أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-2013, 10:06 AM   #1
راحلة
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
راحلة will become famous soon enoughراحلة will become famous soon enough
Abbas Shi أحاديث أهل البيت ع. عن التوبة

مقدمة: قال الامام أمير المؤمنين عليه السلام:

توقوا الذنوب، فما من نكبة ولا نقص رزق إلا بذنب، حتى الخدش والكبوة، والمصيبة
، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ، ثم قال ع: وأوفوا بالعهد إذا عاهتم، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوها ان الله ليس بظلام للعبيد، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والانابة لما نزلت، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا الى الله عز وجَّل بصدق من نياتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا لأصلح لهم كل فاسد ولرد عليهم كل صالح.

يظهر لنا مفاهيم مهمة من هذا الحديث: ان الذنوب تسبب نزول انواع البلاء والأمراض وقلة الارزاق،وان الذنوب تزيل النعم، ورفاهية العيش، وكل نوع من الذنوب يزيل نعمة من انواع النعم، فمثلاً: هذا الذنب يزيل الصحة، وذاك يجلب الفقر والخ.. ونجد ان الوسيلة للتخلص من تبعات الذنوب تكون بالدعاء وبالرجوع الى طاعة الله والندم وفعل الصالحات والاستغفار، وبذلك يمتنع نزول البلاء ونقصان الارزاق،والوسيلة التي نلجأ اليها اللى الله تعالى اذا ما زالت النعم ونزلت النقم، تكون في الفزع الى الله عز وجَّل، بنية صادقة من غير تهاون ولا اسراف، وكما تشير الآية الى ان الله تعالى يعفوا عن كثير من الذنوب برحمته.

الذنوب والتوبة: إنّ بين الأمراض الصحية التي يعانيها الانسان، وبين الذنوب التي يقترفها شبهاً قوياً في نشأتهما، وسوء مغبتهما عليه فكما تنشأ أغلب الأمراض عن مخالفة الدساتير الصحية التي وضعها الأطباء، وقاية وعلاجاً للأبدان، كذلك تنشأ الذنوب عن مخالفة القوانين الإلهية، والنظم السماوية، التي شرعها اللّه تعالى لإصلاح البشر وإسعادهم وكما يختص كل مرض بأضرار خاصة، وآثار سيئة، تنعكس على المريض في صور من الاختلاطات والمضاعفات المَرَضيّة، كذلك الذنوب فان لكل نوع منها مغبة سيئة، وضرراً فادحاً، وآثاراً خطيرة، تسبب للانسان ألوان المآسي والشقاء ولئن اشتركت الأمراض والذنوب في الاساءة والأذى، فان الذنوب أشدّ نكايةً، وأسوأ أثراً من الأمراض، لسهولة معالجة الأجسام، وصعوبة مباشرة النفوس لذلك كانت الذنوب سموماً مهلكة، وجراثيم فاتكة، تعيث في الانسان فساداً، وتعرضه لصنوف الأخطار والمهالك.

أنظر كيف يعرض القرآن الكريم صوراً رهيبة من غوائل الذنوب، وأخطارها الماحقة في سلسلة من آياته الكريمة:

قال تعالى:

وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا. الاسراء


أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ. الأنعام

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ. الأعراف

ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. الأنفال

وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. الشورى

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. الروم


وهكذا جاءت أحاديث أهل البيت عليهم السلام مُحَذِّرةً غوائل الذنوب ومآسيها العامة، وأوضحت أن ما يعانيه الفرد والمجتمع، من ضروب الأزمات والمحن كشيوع المظالم، وانتشار الأمراض وشح الأرزاق، كل ذلك ناشئ من مقارفة الذنوب والآثام، واليك طرفاً منها.


قال رسول اللّه ص: عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الدّاء، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار.

وقال ص: يقول اللّه تبارك وتعالى: يابن آدم ما تنصفني، أتحبب اليك بالنعم، وتتمقت اليّ بالمعاصي، خيري عليك مُنزَل، وشرّك اليّ صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح، يابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك، وأنت لا تعلم من الموصوف، لسارعت الى مقته.

