المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة اﻹمام الحسين ..عليه السلام .. متجدد


ام حيدر العراقيه
30-11-2013, 11:03 PM
اللهم صل على محمد وال محمد


مولد الإمام الحسين عليه السلام

ولد الإمام الحسين في يوم الثلاثاء ، الثالث من شهر شعبان ، سنة ثلاث من الهجرة ، وعاش سبعا وخمسين سنة وخمسة أشهر ، واستشهد في يوم الجمعة عاشر شهر محرم ، سنة إحدى وستين من الهجرة ، وكان عمره الشريف ذا أدوار مختلفة ، يمتاز كل دور عن الآخر بمميزات : فقد عاش مع رسول الله سبع سنين .
وفي عهد أمير المؤمنين ثلاثين سنة .

وفي زمن أخيه الإمام الحسن عشر سنين .

وكانت مدة إمامته ، عشر سنين وأشهرا .


:stare::stare::stare::stare::stare::stare:

في العقائد

الصفحه الاولى
........

اٌلإمام الحسين في التوحيد ومعرفة الله تعالى

- الحراني : : وقال الإمام الحسين : أيها الناس ! اتقوا هؤلاء المارقة الذين يشبهون الله بأنفسهم ، يضاهؤن قول الذين كفروا من أهل الكتاب ، بل هو الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، لا تدركه الابصار وهو اللطيف الخبير .
استخلص الوحدانية والجبروت ، وأمضى المشيئة والإرادة والقدرة والعلم بما هو كائن .

لا منازع له في شيء من أمره ، ولا كفو له يعادله ، ولا ضد له ينازعه ، ولا سمى له يشابهه ، ولا مثل له يشاكله ، لا تتداوله الأمور ، ولا تجري عليه الأحوال ، ولا تنزل عليه الاحداث ، ولا يقدر الواصفون كنه عظمته ، ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته ؛ لانه ليس له في الأشياء عديل ، ولا تدركه العلماء بألبابها ، ولا أهل التفكير بتفكيرهم إلا بالتحقيق إيقانا بالغيب ؛ لانه لا يوصف بشيء من صفات المخلوقين ، وهو الواحد الصمد ، ما تصور في الأوهام فهو خلافه .

ليس برب من طرح تحت البلاغ ، ومعبود من وجد في هواء أو غير هواء ، هو في الأشياء كائن لا كينونة محظور بها عليه ، ومن الأشياء بائن لا بينونة غائب عنها ، ليس بقادر من قارنه ضد ، أو ساواه ند ، ليس عن الدهر قدمه ، ولا بالناحية أممه ، احتجب عن العقول كما احتجب عن الابصار ، وعمن في السماء ، احتجابه كمن في الأرض ، قربه كرامته وبعده إهانته ، لا يحله ( في ) ، ولا توقته ( إذا ) ، ولا تؤامره ( إن ) . علوه من غير توقل ، ومجيئه من غير تنقل ، يوجد المفقود ويفقد الموجود ، ولا تجتمع لغيره الصفتان في وقت ، يصيب الفكر منه الايمان به موجودا ، ووجود الايمان ، لا وجود صفة ، به توصف الصفات لا بها يوصف ، وبه تعرف المعارف لا بها يعرف ، فذلك الله لا سمى له ، سبحانه ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير .

- الخزاز القمي : حدثنا الحسين بن علي ، قال : حدثنا هارون بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام ، قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد إذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبد الملك بن أعين ، فقال له معاوية بن وهب : يا ابن رسول الله ! ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله رآى ربه ، على أي صورة رآه ؟ وعن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة ، على أي صورة يرونه ؟ فتبسم ثم قال : " يا فلان ! ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة ، أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه ، ثم لا يعرف الله حق معرفته ! ثم قال : يا معاوية ! إن محمدا لم ير ربه تبارك وتعالى بمشاهدة العيان ، وإن الرؤية على وجهين : رؤية القلب ، ورؤية البصر ، فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب ، ومن عنى برؤية البصر فقد كفر بالله وبآياته ، لقول رسول الله : من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي قال : سئل أمير المؤمنين ، فقيل له : يا أخا رسول الله ! هل رأيت ربك ؟ فقال : وكيف أعبد من لم أره ، لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، وإذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر فإن كان من جاز عليه البصر والرؤية فهو مخلوق ، ولابد للمخلوق من الخالق ، فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا ، ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا ، ويلهم ، أو لم يسمعوا يقول الله تعالى : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) وقوله : ( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ) ! ؟ وإنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط ، فدكدكت الأرض وصعقت الجبال ، ( وخر موسى صعقا ) أي ميتا ، ( فلما أفاق ) ورد عليه روحه ( قال سبحانك تبت إليك ) من قول من زعم أنك ترى ، ورجعت إلى معرفتي بك أن الأبصار لا تدركك ، ( وأنا أول المؤمنين ) وأول المقرين بأنك ترى ولا ترى ، وأنت بالمنظر الأعلى .

