الموضوع: كن رجل زمانك (1)
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2016, 05:38 PM   #4
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 158
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي كن رجل زمانك (3)



كن رجل زمانك 3

سماحة الشيخ بناهيان:

العالم بزمانه هو الذي أولاً قادر على تقسيم المعارف الذي سمعها على أساس الأهم فالأهم. وثانيا يستطيع أن يشخّص مصاديق هذه المعارف في الزمن الذي هو معنيّ في معرفته. ولا شكّ في أن هذه القابلية غير متوفّرة عند كل شخص. فما أكثر الناس الذين يتيهون في زوايا تفاصيل أحداث زمانهم أو الزمن الماضي والتاريخ. .

من أراد أن يعرف الزمان فلابدّ له أن ينظر من الأعلى. فلا ينبغي للإنسان أن يغطّ في الأحداث الحلوة والمريرة. ولا ينبغي له أن يسترّ بحدث ما أو يتألم ويقنط جرّاء حدث آخر ببساطة وبلا تأنّ وإمعان.

لعارف بزمانه لا يتفاجأ ولا يرتبك أبدا. فقد روي عن أميرالمؤمنين(ع) أنه قال: «أَعْرَفُ النَّاسِ بِالزَّمَانِ مَنْ لَمْ يتَعَجَّبْ مِنْ أَحْدَاثِه» [نهج البلاغة/ الكتاب31] يعني يستطيع أن يتنبأ الأحداث فلا يتعجّب.

من أين جاءت الطمأنينة التي يتصف بها العالم بالزمان؟ لقد جاءت من معرفته بالقواعد، فهو أعلى مكانة من الأحداث غيرُ منفعل بها. من كان خبيرا بقواعد تغيّر الزمان، فلا تلويه الأحداث ولا تهزّه. فعلى سبيل المثال قال أميرالمؤمنين(ع): «إذا تَغَيرَ السُّلطان، تَغَيرَ الزَّمان» [نهج البلاغة/الكتاب31]. بينما ترى بعض المسؤولين في الحكومة بمختلف مراتبهم غير ملتفتين إلى مدى تأثيرهم في تغيّر الزمان! فأحيانا ترى أحد المسؤولين قد تساهل في ديانته وخفّف شيئا من التزامه وتقواه وإذا يعمّ ذلك على المجتمع ويتحوّل الزمان إلى زمن الفسق والفجور.

أو مثلا يأتي مسؤول ويكثر الحديث بالتشاؤم والتشويه، فتشيع حالة التشاؤم ومشاهدة السلبيات دون الإيجابيات بين الناس.

لا يرقى الإنسان إلى درجة المعرفة بالزمان إلا إذا أحاط بقواعد تغيّر الزمان. الصهاينة يعرفون قواعد تغيّر الزمان ولذلك هيمنوا عل إعلام العالم برمّته. لأنهم بصدد السيطرة على الزمان والتحكم فيه عبر إعلامهم. قد لا يتدخلون في شؤونك بشكل مباشر وحتى قد يفسحون لك المجال لتتعبّد وتصلي حتى ينقصم ظهرك. أمّا المهمّ لهم هو أن يسيطروا على الزّمان.



المصدر: حيّ الشهيد محلّاتي، مسجد أنصار الحسين(ع)، سنة 2009، أيام الفاطميّة، الجلسة الثالثة والرابعة


نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس