ام شبر
12-06-2012, 08:26 AM
http://www.noorfatema.org/up/uploads/13394779421.gif
سألتني يوما وقالت : ما هي العدالة ؟
قلت : العدالة من العدل
والعدل هو وضع الأمور في مواضعها أو إعطاء كل ذي حقّ ٍ حقه .
قالت : هل المساواة من العدالة ؟
قلت : كلا ... ليست المساواة من العدالة
بل ان المساواة في بعض صورها قد تكون ظلماً،
فالمساواة هي التوزيع لشيء ما أو لحقّ ٍ ما بالتساوي ،
فلو منح معلّم كل طلابه درجة واحدة
دون أن يأخذ بنظر الاعتبار
المستوى الدراسي والجهد المبذول من الطلاب ،
يكون قد ساوى بين طلابه ولكنه لم يعدل بل ارتكب ظلماً.
كذلك لو وصف الطبيب دواءً واحداً لجميع مرضاه ،
وأعطى نفس نوعية الدواء وبمقدار متساوٍ لكلّ ِ المرضى ،
فهذه المساواة بين المرضى هي ظلم قطعاً بالنسبة لبعض المرضى.
http://www.noorfatema.org/up/uploads/13394772802.gif
قالت : يوجد احاديث تؤكد ان الرسول (صلى الله عليه وآله ) ،
كان يساوي في النظر و الاستماع للناس
فما تقولون في هذا ؟؟
قلت : نعم كان يساوي بين من هم بنفس الرتبة والمنزلة
وهذه المساواة هي عين العدالة
لكن لو اختلف الجلساء فكان بينهم الشيخ الكبير و الطفل الصغير
وبينهم العالم والجاهل والاب والابن
فلابد من الاختلاف في التعامل معهم
ففي الرواية أنه ورد على الامام علي ( عليه السلام )
أب وابن ، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر المجلس وجلس بين أيديهما ،
ثم أمر بالطعام فأحضر فأكلا منه ، ثم جاء قنبر بطشت وإبريق خشب ومنديل لليبس وجاء ليصب على يد الرجل ،
فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ الإبريق ليصب على يد الرجل ،
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب على يدي الماء ؟
قال : اقعد وأغسل، فإن الله عز وجل يراك وأخوك الذي لا يتميز عنك ولا يتفضل عليك يخدمك ،
يريد بذلك في خدمته في الجنة ، مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا وعلى حسب ذلك في مماليكه فيها،
فقعد الرجل فقال له علي (عليه السلام) : أقسمت بعظيم حقي الذي عرفته لما غسلت مطمئناً كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك الماء قنبراً ؟
ففعل الرجل ذلك ، فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنفية ،
وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده ،
ولكن الله عز وجل يأبى أن يسوّى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان ،
لكن قد صب الأب على الأب فليصب الابن على الابن ،
فصب محمد بن الحنفية على الابن
شاهِدُنا في هذه الرواية قول امير المؤمنن عليه السلام
( .... الله عز وجل يأبى أن يسوّى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، ... )
فمن الظلم ان يساوي المرء بين الاب وابنه
ولكن يجب ان نتعلم كيف نضع الشيء في موضعه ونعطي لكل ذي حق حقه
http://www.noorfatema.org/up/uploads/13394772801.gif
نسأل الله ان يرينا الحق حقا حتى نتبعه والباطل باطلا حتى نجتنبه
ولا يجعله علينا متشابها فنتبع هوانا بخير هدى منا
المصادر
كتاب : زاد المغترب الفصل الأول: العقيدة
( ـ مستدرك الوسائل : ج 16 ، ص 328(.
سألتني يوما وقالت : ما هي العدالة ؟
قلت : العدالة من العدل
والعدل هو وضع الأمور في مواضعها أو إعطاء كل ذي حقّ ٍ حقه .
قالت : هل المساواة من العدالة ؟
قلت : كلا ... ليست المساواة من العدالة
بل ان المساواة في بعض صورها قد تكون ظلماً،
فالمساواة هي التوزيع لشيء ما أو لحقّ ٍ ما بالتساوي ،
فلو منح معلّم كل طلابه درجة واحدة
دون أن يأخذ بنظر الاعتبار
المستوى الدراسي والجهد المبذول من الطلاب ،
يكون قد ساوى بين طلابه ولكنه لم يعدل بل ارتكب ظلماً.
كذلك لو وصف الطبيب دواءً واحداً لجميع مرضاه ،
وأعطى نفس نوعية الدواء وبمقدار متساوٍ لكلّ ِ المرضى ،
فهذه المساواة بين المرضى هي ظلم قطعاً بالنسبة لبعض المرضى.
http://www.noorfatema.org/up/uploads/13394772802.gif
قالت : يوجد احاديث تؤكد ان الرسول (صلى الله عليه وآله ) ،
كان يساوي في النظر و الاستماع للناس
فما تقولون في هذا ؟؟
قلت : نعم كان يساوي بين من هم بنفس الرتبة والمنزلة
وهذه المساواة هي عين العدالة
لكن لو اختلف الجلساء فكان بينهم الشيخ الكبير و الطفل الصغير
وبينهم العالم والجاهل والاب والابن
فلابد من الاختلاف في التعامل معهم
ففي الرواية أنه ورد على الامام علي ( عليه السلام )
أب وابن ، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر المجلس وجلس بين أيديهما ،
ثم أمر بالطعام فأحضر فأكلا منه ، ثم جاء قنبر بطشت وإبريق خشب ومنديل لليبس وجاء ليصب على يد الرجل ،
فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ الإبريق ليصب على يد الرجل ،
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب على يدي الماء ؟
قال : اقعد وأغسل، فإن الله عز وجل يراك وأخوك الذي لا يتميز عنك ولا يتفضل عليك يخدمك ،
يريد بذلك في خدمته في الجنة ، مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا وعلى حسب ذلك في مماليكه فيها،
فقعد الرجل فقال له علي (عليه السلام) : أقسمت بعظيم حقي الذي عرفته لما غسلت مطمئناً كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك الماء قنبراً ؟
ففعل الرجل ذلك ، فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنفية ،
وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده ،
ولكن الله عز وجل يأبى أن يسوّى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان ،
لكن قد صب الأب على الأب فليصب الابن على الابن ،
فصب محمد بن الحنفية على الابن
شاهِدُنا في هذه الرواية قول امير المؤمنن عليه السلام
( .... الله عز وجل يأبى أن يسوّى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، ... )
فمن الظلم ان يساوي المرء بين الاب وابنه
ولكن يجب ان نتعلم كيف نضع الشيء في موضعه ونعطي لكل ذي حق حقه
http://www.noorfatema.org/up/uploads/13394772801.gif
نسأل الله ان يرينا الحق حقا حتى نتبعه والباطل باطلا حتى نجتنبه
ولا يجعله علينا متشابها فنتبع هوانا بخير هدى منا
المصادر
كتاب : زاد المغترب الفصل الأول: العقيدة
( ـ مستدرك الوسائل : ج 16 ، ص 328(.