ثم قال : إن أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان معرفة الرب والإقرار له بالعبودية ، وحد المعرفة أنه لا إله غيره ، ولا شبيه له ولا نظير له ، وأنه يعرف أنه قديم مثبت ، بوجود غير فقيد ، موصوف من غير شبيه ولا مبطل ، ( ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ) .

وبعده معرفة الرسول ، والشهادة له بالنبوة ، وأدنى معرفة الرسول ؛ الإقرار به بنبوته ، وأن ما أتى به من كتاب ، أو أمر ، أو نهي فذلك عن الله عزوجل .

وبعده معرفة الإمام الذي به يأتم بنعته وصفته واسمه في حال العسر واليسر ، وأدنى معرفة الإمام ، أنه عدل النبى - إلا درجة النبوة - ووارثه ، وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله ، والتسليم له في كل أمر والرد إليه والأخذ بقوله ، ويعلم أن الإمام بعد رسول الله علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم أنا ، ثم من بعدي موسى ابني ، ثم من بعده ولده علي ، وبعد علي محمد ابنه ، وبعد محمد علي ابنه ، وبعد علي الحسن ابنه ، والحجة من ولد الحسن .

ثم قال : يا معاوية ! جعلت لك في هذا أصلا فاعمل عليه ، فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الأحوال ، فلا يغرنك قول من زعم ، أن الله تعالى يرى بالبصر ، قال : وقد قالوا أعجب من هذا ، أو لم ينسبوا أبي آدم إلى المكروه ؟ أو لم ينسبوا إبراهيم إلى ما نسبوه ، أو لم ينسبوا داود إلى ما نسبوه من حديث الطير ؟ أو لم ينسبوا يوسف الصديق إلى ما نسبوه من حديث زليخا ؟ أو لم ينسبوا موسى إلى ما نسبوه ؟ أو لم ينسبوا رسول الله إلى ما نسبوه من حديث زيد ؟ أو لم ينسبوا علي بن أبي طالب إلى ما نسبوه من حديث القطيفة ؟ إنهم أرادوا بذلك توبيخ الإسلام ليرجعوا على أعقابهم ، أعمى الله أبصارهم كما أعمى قلوبهم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

- الصدوق : حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي البصري بالبصرة ، قال : أخبرنا محمد ابن زكريا الجوهري الغلابي البصري ، قال : حدثنا العباس بن بكار الضبي ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، قال : بينما ابن عباس يحدث الناس إذ قام إليه نافع بن الأزرق ، فقال : يا ابن عباس ! تفتي في النملة والقملة ؟ ! صف لنا إلهك الذي تعبده ، فأطرق ابن عباس إعظاما لله عزوجل ، وكان الحسين بن علي جالسا ناحية ، فقال : إلي ، يا ابن الأزرق ! فقال : لست إياك أسأل . فقال ابن العباس : يا ابن الأزرق ! إنه من أهل بيت النبوة ، وهم ورثة العلم .

فأقبل نافع بن الأزرق نحو الحسين . فقال له الحسين : يا نافع ! إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الارتماس ، مائلا عن المنهاج ، ظاعنا في الاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل ، يا ابن الأزرق ! أصف إلهي بما وصف به نفسه ، وأعرفه بما عرف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ، فهو قريب غير ملتصق ، وبعيد غير منتقص ، يوحد ولا يبعض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلا هو الكبير المتعال .

- ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمد ، وأبو الحسن سهل بن عبد الله الغازي وأحمد بن عبد الرحمان الذكواني ومحمد بن أحمد بن رزا وعبد الرزاق بن عبد الكريم ، والقاسم بن الفضل الثقفي . وأخبرنا أبو محمد بن طاووس ، أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمد وسهل ، قالوا : أنبأنا محمد بن إبراهيم الجرجاني ، أنبأنا أبو علي الحسين بن علي ، أنبأنا محمد بن زكريا ، أنبأنا العباس بن بكار ، أنبأنا أبو بكر الهذلي : عن عكرمة ، عن ابن عباس : أنه بينما كان يحدث الناس إذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال له : يا ابن عباس ! تفتي الناس في النملة والقملة ؟ ! صف لي إلهك الذي تعبده ، فأطرق ابن عباس إعظاما لقوله ، وكان الحسين بن علي جالسا ناحية ، فقال : إلي ، يا ابن الأزرق ! قال ابن الأزرق : لست إياك أسأل . قال ابن عباس : يا ابن الأزرق إنه من أهل بيت النبوة ، وهم ورثة العلم . فأقبل نافع نحو الحسين .

فقال له الحسين : يا نافع ! إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الالتباس ، سائلا ناكبا عن المنهاج ، ظاعنا بالاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل ، يا ابن الأزرق ! أصف إلهي بما وصف به نفسه ، وأعرفه بما عرف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتصق ، وبعيد غير منتقص ، يوحد ولا يبعض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلا هو الكبير المتعال . فبكى ابن الأزرق وقال : يا حسين ، ما أحسن كلامك ؟ ! قال له الحسين : بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعلي ؟ قال ابن الأزرق : أما والله ، يا حسين ! لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام ، ونجوم الأحكام .