وقال رسول اللّه ص: اذا غضب اللّه عز وجل على أمّة، ولم ينزل بها العذاب،غلت أسعارها، وقصرت أعمارها، ولم يربح تجارها، ولم تزك ثمارها، ولم تغزر أنهارها، وحُبس عنها أمطارها، وسلّط عليها شرارها.
وقال الصادق عليه السلام: إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت، حتى تغلب على قلبه فلا يُفلح بعدها أبداً.

وقال الباقر عليه السلام: إن العبد يسأل اللّه الحاجة، فيكون من شأنه قضاؤها الى أجل قريب أو الى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً، فيقول اللّه تبارك وتعالى للملك: لا تقضِ حاجته، واحرمه إياها، فانه تعرّض لسخطي، واستوجب الحرمان مني.

وقال الصادق ع كان أبي عيقول: إن اللّه قضى قضاءاً حتماً ألا ينُعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه، حتى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة.

وقال الرضا ع: كلّما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون، أحدث اللّه لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون.

وقال الباقر ع:وجدنا في كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة، وإذا طفف المكيال والميزان، أخذهم اللّه تعالى بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة، منعت الأرض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها، وإذا جاروا في الأحكام، تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهد سلّط اللّه عليهم عدوهم، وإذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار،وإذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر، ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي، سلّط اللّه عليهم شرارهم، فيدعو أخيارهم فلا يستجاب لهم.

وعن المفضل قال قال الصادق ع:يا مفضل إياك والذنوب، وحذّرها شيعتنا، فواللّه ما هي الى أحد أسرع منها اليكم، إن أحدكم لتصيبه المَعَرّة من السلطان، وما ذاك إلا بذنوبه، وإنه ليصيبه السقم وما ذاك الا بذنوبه، وإنه ليحبس عنه الرزق وما هو إلا بذنوبه، وإنه ليشدد عليه عند الموت وما هو إلا بذنوبه، حتى يقول من حضر: لقد غُمّ بالموت فلما رأى ما قد دخلني، قال: أتدري لم ذاك يا مفضل؟ قلت: لا أدري جعلت فداك. قال: ذاك واللّه أنكم لا تؤاخذون بها في الآخرة، وعُجّلت لكم في الدنيا.

وقال أمير المؤمنين ع: توقوا الذنوب، فما من بلية، ولا نقص رزق، الا بذنب، حتى الخدش، والكبوة، والمصيبة، قال اللّه عز وجل: وما أصابكم من مصيبة، فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير.


وربما لبّس الشيطان على بعض الأغراء، بأن الذنوب لو كانت ماحقة مدمّرة، لأشقت المنهمكين عليها، السادرين في اقترافها، وهم رغم ذلك في أرغد عيش وأسعد حياة وخفي عليهم أن اللّه عز وجل لا يعجزه الدرك، ولا يخاف الفوت، وإنما يمهل العصاة، ويؤخر عقابهم، رعاية لمصالحهم، عسى أن يثوبوا الى الطاعة والرشد، أو يمهلهم إشفاقاً على الأبرياء والضعفاء ممن تضرهم معاجلة المذنبين وهم برءا من الذنوب أو يصابِر المجرمين استدراجاً لهم، ليزدادوا طغياناً وإثماً، فيأخذهم بالعقاب الصارم، والعذاب الأليم، كما صرحت بذلك الآيات والروايات

قال اللّه تعالى: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ. آل عمران

وقال سبحانه: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى. فاطر

وقال الصادق ع:إذا أراد اللّه بعبد خيراً، فأذنب ذنباً، أتبعه بنقمة، ويذكّره الاستغفار، وإذا أراد بعبد شراً، فأذنب ذنباً، أتبعه بنعمة، لينسيه الإستغفار، ويتمادى بها، وهو قول اللّه تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ. القلم بالنعم عند المعاصي.

