المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخوف من الله تعالى


جارة الجوادين
16-09-2012, 09:55 PM
الخوف من الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وهو: تألم النفس خشية من عقاب اللّه، من جراء عصيانه ومخالفته. وهو من خصائص الأولياء، وسمات المتقين، والباعث المحفّز على الاستقامة والصلاح، والوازع القويّ عن الشرور والآثام.


لذلك أولته الشريعة عناية فائقة،وأثنت على ذويه ثناءاً عاطراً مشرفاً:
قال تعالى: «إنما يخشى اللّه من عباده العلماء» (فاطر: 28).
وقال : «إن الذين يخشون ربهم بالغيب، لهم مغفرة وأجر كبير» (الملك: 12).
وقال: «وأمامن خاف مقام ربّه، ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى» (النازعات: 40 41).

وقال الصادق عليه السلام: «خَفِ اللّه كأنك تراه، وإن كنت لا تراه فإنه يراك، وإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت،وإن كنت تعلم إنه يراك ثم برزت له بالمعصية، فقد جعلته من أهون الناظرين إليك»(1).
وقال عليه السلام: «المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما صنع اللّه فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك،
فهو لا يصبح إلا خائفاً، ولا يصلحه إلا الخوف»(1).

وقال عليه السلام: «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو»(2).

وفي مناهي النبي صلى اللّه عليه وآله:
«من عرضت له فاحشة، أو شهوة فاجتنبها من مخافة اللّه عز وجل، حرّم اللّه عليه النار، وآمنه من الفزع الأكبر،وأنجز له ما وعده في كتابه، في قوله عز وجل: (ولمن خاف مقامربه جنتان) (الرحمن:46)» (3).

وقال بعض الحكماء: مسكين ابن آدم،لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعاً، ولو رغب في الجنة كما رغب في الدنيا لفاز بهما جميعاً، ولو خاف اللّه في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر لسعد في الدارين جميعاً.

ودخل حكيم على المهدي العباسي فقالله: عظني. فقال: أليس هذا المجلس قد جلس فيه أبوك وعمك قبلك؟ قال: نعم. قال: فكانت لهم أعمال ترجو لهم النجاة بها؟ قال: نعم. قال: فكانت لهم أعمال تخاف عليهم الهلكة منها؟ قال: نعم. قال: فانظر ما رجوت لهم فيه فآته، وما خفت عليهم منه فاجتنبه

الخوف بين المدّ والجزر:
لقد صورت الآيات الكريمة، والأخبارالشريفة، أهمية الخوف، وأثره في تقويم الانسان وتوجيهه وجهة الخير والصلاح، وتأهيله لشرف رضا اللّه تعالى وانعامه.

بيد أن الخوف كسائر السجاياالكريمة، لا تستحق الاكبار والثناء، الا إذا اتسمت بالقصد والاعتدال، الذي لا إفراطفيه ولا تفريط.

فالافراط في الخوف يجدب النفس،ويدعها يباباً من نضارة الرجاء، ورونقه البهيج، ويدع الخائف آيساً آبقاً موغلاً فيالغواية والضلال، ومرهقاً نفسه في الطاعة والعبادة حتى يشقيها وينهكها.

والتفريط فيه باعث على الاهمالوالتقصير، والتمرد على طاعة اللّه تعالى واتباع دستوره.

وبتعادل الخوف والرجاء تنتعش النفس، ويسمو الضمير، وتتفجر الطاقات الروحية، للعمل الهادف البنّاء.

كما قال الصادق عليه السلام: «أرج اللّه رجاءاً لا يجرئك على معاصيه، وخف اللّه خوفاً لا يؤيسك من رحمته»(1).

محاسن الخوف:
قيم السجايا الكريمة بقدر ما تحققفي ذويها من مفاهيم الانسانية الفاضلة،
وقيم الخير والصلاح، وتؤهلهم للسعادة والرخاء.

وبهذا التقييم يحتل الخوف مركز الصدارة بين السجايا الأخلاقية الكريمة، وكانت له أهمية كبرى في عالم العقيدة والإيمان، فهو الذي يلهب النفوس،ويحفّزها على طاعة اللّه عز وجل، ويفطمها من عصيانه، ومن ثم يسمو بها الى منازل المتقين الأبرار.

وكلما تجاوبت مشاعر الخشية والخوف في النفس، صقلتها وسَمَت بها الى أوج ملائكي رفيع، يحيل الانسان ملاكاً في طيبته ومثاليته، كما صوره أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقارن بين الملك والانسان والحيوان، فقال: «إن اللّه عز وجل ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل، وركّب في بني آدم كليهما.

فمن غلب عقلهُ شهوتهَ، فهو خير من الملائكة، ومن غلب شهوته علقه فهو شر من البهائم»(1).

من أجل ذلك نجد الخائف من اللّه تعالى يستسهل عناء طاعته، ويستحلي مرارتها، ويستوخم حلاوة المعاصي والآثام، خشية منسطخه وخوفاً من عقابه.

وبهذا يسعد الانسان، وتزدهر حياته المادية والروحية، كما انتظم الكون، واتسقت عناصره السماوية والأرضية، بخضوعه للّه عز وجل، وسيره على وفق نظمه وقوانينه.

(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة)

في أمان الله وحفظه

تفاحة الجنان
16-09-2012, 10:49 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
مشكوره
وتسلم ايدك
وربي يعطيك العافيه

نُور علي
16-09-2012, 11:20 PM
ما شاء الله .. جهد ملحوظ.. في ميزان حسناتك ودمت في حفظه تعالى..

فداء شسع نعل فاطمة
17-09-2012, 11:26 AM
إلهي املأ قلبي بالخوف منك لا الخوف من غيرك
اللهي اني استغفرك من ذنوبي كلها وارجو العفو منك والمغفرة


حقا من يخشى الله ويخافه تتغير حياته
لان الخوف من الله سيجعله تاركا للمعاصي مقبلا على العمل الصالح
كما ان هذا الخوف سينظف قلب المؤمن من الشوائب ويجعله اكثر خشوعا في عباداته



جزاك الله خير الجزاء غاليتي
وفقك الله لكل خير

مدد ياعلي
17-09-2012, 01:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اسطر قيمه وكلمات نافذه تنفذ بالقلب وتهبه الصعود بالروح للخالق الرارزق المكون
بارك الله بكم

المرتجيه
18-09-2012, 01:54 PM
بارك الله بك
وجعله في ميزان حسناتك

عراقية فــاطمـــية
19-09-2012, 12:27 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
موضوع جميل الله يعطيكِ العافية و يجزيكِ كل خير

محبة النوراء
19-09-2012, 02:19 PM
يعطيكـ ربي الف عافيهـ
بانتظار جديدكـ
http://www.h777h.com/pic/102.gif

شوق الظهور*
19-09-2012, 02:46 PM
اللهم صلي على محمد وآل محمد

من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء
بورك فيكي أختي العزيزة جزاكي الله خير الجزاء
عزيزتي أعتقد بأنكي تسكنين في الكاظمية المقدسة أبليغي سلامنا للجوادين (عليهما السلام)عند الزيارة.
ودعواكي لنا بزيارة عاجلة لهما اختكي في الله شوق الظهور*

دمتم ودامت أبداعاتكم