فقال له الحسين : إني سائلك عن مسألة ؟ قال : اسأل .

فسأله عن هذه الآية : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة ) ، يا ابن الأزرق ! من حفظ في الغلامين ؟ قال ابن الأزرق : أبوهما .

قال الحسين : فأبوهما خير أم رسول الله ؟ قال ابن الأزرق : قد أنبأنا الله تعالى أنكم قوم خصمون !

- العياشي : عن يزيد بن رويان ، قال : دخل نافع بن الأزرق المسجد الحرام ، والحسين بن علي مع عبد الله بن عباس جالسان في الحجر ، فجلس إليهما ثم قال : يا ابن عباس ! صف لي إلهك الذي تعبده ! فأطرق ابن عباس طويلا مستبطئا بقوله ، فقال له الحسين : إلي ، يا ابن الأزرق ! المتورط في الضلالة ، المرتكن في الجهالة ، أجيبك عما سألت عنه .

فقال : ما إياك سألت ، فتجيبني .

فقال له ابن عباس : مه عن ابن رسول الله فإنه من أهل بيت النبوة ، ومعه من [ معدن ] الحكمة ! فقال له : صف لي .

فقال له : أصفه بما وصف به نفسه ، وأعرفه بما عرف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ؛ قريب غير ملتزق ، وبعيد غير منتقص ، يوحد ولا يتبعض ، لا إله إلا هو الكبير المتعال . فبكى ابن الأزرق بكاء شديدا .

فقال له الحسين : ما يبكيك ؟ قال : بكيت من حسن وصفك .

قال : يا ابن الأزرق ! إني أخبرت أنك تكفر أبي وأخي وتكفرني ؟ ! قال له نافع : لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكام ، ومعالم الإسلام ، فلما بدلتم استبدلنا بكم .

فقال له الحسين : يا ابن الأزرق ! أسئلك عن مسألة ؟ فأجبني عن قول الله لا إله إلا هو : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما ) إلى قوله : ( كنزهما ) من حفظ فيهما ؟ [ قال : أبوهما ] ، قال : فأيهما أفضل ، أبويهما ، أم رسول الله وفاطمة ؟ قال : لا ، بل رسول الله وفاطمة بنت رسول الله .

قال : فما حفظهما حتى حيل بيننا وبين الكفر ، فنهض ثم نفض بثوبه ثم قال : قد نبأنا الله عنكم معشر قريش أنتم قوم خصمون .


يتبع

ام حيدر العراقيه
30-11-2013, 11:05 PM
الصفحه الثانيه
.........

تفسير كلمات الأذان

- الصدوق : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي ، الحاكم المقري ، قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني ، قال : حدثنا أبو بكر محمد ابن الحسن الموصلي ببغداد ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عاصم الطريفي ، قال : حدثنا أبو زيد عياش بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي ، قال : أخبرني أبي يزيد بن الحسن ، قال : حدثني موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ابن أبي طالب ، قال : كنا جلوسا في المسجد ، إذا صعد المؤذن المنارة ، فقال : الله أكبر الله أكبر ، فبكى أمير المؤمنين على بن أبي طالب ، وبكينا ببكائه ، فلما فرغ المؤذن . قال : أتدرون ما يقول المؤذن ؟ قلنا : الله ورسوله ووصيه أعلم ، فقال : لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، فلقوله : الله أكبر ؛ معان كثيرة : منها : أن قول المؤذن : الله أكبر ، يقع على قدمه ، وأزليته ، وأبديته ، وعلمه ، وقوته ، وقدرته ، وحلمه ، وكرمه ، وجوده ، وعطائه ، وكبريائه .
فإذا قال المؤذن : الله أكبر ، فإنه يقول : الله الذي له الخلق والأمر ، وبمشيته كان الخلق ، ومنه كان كل شيء للخلق ، وإليه يرجع الخلق ، وهو الأول قبل كل شيء لم يزل ، والآخر بعد كل شيء لا يزال ، والظاهر فوق كل شيء لا يدرك ، والباطن دون كل شيء لا يحد ، فهو الباقي ، وكل شيء دونه فان .

والمعنى الثاني : الله أكبر ، أي العليم الخبير ، علم ما كان وما يكون قبل أن يكون .

والثالث : الله أكبر : أي القادر على كل شيء ، يقدر على ما يشاء ، القوى لقدرته ، المقتدر على خلقه ، القوى لذاته ، قدرته قائمة على الأشياء كلها ، إذا قضى أمرا فإنما يقول له : كن ، فيكون . والرابع : الله أكبر على معنى حلمه ، وكرمه ، يحلم كأنه لا يعلم ، ويصفح كأنه لا يرى ، ويستر كأنه لا يعصى ، لا يعجل بالعقوبة كرما ، وصفحا ، وحلما . والوجه الآخر في معنى الله أكبر : أي الجواد ، جزيل العطاء ، كريم الفعال . والوجه الآخر : الله أكبر فيه نفي كيفيته ، كأنه يقول : الله أجل من أن يدرك الواصفون قدر صفته ، التي هو موصوف بها ، وإنما يصفه الواصفون على قدرهم ، لا على قدر عظمته وجلاله ، تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علوا كبيرا .

