما يحبه ويريده يبغضه ويكرهه, وهذا خطأ.
الجزء الثاني

(( الميزان الصحيح في الحب ))

التعامل الصحيح في هذه المسألة أن يكون الميزان هو رضى الله سبحانه وتعالى, فكل ما يرضي الله أُحبه وأريده وكل ما يغضب الله أبغضه وأكرهه هذا هو الميزان الصحيح, أما إذا كان هذا الإنسان مخالفا لهواي ولكنه موافق لرضى الله سبحانه وتعالى يجب علي أن أحبه وإذا كان هذا الإنسان يفعل ما أريد أنا وما أحب أنا ولكنه خلاف محبة الله يجب علي أن أبغض هذا الشخص ولا أحبه, لذلك إذا تقرؤون في زيارات أهل البيت عليه السلام ( محب لمن أحبكم ومبغض لمن أبغضكم ) جعلّنا أهل البيت عليهم السلام هم الميزان في الحب والبغض, ليش؟
لأن ما يحب أهل البيت وما يرضي أهل البيت فهذا يكشف عن محبة الله وعن رضى الله سبحانه وتعالى ( رضى الله رضانا أهل البيت ) لواعج الأحزان - للسيد محسن الأمين – ص 71. يقول الإمام الحسين سلام الله عليه فيجب أن يكون الميزان بهذا الاتجاه ولا يكون الميزان باتجاه الهوى؛ وهذه الكلمة المشهورة التي تردد دائما " حب وقول وابغض وقول " طبعا نرددها دائما ننتقد الآخرين نقول هذا فلان فعل كذا لأنه يُحب فلان, وفعل كذا لأنه يُبغض فلان, فيجب أن يكون الميزان دائما هو رضى الله سبحانه وتعالى, ما يرضي الله نحبه وما يسخط الله نكرهه, هذه نقطة أولى.
الجزء الثالث

(( اتجاه صرف الحب المطلق والبغض المطلق ))

نقطة ثانية: لا يجب أن يكون الحب مطلقا بلا قيد وبلا شرط, لذلك يقول أمير المؤمنين في هذه الروية ( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون عدوك يوما ما ... ) وأيضا في البغض لا ينبغي أن يكون البغض مطلقا بلا قيد وبلا شرط أيضا (... أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما )لا يوجد حب مطلق وبغض مطلق, أما الحب المطلق فلا يكون إلا لله ولمحمد وآل محمد– فضج المؤمنون بالصلوات – هذا يجب أن يكون حب مطلق بلا قيد ولا شرط, ما في ولا نسبة واحد في المئة نقص في هذا الحب, وفي الطرف الآخر كل من أبغض آل محمد أيضا يجب أن تُبغضه بلا قيد وبلا شرط, فقط في هذين الطرفين محبة الله وأهل البيت تكون بلا قيد وبلا شرط, وبغض أعدائهم يكون بلا قيد وبلا شرط.
الجزء الرابع

(( مقدار الحب لسائر الأصدقاء ))

وأما باقي الناس فيجب أن تبقي لنفسك مقدارا معينا في الحب وفي البغض أنا أحب فلانا من الناس وحبي له كبير كبير جدا ولكن لا بد أن أجعل لهذا الحب ولو واحد من عشرة بالمئة حذر من هذا الشخص, ما تقول أن الحب يكون ملوث يكون فيه شك وريبة, لا, وإنما يكون فيه نسبة واحد في المئة حذر, لذلك أمير المؤمنين سلام الله عليه يقول ( أحذر عدوك مرة وأحذر صديقك ألف مرة ) ليس لزرع الشك والريبة في قلوب الناس تجاه بعضهم البعض, لا, ولكن من باب الحذر, لأن هذا الصديق الذي أحببته حبا كبيرا, و أطلقت العنان لقلبك أن تحب هذا الإنسان, لو في لحظة من اللحظات انقلب إلى عدو وهو يحمل كل أسرارك ويعلم عنك كل صغيرة وكبيرة إذا لم يكن تقيا ومؤمنا اعلم أنه يفضحك على رؤوس الأشهاد, ومن هنا أيضا يجب أن يلتفت الإنسان إلى الأشخاص الذين يصادقهم ويكونون أصدقاءه, الأصدقاء بالمعنى الحقيقي مو المعارف, الإنسان يعرف كثير من الناس, يعرف فلان وفلان وفلان,
الصديق هو: الذي يلازمك كظلك لا يستغني عنك ولا تستغني عنه هذا هو الصديق الحقيقي, أما أكثر العلاقات بين الناس هي معارف وليست صداقة, معارف وصحبة وليست صداقة, الصداقة هي التي تجمع بين شخصين لا يستغني أحدهم عن الآخر, فهذا الصديق إذا لم تحذر منه, وأطلقت العنان لكل شيء وأعطيته كل شيء هناك احتمال واحد من عشرة في المئة أن ينقلب عليك وإذا لم يكن مؤمنا يفضحك على رؤوس الأشهاد فيجب أن تختار الصديق الصدوق, المؤمن التقي الذي مهما اختلفت معه ومهما صارت بينكما عداوة لا يمكن أن يفضحك ولا يمكن أن ينشر غسيلك أمام الناس هذا بالنسبة إلى الحبيب.
الجزء الخامس

(( مقدار البغض لسائر البغيضين ))

بالنسبة إلى البغيض الشخص الذي تُبغضه وتكرهه أيضا يجب أن تترك لنفسك واحد من عشرة في المئة احتمال أن هذا ينقلب إلى حبيب إلى صديق فعندها سوف يكون وجهك بحجم السمسمة إذا انقلب إلى حبيب وأنت لما كان عدوك ما قصرت فيه ما خليت وما بقيت من الكلام ما قلته فيه, اليوم صار حبيبك, كيف تضع عينك بعينه؟!!!
فيها إحراج كبير وتضطر تتأسف وتضطر تعتذر منه, لذلك يجب أن تكون أيضا حتى في بغضك متوازنا و هادئا, ولا تفتري على الآخرين مهما كانت العداوة بينكما, الله سبحانه وتعالى لا يحب الجهرة بالسوء {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }النساء148 فينبغي على الإنسان أن يكون متوازنا في الحب وفي البغض لا يطلق العنان بلا قيد في الحب ولا يطلقه بلا قيد في البغض, التوازن مطلوب.
الجزء السادس

(( الحب أسمى مشاعر الإنسان ))

بقيت نقطة أخيرة وبها أختم الخطبة: وهي أن الحب هو أسمى مشاعر الإنسان, الإنسان عنده مجموعة من المشاعر أسناها و أرقاها هو الحب فيجب أن لا يُبتذل هذا الشعور وتكون كلمة الحب كلمة رخيصة تلقى على أيٍ كان وفي أيٍ كان, وفي أي ظرف كان, لا, الحب هذه كلمة سامية وهذا شعور سامي, جاء رجل إلى الإمام الصادق سلام الله عليه– فضج المؤمنون بالصلوات – ( وقال: هل الحب من الدين فقال عليه السلام: ( وهل الدين إلا الحب ))الدين برمته هو الحب هو السلام هو المحبة والتآخي والألفة بين الناس, هذا الدين كله, الدين مو صلاة وصيام هذي فروض مفروضة عليك مو الدين, ولا النبي صلى الله عليه واله بُعث حتى يأمرك أن تصلي وتصوم هذي مفروضة عليك, يجب أن تفعلها وليس برضاك أن تفعلها هذه واجب وفروض من الله سبحانه وتعالى على خلقه( الدين المعاملة ) يقول النبي صلى الله عليه واله ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فكلها قائمة على الحب, على هذا الشعور النبيل, فيجب أن تعرف أين تضع هذا الحب ومن تحب ومن لا يستحق هذه الكلمة ليست ألعوبة كلمة الحب.

نرجس النوران
06-02-2012, 12:04 AM
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه
فعلا الحب كلمة اسمى من الوجود ونحن قد اخطئنا في تقديرها وتعريفها
فعلا الدين هو الحب بذاته

غريبة الاوطان
06-02-2012, 02:56 AM
جزاك الله خيرا على نقل القائدة في ميزان حسناتك

أنوار الزهراء (ع)
06-02-2012, 11:51 PM
نورت الصفحة أخواتي الحبيبات شكرا لمروركم

همسات من النور
07-02-2012, 10:01 AM
في ميزان حسانتش :)

أمة الرحمن
07-02-2012, 06:23 PM
صدقت في كل ماذكرتي ، موضوع رائع ، جزاك الله تعالى به خير جزاء ، واجزل لك العطاء

فداء شسع نعل فاطمة
10-02-2012, 06:32 PM
صحيح موضوع طويل بس حقيقة ماحسيت بملل

موضوع في غاية الاهمية

جزاك الله خيرا على الطرح حبيبتي

بأنتظار قادمكي