المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علائم المتقي في هذا الزمان


نهجنا الإسلام
08-07-2014, 07:36 AM
هذا الذي بين يديك أيها القارئ الكريم، مقتطفات وقصاصات من محاضرة لسماحة الأستاذ بناهيان تطرق فيها إلى مقتضيات هذا العصر وعلامات التقوى في هذا الزمان، تمت ترجمتها بتوفيق من الله.

لابد أن تعتبر نفسك مسؤولا عن كثير من الأحداث التي تحدث في العالم الإسلامي وتحدد تكليفك تجاهها

يقول الله سبحانه وتعالى: (یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا)[آل‌عمران/200] أنا أعتقد أن كثيرا من دروس ومحاضرات الأخلاق التي يسمعها المتديّنون، هي دروس متناسبة مع فترة ما قبل انتصار الثورة وهذا أمر خطير جدا. فإذا استمعتم محاضرة أخلاقية لا تفرق عن المحاضرات التي كانت تلقى في زمن الطاغوت فهي ليست بمحاضرة أخلاقية لهذا اليوم وليست بمناسبة! نحن قد أقمنا نظاما إسلاميا ولكن لا نعرف الأبحاث الأخلاقية والدينية التي نحتاج إليها الآن في ظل هذا النظام وفي ظل الحكومة الإسلامية وفي هذه الظروف التي نعيشها في العالم الإسلامي والعالم برّمته.
لابدّ لك الآن أن تعتبر نفسك مسؤولا! يجب أن ترى نفسك مسؤولا تجاه كثير من أحداث العالم الإسلامي! لابدّ أن تشعر بالمسؤوليّة تجاه جميع الأحداث التي تجري في المنطقة وأن تحدد موقفك تجاهها.


http://upload7.ir/imgs/2014-07/14208983069839565924.jpg (http://upload7.ir/)


ليس الآن زمن التديّن الفردي

بأي عمل يتقرب الشاب المؤمن والمتديّن إلى الله؟ وما هي الأعمال الصالحة والحسنة التي إذا قام بها لا تنفعه شيئا؟! ليس الآن زمن التدين الفردي حتى تخلو مع ربك وتدلّل نفسك له بمعزل عن ما يجري في العالم! أفهل تريد أن تخادع الله بهذا التدين وتلبّي هواك في إطار الدين والتقوى؟! وهل تزعم أن ينخدع الله؟! فمن لمجتمعك إذن؟! لقد أصبحت معيلا وعيالك مجتمعك. فجهادك وبناء ذاتك في أن تأخذ بيد أربعة من الشبّان وتشتغل عليهم بعمل ثقافي لكي تكتشف ثغراتك، ويرحب صدرك، ويتضح مدى تواضعك وانعطافك وقبولك للنقد.
الآن وبعد مضي أكثر من ثلاثين سنة من الثورة الإسلامية ليس الفضل أن تقبل النقد إن انتقدك أحد، بل فضلك في أن تنسب عيوب أخيك المؤمن إلى نفسك وتقول: «أنا المقصّر في عملي وسلوكي، وعيب هذا الإنسان العاصي يدل على تقصيري قبل أن يحكي عن تقصيره». ومن الفضل الآن أن تنسب حسناتك إلى أخيك المؤمن.
المؤمنون هم أعضاء فريق واحد. وينتمون إلى حزب واحد وهو حزب الله. وكلّ له دور في هذا الحزب، فإن انتميت إلى هذا الحزب تنسب حينئذ إلى حزب الله. لقد تغيّرت الظروف والأوضاع. كان يجب في زمن سابق أن تؤسس هيئة حسينية لتحفظ بها الحد الأدنى من الدين ولتكون مقدمة إن شاء الله لتحقق الحد الأكثر من الدين. أما الآن فلم نعد نجاهد ونسعى من أجل الحد الأدنى، فلابدّ لك اليوم أن تؤسس الهيئة من أجل تحقيق الحد الأكثر من الدين، ومن أجل الحفاظ على الدين عن التحريفات التي باتت تغزوه من كل حدب وصوب. وكذلك اليوم يجب أن تؤسس الهيئة في سبيل الوقوف في وجه الهيآت المنحرفة. فقد تغيّرت الأوضاع عن السنين السابقة بشكل كامل.