والوجه الآخر : الله أكبر : كأنه يقول : الله أعلى وأجل ، وهو الغنى عن عباده ، لا حاجة به إلى أعمالهم . وأما قوله : أشهد أن لا إله إلا الله : فإعلام بأن الشهادة لا تجوز إلا بمعرفة من القلب ، كأنه يقول : أعلم أنه لا معبود إلا الله عزوجل ، وأن كل معبود باطل سوى الله عزوجل ، وأقر بلساني بما في قلبي من العلم ، بأنه لا إله إلا الله ، وأشهد أنه لا ملجأ من الله عزوجل إلا إليه ، ولا منجى من شر كل ذي شر ، وفتنة كل ذي فتنة إلا بالله .

وفي المرة الثانية : أشهد أن لا إله إلا الله ، معناه أشهد أن لا هادي إلا الله ، ولا دليل لي إلا الله ، وأشهد الله بأني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد سكان السماوات ، وسكان الأرضين ، وما فيهن من الملائكة والناس أجمعين ، وما فيهن من الجبال ، والأشجار ، والدواب ، والوحوش ، وكل رطب ويابس ، بأني أشهد أن لا خالق إلا الله ، ولا رازق ، ولا معبود ، ولا ضار ، ولا نافع ، ولا قابض ، ولا باسط ولا معطي ، ولا مانع ، ولا دافع ، ولا ناصح ، ولا كافي ، ولا شافي ، ولا مقدم ، ولا مؤخر إلا الله ، له الخلق والأمر ، وبيده الخير كله ، تبارك الله رب العالمين .

وأما قوله : أشهد أن محمدا رسول الله ، يقول : أشهد الله أني أشهد أن لا إله إلا هو ، وأن محمدا عبده ورسوله ، ونبيه ، وصفيه ونجيه ، أرسله إلى كافة الناس أجمعين بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وأشهد من في السماوات والأرض من النبيين والمرسلين ، والملائكة والناس أجمعين أني أشهد أن محمدا رسول الله سيد الأولين والآخرين .

وفي المرة الثانية : أشهد أن محمدا رسول الله ، يقول : أشهد أن لا حاجة لأحد إلى أحد إلا إلى الله الواحد القهار مفتقرة إليه سبحانه ، وأنه الغنى عن عباده والخلائق أجمعين ، وأنه أرسل محمدا إلى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فمن أنكره وجحده ، ولم يؤمن به أدخله الله عزوجل نار جهنم خالدا مخلدا ، لا ينفك عنها أبدا .

وأما قوله : حي على الصلاة ، أي هلموا إلى خير أعمالكم ، ودعوة ربكم ، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ، وإطفاء ناركم التي أوقدتموها على ظهوركم ، وفكاك رقابكم التي رهنتموها بذنوبكم ليكفر الله عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ويبدل سيئاتكم حسنات ، فإنه ملك كريم ، ذو الفضل العظيم ، وقد أذن لنا معاشر المسلمين بالدخول في خدمته ، والتقدم إلى بين يديه .

وفي المرة الثانية : حي على الصلاة ، أي قوموا إلى مناجاة ربكم وعرض حاجاتكم على ربكم ، وتوسلوا إليه بكلامه ، وتشفعوا به ، وأكثروا الذكر والقنوت ، والركوع والسجود ، والخضوع والخشوع ، وارفعوا إليه حوائجكم ، فقد أذن لنا في ذلك .

وأما قوله : حي على الفلاح ، فإنه يقول : أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه ، ونجاة لا هلاك معها ، وتعالوا إلى حياة لا مماة معها ، وإلى نعيم لا نفاد له ، وإلى ملك لا زوال عنه ، وإلى سرور لا حزن معه ، وإلى أنس لا وحشة معه ، وإلى نور لا ظلمة معه ، وإلى سعة لا ضيق معها ، وإلى بهجة لا انقطاع لها ، وإلى غنى لا فاقة معه ، وإلى صحة لا سقم معها ، وإلى عز لا ذل معه ، وإلى قوة لا ضعف معها ، وإلى كرامة يا لها من كرامة ، وعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى ، ونجاة الآخرة والأولى .

وفي المرة الثانية : حي على الفلاح ، فإنه يقول : سابقوا إلى ما دعوتكم إليه ، وإلى جزيل الكرامة ، وعظيم المنة ، وسني النعمة ، والفوز العظيم ، ونعيم الأبد ، في جوار محمد ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

وأما قوله : الله أكبر ، فإنه يقول : الله أعلى وأجل من أن يعلم أحد من خلقه ، ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه ، وأطاع ولاة أمره ، وعرفه وعبده ، واشتغل به وبذكره ، وأحبه وأنس به ، واطمأن إليه ووثق به ، وخافه ورجاه ، واشتاق إليه ، ووافقه في حكمه وقضائه ، ورضي به .

وفي المرة الثانية : الله أكبر ، فإنه يقول : الله أكبر وأعلى وأجل من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه ، وعقوبته لأعدائه ، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه وأجاب رسوله ، ومبلغ عذابه ونكاله وهوانه لمن أنكره وجحده .