وقال الامام الكاظم ع: إنّ للّه عز وجل في كل يوم وليلة منادياً ينادي: مهلاً مهلاً، عباد اللّه عن معاصي اللّه، فلولا بهائم رتّع، وصبية رضّع، وشيوخ ركّع، لصبّ عليكم العذاب صبّاً، ترضّون به رضّاً.


التوبة لقد عرفتَ غوائل الذنوب، وأضرارها المادية والروحية، والتشابه بينهما وبين الأمراض الجسمية في فداحتها، وسوء آثارها على الإنسان، فكما تجدرُ المسارعة الى علاج الجسم من جراثيم الأمراض قبل استفحالها، وضعف الجسم عن مكافحتها، كذلك تجب المبادرة الى تصفية النفس، وتطهيرها من أوضار الذنوب، ودنس الآثام، قبل تفاقم غوائلها، وعسر تداركها، وكما تعالج الأمراض الصحيحة بتجرع العقاقير الكريهة، والاحتماء عن المطاعم الشهية الضّارة، كذلك تعالج الذنوب بمعاناة التوبة والإنابة، والإقلاع عن الشهوات العارمة والأهواء الجامحة ليأمن أخطارها ومآسيها الدنيوية والأخروية.

حقيقة التوبة لا تتحقق التوبة الصادقة النصوح إلا بعد تبلورها، واجتيازها أطواراً ثلاثة.

الأول: يَقظَة الضمير، وشعور المذنب بالأسى والندم على معصية اللّه تعالى، وتعرضه لسخطه وعقابه، فاذا امتلأت نفس المذنب بهذا الشعور الواعي انتقل الى الطور الثاني، وهو طور الانابة الى اللّه عز وجل، والعزم الصادق على طاعته، ونبذ عصيانه، فإذا ما أنس بذلك تحول الى الطور الثالث، وهو طور تصفية النفس من رواسب الذنوب، وتلافي سيئاتها بالأعمال الصالحة الباعثة على توفير رصيد الحسنات، وتلاشي السيئات، وبذلك تتحقق التوبة الصادقة النصوح، وليست التوبة هزل وعبث وإنما هي انابة صادقة ومجافاة عصيان الله بعزم وتصميم قويين.

فضائل التوبة: للتوبة فضائل جمة، ومآثر جليلة، صورها القرآن الكريم، وأعربت عنها آثار أهل البيت عليهم السلام وناهيك في فضلها أنّها بلسم الذنوب، وسفينة النجاة، وصمام الأمن من سخط اللّه تعالى وعقابه وقد أبَت العناية الالهية أن تُهمل العصاة يتخبطون في دياجير الذنوب، ومجاهل العصيان، دون أن يسعهم بعطفه السامي، وعفوه الكريم، فشوقهم الى الأنابة، ومهد لهم التوبة، فقال سبحانه:

وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. الأنعام

وقال تعالى:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. الزمر

وقال تعالى:فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا. نوح

وقال تعالى:إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. البقرة


وقال الصادق ع: إذا تاب العبد توبة نصوحاً، أحبه اللّه تعالى فستر عليه في الدنيا والآخرة. قال الراوي: وكيف يستر اللّه عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ثم يوحي اللّه الى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي الى بقاع الأرض اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى اللّه تعالى حين يلقاه، وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب.

وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وقال ص: ليس شيء أحب الى اللّه من مؤمن تائب، أو مؤمنة تائبة.

وعن ابي جعفر ع قال:إن آدم قال: يا رب سلّطت عليّ الشيطان وأجريته مجرى الدم مني فاجعل لي شيئاً، فقال: يا آدم جعلتُ لك أن من همّ من ذريتك بسيئة لم يكتب عليه شيء، فان عملها كتبت عليه سيئة، ومن همّ منهم بحسنة فان لم يعملها كتبت له حسنة، فإن هو عملها كتبت له عشراً. قال: يا رب زدني. قال: جعلت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفرني غفرت له.قال: يا رب زدني. قال: جعلت لهم التوبة حتى يبلغ النفس هذه. قال: يا رب حسبي.