ماذا تبذلون من جهود تجاه الأوضاع الثقافية في البلد والمنطقة؟

كان الشباب في أيام الدفاع المقدس يستعدون للموت والشهادة في سبيل الله. فالحرب قد غيّرت الظروف عن زمن ما قبل الثورة، إذ لم تكن تفرض الظروف على المتدين أن يضحي بنفسه وقتئذ. ولكن لم تبق تلك الظروف على حالها وتغيرت في زمن الحرب. أصبحت الظروف في زمن الحرب بحيث إن لم يذهب الشاب المتديّن إلى جبهات القتال يخجل من نفسه، ويلوم نفسه ويقول: «ما دوري في العالم إن لم أجاهد؟ وما هي علامة تقواي وديني إذن؟ وهل أنا كاذب في تديني والتزامي؟»
أنتم الآن ماذا تبذلون من جهود تجاه الأوضاع الثقافية في البلد والمنطقة؟ وماذا تحمّلتم من مسؤولية في هذا المجال؟ وما هي الأعمال التي إذا قمت بها تدل على أنك كاذب في ادعاءاتك الولائية والجهادية؟ وما هي الأعمال التي إن أنجزتها وقمت بها تدل على أنك صادق؟
عدم التدبير يتعارض مع التقوى في بعض الأحيان. فلا تحدّد الفسق في اللهو وشرب الخمور، فمثل هذا النوع من التفكير جمود على نوع خاص من التدين المتناسب مع ظروف السنين الماضية وتغافل عن مقتضيات هذا الزمان.
أحيانا أسأل بعض الشباب أن لماذا لم تتخذوا موقفا مناسبا تجاه الحدث الفلاني، فيقول: لم أطلع عليه ولم أخبر به! في حين أن أحد مصاديق عدم التقوى هو عدم الاطلاع. فلماذا لم تكن مطلعا على ما يجري في الساحة؟! يجب عليك أن تطلع على الأحداث ولابد لك أن تعرف قضايا المجتمع ومستجدّاته! فإنه من مصاديق التقوى. فإذا أراد أحد أن يعطي درسا أخلاقيا في هذا الزمان، إحدى المسائل التي يجب أن يوصي بها المستمعين هي أن «واكبوا الأحداث واطلعوا عليها».

ما معنى صابروا؟/ هل قد مارستم عملا جماعيا لأمر خير؟

(یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا)[آل‌عمران/200] يعني أيها المؤمنون اصبروا. فإن الصبر تكليفكم فردا فردا. ثم يقول: صابروا. يعني اصبروا سوية.
طيب، قولوا لي: ما معنى أن تصبروا سوية وكيف تستطيعون أن تصبروا معا؟ فإذا كان كل واحد منكم إنسانا صالحا متدينا فهذا معنى (اصبروا) التي تحكي عن المرحلة الأولى. فما معنى (صابروا) وكيف تعملون بها؟ هل قد أسّستَ جمعية ثقافيّة أو مركزا ثقافيا لتذهب ببعض الشباب إلى مسجد جمكران؟! وهل قد مارست عملا جماعيا لإنجاز هدف صالح ما؟! ماذا فعلت؟

یتبع إن شاء الله...

نهجنا الإسلام
09-07-2014, 08:00 AM
إن كان العدوّ أشبه باللا شيء وكان عاجزا عن إلحاق الضرر بنا، فكيف يبادر بإيذائنا؟ السبب في ضعفك أيها المؤمن

أنا أعتقد أن العلامة الطباطبائي(ره) قد طرح أقوى أبحاثه الاجتماعية في ذيل الآية 200 من سورة آل عمران. عندما تنظرون إلى القرآن تجدون أن الله قد تحدث عن أهل الباطل بتعابير مختلفة من قبيل «شجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار» و «الزبد» و «بیت العنکبوت» و «وأن الله موهن كيد الكافرين» وكلها تحكي عن ضعف جبهة الباطل. فعلى سبيل المثال يقول: (إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً)[الإسراء/81] يعني أنه لا يعدّ الباطل شيئا. هذه آيات القرآن أمامنا وتؤكد بكل صراحة على أن عدوّنا لا يعدّ بشيء ولا يقدر أن يفعل شيئا. فإذا كان العدو هكذا فلماذا يقوم بإيذائنا؟ السبب هو ضعفك. فلو كنت قويّا غير ضعيف لرأيت ما يفعل الله من أجلك! لأرسل إليك ملائكته ونصرته!
لعلك تسألني ما معنى «السعي والجهد والقوة» فماذا يجب أن أفعل؟ الجواب هو أن لابدّ لك أن تعمل بوظيفتك اليوم وتتحلّى بالأخلاق التي يقتضيها هذا الزمان وتكون على بصيرة من أمرك تجاه مقتضيات هذا العصر.