وأما قوله : لا إله إلا الله ، معناه : لله الحجة البالغة عليهم ، بالرسل والرسالة ، والبيان والدعوة ، وهو أجل من أن يكون لأحد منهم عليه حجة ، فمن أجابه فله النور والكرامة ، ومن أنكره فإن الله غنى عن العالمين ، وهو أسرع الحاسبين .

ومعنى قد قامت الصلاة في الإقامة ، أي حان وقت الزيارة والمناجاة ، وقضاء الحوائج ، ودرك المنى ، والوصول إلى الله عزوجل ، وإلى كرامته ، وغفرانه وعفوه ورضوانه .

قال الصدوق : إنما ترك الراوي لهذا الحديث ذكر حي على خير العمل للتقية ، وقد روي في خبر آخر أن الصادق سئل عن معنى حي على خير العمل ، فقال : خير العمل الولاية . وفي خبر آخر : خير العمل : بر فاطمة وولدها

ام حيدر العراقيه
30-11-2013, 11:07 PM
الصفحه الثالثه



علة خلق العباد ومعرفة الإمام

- الصدوق : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن عبد الكريم بن عبيد الله ، عن سلمة بن عطاء ، عن أبي عبد الله قال : خرج الحسين بن علي على أصحابه ، فقال : أيها الناس ! إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه .
فقال له رجل : يا ابن رسول الله ! بأبي أنت وأمي ، فما معرفة الله ؟ قال : معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته .

ام حيدر العراقيه
30-11-2013, 11:10 PM
الصفحه الرابعه


القضاء والقدر

- الإمام الرضا : قال العالم : كتب الحسن بن أبي الحسن البصري إلى الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما ، يسأله عن القدر ؟ وكتب إليه : اتبع ما شرحت لك في القدر مما أفضي إلينا أهل البيت ، فإنه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر ، ومن حمل المعاصي على الله عز وجل فقد افترى على الله افتراء عظيما .
إن الله تبارك وتعالى لا يطاع بإكراه ، ولا يعصى بغلبة ، ولا يهمل العباد في الهلكة ، ولكنه المالك لما ملكهم ، والقادر لما عليه أقدرهم ، فإن ائتمروا بالطاعة لم يكن لهم صادا عنها مبطئا ، وإن ائتمروا بالمعصية فشاء أن يمن عليهم فيحول بينهم وبين ما ائتمروا به ، فعل وإن لم يفعل فليس هو حاملهم عليهم قسرا ، ولا كلفهم جبرا ، بتمكينه إياهم بعد إعذاره وإنذاره لهم واحتجاجه عليهم طوقهم ومكنهم ، وجعل لهم السبيل إلى أخذ ما إليه دعاهم ، وترك ما عنه نهاهم جعلهم مستطيعين لآخذ ما أمرهم به من شيء غير آخذيه ، ولترك ما نهاهم عنه من شيء غير تاركيه ، والحمد لله الذي جعل عباده أقوياء [ لما ] أمرهم به ، ينالون بتلك القوة ونهاهم عنه ، وجعل العذر لمن يجعل له السبب جهدا متقبلا ، ( فأنا على ذلك أذهب وبه أقول ، والله ! وأنا وأصحابي أيضا عليه ، وله الحمد ) .

ام حيدر العراقيه
30-11-2013, 11:11 PM
الصفحه الخامسه

عرض الأعمال على الله في كل صباح

- الصدوق : حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره قال : حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة قال : حدثنا أبي في سنة ستين ومأتين قال : حدثني علي بن موسى الرضا سنة أربع وتسعين ومائة ، وحدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمد الخوري قال : حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور قال : حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني ، عن علي بن موسى الرضا ، وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال : حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الفراء ، عن علي بن موسى الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي ، الحسين بن علي قال : إن أعمال هذه الأمة ما من صباح إلا وتعرض على الله تعالى

ام حيدر العراقيه
30-11-2013, 11:20 PM
الصفحه السادسه


التكليف بما لا يطاق

- الحراني : وقال : ما أخذ الله طاقة أحد إلا وضع عنه طاعته ، ولا أخذ قدرته إلا وضع عنه كلفته .

