إني لا أطيق أن أرى دموع أمي فاطمه..!!

[نور فاطمة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
....

ينقل عن الشيخ مهدي المازندراني الحائري، هذا العالم الفاضل الواعظ العارف.
كان عندنا في مازندران مجموعة من الحسينيين يقيمون مجالس الإمام الحسين عليه السلام ، وكان طليعتهم وقائدهم شخص اسمه ملا عباس جاوش [1]كان مع جماعته يأتي كل سنة مشياً من مازندران إلى كربلاء.. يمرون على قرى ومدن في ايران و العراق ، وكان كل شخص يهوى ويعشق الحسين عليه السلام ينظم إلى هذا الموكب الماشي، لزيارة الحسين عليه السلام
يقول الشيخ مهدي المازندرني : و في بعض السنين جاء جماعة الموكب إلى ملا عباس وقالوا : نحنُ على استعداد و قد تجهزنا للذهاب مشيا كالعادة إلى زيارة الحسين عليه السلام فهل أنت على العهد الذي عليه في كل سنة ؟
فأجابهم الملا عباس و في قلبه حسرة : هذه السنة لا أستطيع الذهاب وذلك لأنه يوجد عندي مشكلة لم أحلها و هي قد قيدتني ؟

فاجتمع أهل الموكب فيما بينهم و اتفقوا على أن يتكاتف الجميع في معونة اخيهم الملا عباس للمساعدة في رفع مشكلته وفعلا اشترك الجمع وحُلت المشكلة .
ومن فوره إذا بملا عباس جاويش يرفع الراية كعادته وينادي: يا حسين يا حسين ثم يقول كل من يحمل هوى الحسين وحبّه فلينهض..

تحرك هذا الموكب من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة في ايران ، حتى دخلوا أرض العراق يتنقلون بين مدنها و قراها حتى بقي بينهم وبين كربلاء منزل[2].
وكان ذاك يوم خميس في العصر، فجلسوا ليستريحوا ويتزودوا لمشيهم في الغد .. و عندما بدء ظلام الليل بالدخول قام الملا عباس يمشي الهوينة متجها نحو تل مرتفع وقف في أعلاه وهو ينظر تجاه كربلاء و يرى انوارها تتلألأ فخفق قلبه و أخذته العبرة.. فصاح في بعض أصحابه: هلموا إليَّ و ليأتي معكم البقية.
جآءوه وقد صعدوا إلى أعلى التل فقال لهم: انظروا إلى هذه الانوار التي تتلألأ أنها أضوية كربلاء، وهذه ليلة جمعة ، اعلم أننا متعبين بسبب بُعد المسافة و لكن يعز على قلبي ان نبيت ههنا ولا نكون هذه الليلة المباركة في حرم الامام الحسين عليه السلام .
و افقه الجمع و استحسنوا رأيه ، فمشوا حتى وصلوا في وقت متأخر من الليل، وفي ذاك الزمن كانت كربلآء عبارة عن بيوت متواضعة و بعض خانات يقطنها الزوار و كانت هذه الخانات عادة تتكون من دورين الدور الارضي و توضع فيه حيوانات الزوار و حاجياتهم الثقيلة ، و الدور العلوي و يسكن فيه الزوار ، يقول الملا عباس فوضعنا الحيوانات والأغراض في مكانها ، و لم نسترح رغم قدومنا من مكان بعيد بل توجهنا لحرم الامام الحسين عليه السلام و دخلناه حتى وصلنا ضريح المولى شعثا مغبرِّين مرهقين، علينا آثار السفر يكاد التعب ان يقتلنا ، فقال لي بعض الاصحاب : ملا عباس أنت كنت تقرأ لنا تعزية على مصيبة الامام الحسين عليه السلام بمنطقة مازندران و نحنُ الآن عنده عليه السلام فنريد أن تقرأ لنا مصيبة عند الضريح الشريف ؟
فأجبتهم بالايجاب و قلت : هلموا إذا ً نجلس عند الرأس الشريف..
وكنت في نفسي محتارا ً أي مصيبة للامام الحسين عليه السلام أقرأ ، فسرحت بفكري ، و كان بين يدي كتاب يحوي مصآئب اهل البيت عليهم السلام فقلت في داخلي سأفتح الكتاب و أي مصيبة تخرج ساقرأها ، ففتحت الكتاب و إذا صفحة فيها مصيبة علي الأكــبر عليه السلام ، فخطر في نفسي شعور أنها أشارة من الامام الحسين عليه السلام لأقرأ مصيبة ولده الاكبر ، فقرأت المصيبة بتأثر شديد حتى علت الاصوات بالبكاء والنحيب .

يقول بعد ماقرأت المصيبة قلت لهم: نكتفي بهذا القدر لنذهب ولنأخذ قسط من الراحة فذهبنا إلى الخان حيث السكن ونمنا نوما عميقا...فرأيت في عالم الرؤيا كأن الباب يطرق فقمت و فتحت الباب فشاهدت غلاما واقفا فرحبت به فقال: أرسلني سيدي ومولاي أن تستعدوا لاستقباله يريد إن يأتي لزيارتكم.
قلت: السيد يريد زيارتنا ؟
قال الغلام: نعم
قلت له: أي سيد ؟؟
قال الغلام: أما عرفته ؟! هذا الذي حضرتم وجئتم على حسابه من هذه المسافة البعيدة لزيارته !.
قلت له: تقصد الإمام الحسين ؟ !
قال الغلام: نعم سيدي ومولاي الامام الحسين عليه السلام .
فقلت له: نحنُ نذهب إليه ونقبل أقدامه بأبي و أمي .
قال الغلام: أنا مأمور يا ملا عباس، و الحسين أرسلني إليكم لتستعدوا فهو بعد قليل يأتي لزيارتكم..
فاستعدينا و جلسنا منتظرين، وأعيننا ترمق ومتوجهة نحو الباب وما هي الا لحظات وإذا بالباب يفتح ويشرق علينا نور كالشمس فقمنا تبجيلا و فرحا بقدومه . فإذا الامام الحسين عليه السلام يقول : ملا عباس أقسمت عليك أجلس أنت وأصحابك فأنتم تعبين و مرهقين .
يقول الملا عباس: جلسنا . ثم قال عليه السلام : أو تدري لماذا جئت لزيارتكم ؟؟
قلت: لما سيدي ؟
فقال : لثلاثة أشياء..
أولها كلّ من يأتي لزيارتي أرد عليه الزيارة.. والثانية ملا عباس ! .
قلت له: نعم سيدي.
قال :عندكم رجل كبير السن ذو لحية بيضاء يجلس عند الباب لما تجلسوا لإقامة العزاء والمأتم يستقبل المعزين وينظم أحذيتهم عند الباب.. أبلغ سلامي إلى هذا الرجل . أما الثالثة .. وهنا أختنـق الامام الحسين بعبرته و سالت دمعته فبكينا لما رأينا دموع المولى . ثم قلت له بعد هُنيئةٍ : سيدي ما الثالثة ؟
فقال عليه السلام : ملا عباس أما الثالثة إذا جئت مرة أخرى مع أصحابك ليلة جمعة عند قبري فلا تقرأ مصيبة ولدي علي الأكبر.
استغربت و قلت له: سيدي و لما لا أقرأ مصيبة علي الاكبر ليلة الجمعة ؟

هنا اختنق الامام بعبرته مرة اخرى فأجاب : ملا عباس أما تعلم أن أمي فاطمة الزهراء تحضر عند قبري لزيارتي كل ليلة الجمعة و كانت الليلة موجودة وقد سمعتك تقرأ مصيبة علي الأكبر فأحزنتها وتأثرت و بكت و أني لا أطيق أن أرى دموع أمي فاطمة .

[دموع الزهراء]

جزاك الله خيراااااا

[لؤلؤة الزهراء]

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وآل محمد


يعطيك الف عافية اختي ام فاطمة ع الموضوع

[احلى ولاء]

تسلمين والله يعطيج العافية على هالموضوع

[معصومة اهل البيت]

[أم حسين]

السلام عليك يا مولاي يا ابا عبدالله .. و هنيئاً لهذا الرجل رؤية الإمام الحسين (ع)

سلمت يداك اختي نور على الموضوع

[nono moon]

اللهم صل على محمد وآل محمد
أحسنتى أختى لهذا النقل
بارك الله فيك