كم بالمئة من المتديّنين متحفزون لكسب الثروة عن طريق مشروع؟

هل تعلمون ماذا يفعل المتقون إن دخلوا في ساحة الاقتصاد؟! أساسا كم بالمئة من شبابنا المتدينين متحفزون لكسب الثروة والمكنة المالية عن طريق مشروع؟! إن أمير المؤمنين(ع) بأمي وأمي بقي جليس الدار خمس وعشرين سنة وإذا به أصبح من كبار ملّاك البساتين في المدينة. أفهل قعد بلا عمل لحظة؟! وبالتأكيد أن الله قد أعانه وسدده. نعم، إن الله قد أعانه في مشروعه ولكن هل غامرت في عمل اقتصادي ولم يسددك الله؟!
لعلك تسألني أن هل يسدد الله الإنسان في المشاريع الاقتصادية؟! فنحن نظن أن الله يعين الإنسان في الحرب والدفاع المقدس وأمثال ذلك وحسب!
لا عزيزي! مشكلتك هي أنك عندما تريد أن تكسب الثروة، لا تطلبها في سبيل الله. فتظن أن هذه الأعمال لا ترتبط بالله. والمشكلة الأخرى هي أنّ كلّاً يريد أن يدرس ليصبح مديرا عامّا، فلا أحد مستعد على المغامرة والتجارة والمخاطرة. يعني أغلب الناس لا يفعلون ذلك.
إن لم تُظهر الولاية قدرتها فبسبب ضعفنا. فعلى سبيل المثال، إن سماحة السيد القائد قد أشار عليكم بتكثير النسل. فهل قد فهمت هذه الإشارة، أم لا؟! إن ظروفنا الراهنة اليوم تقتضي أن تدخل في ضمن تشكيل أو تكون منتجا أو ناشطا ثقافيا.
طبقوا شعار هذه السنة «الاقتصاد والثقافة بالعزم الشعبي والإدارة الجهادية». أنتم لستم بمدراء فلتكن فيكم روحية جهادية بدلا من الإدارة الجهادية. وبإمكانكم أن تتحلوا بهذا «العزم» كحد أدنى. اعتبروا هذه القضايا من دينكم، فهذا هو دينكم اليوم. لابد أن تنزلوا إلى الميدان، فهذه هي المثل والقيم الآن. فإن لم تفعلوا بذلك فإنكم لم تجاهدوا في الواقع ولم تتقربوا إلى الله وتفقدوا نصيبكم من النور. وسوف تكونون كمن جاء إلى وسط الطريق ثم توقف ولم يستقم.

إن بعض الخدمات الإنترنتية في الموبايل قد وفّرت فرصة عجيبة للتبليغ

فعلى سبيل المثال، لابد لك أن ترى كيف تكوّن علاقة مع بعض الشباب عبر المدونات أو المنتديات وتعبّر عن كلمتك عبر الفضاء الافتراضي وتطرح كلمة الحق من خلاله. فاستخدموا هذه الوسائل لنشر الرسائل الجيّدة حتى يضطروا إلى سدّ الإنترنت من أسره ويقولوا: إن هؤلاء قد صدّروا إسلامهم إلى جميع العالم.
إن بعض الخدمات الإنترنتية التي نزلت على الموبايلات، قد وفّرت فرصة عجيبة لتكوين مجموعات بين أبناء أسرتك أو معاريفك أو زملائك في العمل، لتجرّهم جميعا إلى هذا الجانب. فوعّوا وثقّفوا ولا تقعدوا عاطلين! يشهد الله أن العطالة في بعض الأحيان خيانة لأهل بيت العصمة(ع).
سئل الإمام الصادق(ع): «مَا بَالُ الرَّجُلِ مِنْ شِیعَتِکُمْ یَسْتَخْرِجُ مَا فِی جَوْفِهِ فِی مَجْلِسٍ وَاحِدٍ حَتَّى یُعْرَفَ مَذْهَبُهُ فَقَالَ(ع): ذَلِك بِحَلَاوَةِ الْإِیمَانِ فِی صُدُورِهِمْ مِنْ حَلَاوَتِهِ یُبْدُونَهُ تَبَدِّیاً»[صفات الشیعة/ص15]

إما أن تكون عالما، وإمّا أن تسمع وتعي، فلا تقف عن العمل!/ لابد أن نؤمن بالجهاد والحياة الجهادية

اجعل وقتا للتعلّم، ثم اذهب وتحدث وانقل ما تعلمته إلى الآخرين. فقد قال رسول الله(ص): «لَاخَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ: عَالِمٍ مُطَاعٍ، أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاع‏»[الكافي/ج1/ص79]فلا تقف عن العمل!
هذه هي مقتضيات التقوى اليوم! لابدّ أن نؤمن بالحياة الجهادية، (جاهِدُوا فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ)[الحج/78] لا أن تجاهدوا متى ما طاب لكم الجهاد. يعني لابدّ أن تسعى وتجاهد في سبيل الله بقدر ما يستحقّه ربّك، يعني أن تعمل إلى حد الموت ولا تتعب، هذا هو المطلوب منك.