ام حيدر العراقيه
30-11-2013, 11:22 PM
الصفحه السابعه




عداوة اليهود

- المجلسي نقلا عن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ، قال الحسين بن علي بن أبي طالب : إن الله تعالى ذم اليهود في بغضهم لجبرئيل الذي كان ينفذ قضاء الله فيهم بما يكرهون ، وذمهم أيضا ، وذم النواصب في بغضهم لجبرئيل وميكائيل وملائكة الله النازلين لتأييد على بن أبي طالب على الكافرين حتى أذلهم بسيفه الصارم ، فقال : ( قل من كان عدوا لجبريل ) من اليهود ، لرفعه من بخت نصر أن يقتله دانيال من غير ذنب كان جناه بخت نصر ، حتى بلغ كتاب الله في اليهود أجله ، وحل بهم ما جرى في سابق علمه ، ومن كان أيضا عدوا لجبرئيل من سائر الكافرين ومن أعداء محمد وعلى الناصبين ؛ لان الله تعالى بعث جبرئيل لعلي مؤيدا وله على أعدائه ناصرا ، ومن كان عدوا لجبرئيل لمظاهرته محمدا و [ عليا عليهما الصلاة والسلام ] ، ومعاونته لهما وإنفاذه لقضاء ربه عز وجل في إهلاك أعدائه على يد من يشاء من عباده ، ( فإنه ) يعني جبرئيل ( نزله ) يعني نزل هذا القرآن ( على قلبك ) يا محمد ( بإذن الله ) بأمر الله ، وهو كقوله : ( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين ) ، ( مصدقا لما بين يديه ) نزل هذا القرآن جبرئيل على قلبك يا محمد ! مصدقا موافقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وكتب شيث وغيرهم من الانبياء .
ثم قال : ( من كان عدوا لله ) لإنعامه على محمد وعلى وآلهما الطيبين ، وهؤلاء الذين بلغ من جهلهم أن قالوا : نحن نبغض الله الذي أكرم محمدا وعليا بما يدعيان وجبرئيل ، ومن كان عدوا لجبريل لانه جعله ظهيرا لمحمد وعلى عليهما الصلاة والسلام على أعداء الله وظهيرا لسائر الانبياء والمرسلين كذلك ( وملائكته ) يعني ومن كان عدوا لملائكة الله المبعوثين لنصرة دين الله وتأييد أولياء الله ، وذلك قول بعض النصاب والمعاندين : برئت من جبرئيل الناصر لعلى وهو قوله : ( ورسله ) ومن كان عدوا لرسل الله موسى وعيسى وسائر الانبياء الذين دعوا إلى نبوة محمد وإمامة علي .

ثم قال : ( وجبريل وميكال ) ومن كان عدوا لجبرئيل وميكائيل وذلك كقول من قال من النواصب لما قال النبي في على : جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وإسرافيل من خلفه ، وملك الموت أمامه ، والله تعالى من فوق عرشه ناظر بالرضوان إليه ناصره .

قال بعض النواصب : فأنا أبرأ من الله ومن جبرئيل وميكائيل والملائكة الذين حالهم مع علي ما قاله محمد ! فقال : من كان عدوا لهؤلاء تعصبا على على بن أبي طالب ( فإن الله عدو للكافرين ) ، فاعل بهم ما يفعل العدو بالعدو من إحلال النقمات وتشديد العقوبات .

وكان سبب نزول هاتين الآيتين ما كان من اليهود أعداء الله من قول سئ في جبرئيل وميكائيل ، وكان من أعداء الله النصاب من قول أسوأ منه في الله وفي جبرئيل وميكائيل وسائر ملائكة الله .

وأما ما كان من النصاب فهو أن رسول الله لما كان لا يزال يقول في علي الفضائل التي خصه الله عز وجل بها والشرف الذي أهله الله تعالى له ، وكان في كل ذلك يقول : أخبرني به جبرئيل عن الله .

ويقول في بعض ذلك ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، يفتخر جبرئيل على ميكائيل في أنه عن يمين علي الذي هو أفضل من اليسار ، كما يفتخر نديم ملك عظيم في الدنيا يجلسه الملك عن يمينه على النديم الآخر الذي يجلسه على يساره ، ويفتخران على إسرافيل الذي خلفه في الخدمة ، وملك الموت الذي أمامه بالخدمة ، وأن اليمين والشمال أشرف من ذلك ، كافتخار حاشية الملك على زيادة قرب محلهم من ملكهم .

وكان يقول رسول الله في بعض أحاديثه : إن الملائكة أشرفها عند الله أشدها لعلي بن أبي طالب حبا ، وإن قسم الملائكة فيما بينها : والذي شرف عليا على جميع الورى بعد محمد المصطفى ، ويقول مرة [ أخرى ] : إن ملائكة السماوات والحجب ليشتاقون إلى رؤية علي بن أبي طالب ، كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلى ولدها البار الشفيق آخر من بقي عليها بعد عشرة دفنتهم . فكان هؤلاء النصاب يقولون : إلى متى يقول محمد : جبرئيل وميكائيل والملائكة ، كل ذلك تفخيم لعلي وتعظيم لشأنه ؟ ! ويقول : الله تعالى خاص لعلي دون سائر الخلق ؟ ! برئنا من رب ومن ملائكة ومن جبرئيل وميكائيل ، هم لعلي بعد محمد مفضلون ! وبرئنا من رسل الله الذين هم لعلي بعد محمد مفضلون ! وأما ما قاله اليهود فهو أن اليهود أعداء الله ، فإنه لما قدم النبي المدينة أتوه بعبد الله بن صوريا ، فقال : يا محمد ! كيف نومك ؟ فإنا قد أخبرنا عن نوم النبي الذي يأتي في آخر الزمان ؟ فقال رسول الله : تنام عيني ، وقلبي يقظان ، قال : صدقت يا محمد ! قال : أخبرني يا محمد ! الولد يكون من الرجل ، أو من المرأة ؟ فقال النبي : أما العظام والعصب والعروق فمن الرجل ، وأما اللحم والدم والشعر فمن المرأة .

