المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج اليأس الدنيوي (1)


زهرة الياسمين
13-05-2012, 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علاج الياس الدينوي

1- التفاؤل

فالتفاؤل يبعث على الأمل بينما التطيُّر يؤدِّي إلى اليأس والعجز، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "الطَّيَرَة شرك"، "تفاءلوا بالخير تجدوه".

2- الدعاء

نقرأ في الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله: "الدُّعاء سلاح المؤمن...
وعن الإمام علي عليه السلام: "الدُّعاء مفاتيح النَّجاح ومقاليد الفلاح...

وهناك روايات كثيرة تشير إلى أهمِّية الدُّعاء، ومن فوائده: أنَّ الإنسان تقع في حياته حوادث، فتغرقه في اليأس من حيث الأسباب الظاهرية، فالدُّعاء يمكنه أن يكون شرفة على أمل الفوز، ووسيلة مؤثِّرة في مواجهة اليأس.

3- الأمل بالنصر (المدد الإلهي)

إذا راجعنا القرآن الكريم، نجده يبعث الأمل بالنَّصر في نفوس المسلمين، وإليك بعض الموارد.

أ- قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ * كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ﴾.

تفيدنا الآية بأنَّ أساليب أهل الضَّلال الرَّامية لتخدير، الناس ومحاولة تفريقهم وإبعادهم عن أولياء الله، لا تختصُّ بزمان ومكان معينين، بل هي ممارسة موجودة منذ القدم، وباقية ما بقي الصراع بين الحق والباطل على الأرض، ولهذا لا ينبغي أن نستوحش من ذلك ونتراجع أمام المشاكل والعراقيل التي يدبِّرها الأعداء.

ولا نسمح لليأس من أن يدخل إلى قلوبنا، ولا لأساليب الأعداء من أن تُفقدنا الثِّقة بالله تعالى.
فذكر سنن الأولين في القرآن، ما هي إلا مواساة وتسلية مؤثِّرة لقلوب دعاة الإيمان.
وإذا ما تصوَّرنا يوماً أنَّ نشر دعوة الحق، ورفع راية العدل والهداية، لا يواجهان بردِّ فعل الأعداء، فإننا في خطأ كبير، وأقلُّ ما فيه أننا سنصاب بحالة اليأس المهلكة، وما علينا إلَّا أن نستوعب مسير الأنبياء عليهم السلام في مواجهتهم لأعداء الله.

ب- قال تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾، في الآية تحذير للمسلمين من أن يعتريهم اليأس والفتور بسبب النكسة في معركة واحدة، وأن يتملَّكهم الحزن واليأس من النصر النهائي.

فالرجال الواعون هم الذِّين يستفيدون الدروس من الهزائم، كما يستفيدونها من الانتصارات، وهم الذين يتعرفون في ضوء النَّكسات على نقاط الضعْف في أنفسهم أو مخطَّطاتهم، ويقفون على مصدر الهزيمة، ويسعون لتحقيق النصر النهائي بالقضاء على تلك الثغرات والنواقص.

كتاب من كبائر الذنوب





منقول

فداء شسع نعل فاطمة
13-05-2012, 05:51 PM
انت دائما مميزة في انتقائكي للمواضيع
جزاك الله على هذا الطرح المميز والمفيد

بأنتظار كل جديد منكي

همسات من النور
13-05-2012, 06:20 PM
شكرا لكي على هذاالموضوع جميل

صفية المختار
13-05-2012, 09:35 PM
بارك الله فيك

عبير الزهــــــــراء
13-05-2012, 10:13 PM
اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
والعن أعدائهم

سلمتي اخيتي زهرة الياسمين

على الانتقاء المتميز

لاحرمنا الله قادمك

زهرة الياسمين
18-05-2012, 03:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علاج اليأس الدنيوي (2)

4- الانتظار ودوره في معالجة اليأس

هناك أثر مهمٌّ لانتظار ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وهو عدم ذوبان المنتظرين في المحيط الفاسد، وعدم الانقياد وراء المغريات والتلوث بها.

وتوضيح ذلك: أنه حين يعمُّ الفساد المجتمع، أو تكون الأغلبيَّة الساحقة منه فاسدة، فقد يقع الإنسان المؤمن في مأزق نفسيِّ، أو بعبارة أخرى: في طريق مسدود "لليأس من الاصلاحات التي يتوخاها" وربما يتصَّور المنتظرون أنَّه لا مجال للإصلاح، وأنَّ السعي والجدَّ من أجل البقاء على النقاء والطهارة، كلُّ ذلك لا جدوى منه، فهذا اليأس أو الفشل قد يجرُّ الإنسان نحو الفساد والاصطباغ بصبغة المجتمع الفاسد، والَّذي ينعش الأمل في نفوس
المؤمنين ويدعوهم إلى المقاومة والصبر وعدم الذوبان والإنحلال في المحيط الفاسد، هو رجاؤهم بالاصلاح النهائي،
فهم في هذه الحال لا يسأمون عن الجد والمثابرة.

5- التقوى والفرج

﴿... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ...﴾
, إنَّ هذه الآيات تبعث الأمل في النُّفوس، وتمنح القلب صفاءً خاصاً، وتمزِّق حجب اليأس والقنوط، وتنير الأرواح بنور الأمل، إذ تعد المتقين بحل مشاكلهم وتسهيل أمورهم.

جاء في حديث عن أبي ذر الغفاري، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "إنيِّ أعلم آيةً لو أخذ بها النَّاس لكفتهم، ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً﴾، فما زال يقولها ويعيدها"
وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله: "مَنْ أْكثر الإستغفار جعل الله له من كلِّ همٍّ فرجاً ومن كلِّ ضيق مخرجاً". المقصود من التوكُّل على الله، هو أن يسعى الإنسان لأن يجعل عاقبة عمله وكدحه على الله، ويوكلها إليه ويدعوه لتسهيل أمره، فإنَّه لطيف بعباده، رحيم بهم، وعلى كل شي‏ء قدير.
والشخص الذي يعيش حقيقة التوكُّل على الله، لا يجد إليه منفذاً، ولا يدبُّ في عزمه الضعف، ولا يشعر بالنقص والصغر أمام المشاكل مهما كبرت، ويبقى يقاوم ويواجه الأحداث بقوَّة وإيمان راسخين.

ومن جانب آخر تنهمر عليه الإمدادات الغيبيَّة والمساعدات التي وعده الله.
ففي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "سألت جبرائيل: ما التوكل؟ قال:العلم بأنَّ المخلوق لا يضرُّ ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان جدوى منه، فهذا اليأس أو الفشل قد يجرُّ الإنسان نحو الفساد والاصطباغ بصبغة المجتمع الفاسد، والَّذي ينعش الأمل في نفوس

6- العلم بأن مع العسر يسراً

يقول تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾
هذا الوعد الإلهيُّ يغمر القلب نوراً وصفاء، ويبعث فيه الأمل، ويزيل ظلمة اليأس عن روح الإنسان، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "واعلم أنَّ مع العسر يسراً، وأنَّ مع الصبر النَّصر، وأنَّ الفرج مع الكرب"

كتاب من كبائر الذنوب





منقول