قال : صدقت يا محمد ! ثم قال : يا محمد ! فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شيء ، ويشبه أخواله ليس فيه من شبه أعمامه شيء ؟ فقال رسول الله : أيهما علا ماؤه ماء صاحبه كان الشبه له .

قال : صدقت يا محمد ! فأخبرني عمن لا يولد له ، ومن يولد له ؟ فقال : إذا مغرت النطفة لم يولد له - أي إذا احمرت وكدرت - وإذا كانت صافية ولد له .

فقال : أخبرني عن ربك ما هو ؟ فنزلت : ( قل هو الله أحد ) إلى آخرها .

فقال ابن صوريا : صدقت يا محمد ! بقيت خصلة إن قلتها آمنت بك وأتبعتك ، أي ملك يأتيك بما تقوله عن الله ؟ قال جبرئيل : قال ابن صوريا : كان ذلك عدونا من بين الملائكة ، ينزل بالقتل والشدة والحرب ، ورسولنا ميكائيل يأتي بالسرور والرخاء ، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك آمنا بك ، لأن ميكائيل كان يشد ملكنا ، وجبرئيل كان يهلك ملكنا ، فهو عدونا لذلك .

فقال له سلمان الفارسي : فما بدؤ عداوته لك ؟ قال : نعم ، يا سلمان ! عادانا مرارا كثيرة ، وكان من أشد ذلك علينا أن الله أنزل على أنبيائه أن بيت المقدس يخرب على يد رجل يقال له : بخت نصر وفي زمانه ، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه ، والله يحدث الأمر بعد الأمر فيمحو ما يشاء ويثبت ، فلما بلغنا ذلك الحين الذي يكون فيه هلاك بيت المقدس ، بعث أوائلنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل وأفاضلهم نبيا كان يعد من أنبيائهم ، يقال له : دانيال في طلب بخت نصر ليقتله ، فحمل معه وقر مال لينفقه في ذلك ، فلما انطلق في طلبه لقيه ببابل غلاما ضعيفا مسكينا ليس له قوة ولا منعة ، فأخذه صاحبنا ليقتله ، فدفع عنه جبرئيل وقال لصاحبنا : إن كان ربكم هو الذي أمر بهلاككم فإنه لا يسلطك عليه ، وإن لم يكن هذا فعلى أي شيء تقتله ؟ فصدقه صاحبنا وتركه ورجع إلينا وأخبرنا بذلك ، وقوي بخت نصر وملك وغزانا وخرب بيت المقدس ، فلهذا نتخذه عدوا ، وميكائيل عدو لجبرئيل . فقال سلمان : يا ابن صوريا ! بهذا العقل المسلوك به غير سبيله ضللتم ، أرأيتم أوائلكم كيف بعثوا من يقتل بخت نصر ، وقد أخبر الله تعالى في كتبه وعلى ألسنة رسله أنه يملك ويخرب بيت المقدس ؟ ! أرادوا تكذيب أنبياء الله تعالى في أخبارهم واتهموهم في أخبارهم ، أو صدقوهم في الخبر عن الله ومع ذلك أرادوا مغالبة الله ؟ هل كان هؤلاء ومن وجهوه إلا كفارا بالله ؟ وأي عداوة تجوز أن يعتقد لجبرئيل وهو يصد عن مغالبة الله عزوجل وينهى عن تكذيب خبر الله تعالى ؟ فقال ابن صوريا : قد كان الله تعالى أخبر بذلك على ألسن أنبيائه ، لكنه يمحو ما يشاء ويثبت .

قال سلمان : فإذا لا تثقوا بشيء مما في التوراة من الأخبار عما مضى ، وما يستأنف ، فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت ، وإذا لعل الله قد كان عزل موسى وهارون عن النبوة وأبطلا في دعوتهما ، لأن الله يمحو ما يشاء ويثبت ، ولعل كل ما أخبراكم أنه يكون ، لا يكون ، وما أخبراكم أنه لا يكون ، يكون ، وكذلك ما أخبراكم عما كان لعله لم يكن ، وما أخبراكم أنه لم يكن لعله كان ، ولعل ما وعده من الثواب يمحوه ، ولعل ما توعد به من العقاب يمحوه ، فإنه يمحو ما يشاء ويثبت ، إنكم جهلتم معنى يمحو الله ما يشاء ويثبت ، فلذلكم أنتم بالله كافرون ، ولإخباره عن الغيوب مكذبون ، وعن دين الله منسلخون .

ثم قال سلمان : فإني أشهد أن من كان عدوا لجبرئيل فإنه عدو لميكائيل ، وأنهما جميعا عدوان لمن عاداهما ، سلمان لمن سالمهما ، فأنزل الله تعالى عند ذلك موافقا لقول سلمان رحمة الله عليه : ( قل من كان عدوا لجبريل ) في مظاهرته لأولياء الله على أعدائه ، ونزوله بفضائل علي ولي الله من عند الله ( فإنه نزله ) ، فإن جبرئيل نزل هذا القرآن ( على قلبك بإذن الله ) وأمره ( مصدقا لما بين يديه ) من سائر كتب الله ( وهدى ) من الضلالة ( وبشرى للمؤمنين ) بنبوة محمد وولاية علي ومن بعده من الأئمة بأنهم أولياء الله حقا إذا ماتوا على موالاتهم لمحمد وعلى وآلهما الطيبين . ثم قال رسول الله : يا سلمان ! إن الله صدق قيلك ، ووفق رأيك ، فإن جبرئيل عن الله يقول : يا محمد ! إن سلمان والمقداد أخوان متصافيان في ودادك ووداد علي أخيك ووصيك وصفيك ، وهما في أصحابك كجبرئيل وميكائيل في الملائكة ، عدوان لمن أبغض أحدهما ، وليان لمن والاهما ووالى محمدا وعليا ، عدوان لمن عادى محمدا وعليا وأولياءهما ، ولو أحب أهل الأرض سلمان والمقداد كما تحبهما ملائكة السماوات والحجب والكرسي والعرش لمحض ودادهما لمحمد وعلي وموالاتهما لأوليائهما ومعاداتهما لأعدائهما لما عذب الله تعالى أحدا منهم بعذاب ألبتة .

- المجلسي : قال الحسين بن علي : فلما قال ذلك رسول الله في سلمان والمقداد ، سر به المؤمنون وانقادوا ، وساء ذلك المنافقين فعاندوا وعابوا وقالوا : يمدح محمد الأباعد ، ويترك الأدنين من أهله لا يمدحهم ولا يذكرهم ، فاتصل ذلك برسول الله وقال : ما لهم لحاهم الله يبغون للمسلمين السوء ؟ وهل نال أصحابي ما نالوه من درجات الفضل إلا بحبهم لي ولأهل بيتي ؟ والذي بعثني بالحق نبيا ! إنكم لم تؤمنوا حتى يكون محمد وآله أحب إليكم من أنفسكم وأهاليكم وأموالكم ومن في الأرض جميعا ، ثم دعا بعلي وفاطمة والحسن والحسين فعمهم بعبايته القطوانية ثم قال : هؤلاء خمسة لا سادس لهم من البشر .

ثم قال : أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم ، فقامت أم سلمة فرفعت جانب العباء لتدخل فكفها رسول الله وقال : لست هناك وأنت في خير وإلى خير ، فانقطع عنها طمع البشر ، وكان جبرئيل معهم ، فقال : يا رسول الله ! وأنا سادسكم ؟ فقال رسول الله : نعم ، [ و ] أنت سادسنا ، فارتقى السماوات وقد كساه الله من زيادة الأنوار ما كادت الملائكة لا تثبته حتى قال : بخ بخ من مثلي ؟ أنا جبرئيل سادس محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فذلك ما فضل الله به جبرئيل على سائر الملائكة في الأرضين والسماوات .

قال : ثم تناول رسول الله الحسن بيمينه والحسين بشماله فوضع هذا على كاهله الأيمن ، وهذا على كاهله الأيسر ، ثم وضعهما في الأرض ، فمشى بعضهما إلى بعض يتجاذبان ، ثم اصطرعا ، فجعل رسول الله يقول للحسن : إيها أبا محمد ! فيقوي الحسن فيكاد يغلب الحسين ، ثم يقوى الحسين فيقاومه ، فقالت فاطمة : يا رسول الله ! أتشجع الكبير على الصغير ؟ فقال لها رسول الله : يا فاطمة ! أما إن جبرئيل وميكائيل كلما قلت للحسن : إيها أبا محمد ! قالا للحسين : إيها أبا عبد الله ! فلذلك قاما وتساويا ، أما إن الحسن والحسين لما كان يقول رسول الله : إيها ، أبا محمد ! ويقول جبرئيل : إيها ، أبا عبد الله ! لو رام كل واحد منهما حمل الأرض بما عليها من جبالها وبحارها وتلالها وسائر ما على ظهرها لكان أخف عليهما من شعرة على أبدانهما ، وإنما تقاوما لأن كل واحد منهما نظير الآخر ، هذان قرتا عيني ، وثمرتا فؤادي ، هذان سندا ظهري ، هذان سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ، وأبوهما خير منهما ، وجدهما رسول الله خيرهم أجمعين .

قال : فلما قال ذلك رسول الله : قالت اليهود والنواصب : إلى الآن كنا نبغض جبرئيل وحده ، والآن قد صرنا أيضا نبغض ميكائيل ، لادعائهما لمحمد وعلي إياهما ولولديه ، فقال تعالى : ( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين .

العُروَة الوُثْقَى
01-12-2013, 08:15 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
مشكوره عزيزتي
يعطيك ربي ألف عافيه
بإنتظار جديدك بكل شوق
تحيااتي

نسائم الزهراء
01-12-2013, 11:07 AM
بارك الله فيك وبك ووفقك دوما لخدمة اهل البيت عليهم السلام

جزاك الله خير الجزاء وحشرك مع سيد الشهداء

موضوع غاية في الروعــــــة