وقال الصادق ع:العبد المؤمن إذا أذنب ذنباً أجله اللّه سبع ساعات، فان استغفر اللّه لم يكتب عليه، وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة، وإن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له، وإن الكافر لينساه من ساعته.

وقال الصادق ع:ما من مؤمن يقارف في يومه وليلته أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: أستغفر اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيّوم بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام وأسأله أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يتوب عليّ إلا غفرها اللّه له، ولا خير فيمن يقارف في يومه أكثر من أربعين كبيرة.


وجوب التوبة وفوريتها: لا ريب في وجوب التوبة، لدلالة العقل والنقل على وجوبها، أما العقل:فمن بديهياته ضرورة التوقي والتحرز عن موجبات الأضرار والأخطار الموجبة لشقاء الانسان وهلاكه، لذلك وجب التحصن بالتوبة، والتحرز بها من غوائل الذنوب وآثارها السيئة، في عاجل الحياة وآجلها، وأما النقل:فقد فرضتها أوامر القرآن والسنة فرضاً محتّماً، وشوقت اليها بألوان التشويق والتيسير، واليك بعضاً منها.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: من تاب قبل موته بسنة قبل اللّه تبوته، ثم قال: إن السنة لكثير، من تاب قبل موته بشهر قبل اللّه توبته. ثم قال: إن الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبل اللّه توبته. ثم قال: إن الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل اللّه توبته. ثم قال: إن يوماً لكثير، من تاب قبل أن يعاين قبل اللّه توبته.

وقال صلى اللّه عليه وآله: إنّ للّه عز وجل فضولاً من رزقه يُنحله من يشاء من خلقه، واللّه باسط يديه عند كل فجر لمذنب الليل هل يتوب فيغفر له، ويبسط يديه عند مغيب الشمس لمذنب النهار هل يتوب فيغفر له.


تجديد التوبة: من الناس من يهتدي بعد ضلال ويستقيم بعد انحراف، فيتدارك آثامه بالتوبة والانابة، ملبياً داعي الايمان، ونداء الضمير الحُر بيد أنّ الانسان كثيراً ما تخدعه مباهج الحياة، وتسترقه بأهوائها ومغرياتها، فيقارف المعاصي من جديد، منجرفاً بتيارها العَرمِ، وهكذا يعيش صراعاً عنيفاً بين العقل والشهوات، ينتصر عليها تارة، وتنتصر عليه أخرى، وهكذا دواليك وهذا ما يعيق الكثيرين عن تجديد التوبة، ومواصلة الانابة خشية النكول عنها، فيظلّون سادرين في المعاصي والآثام فعلى هؤلاء أن يعلموا أن الانسان عرضة لاغواء الشيطان، وتسويلاته الآثمة، ولا ينجو منها إلا المعصومون من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، وانّ الأجدر بهم إذا ما استزلهم بخدعه ومغرياته، أن يجددوا عهد التوبة والانابة بنيّة صادقة، وتصميم جازم، فان زاغوا وانحرفوا فلا يُقنطهم ذلك عن تجديدها كذلك، مستشعرين قول اللّه عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. الزمر

وهكذا شجّعت أحاديث أهل البيت عليهم السلام على تجديد التوبة، ومواصلة الانابة، إنقاذاً لصرعى الآثام من الانغماس فيها، والانجراف بها، وتشويقاً لهم على استئناف حياة نزيهة مستقيمة، فعن محمد بن مسلم قال: قال الباقر ع:

يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب عنها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما واللّه إنها ليست إلا لأهل الايمان. قلت: فان عاد بعد التوبة والاستغفار في الذنوب، وعاد في التوبة. فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر اللّه تعالى منه ويتوب ثم لا يقبل اللّه توبته قلت: فانه فعل ذلك مراراً، يذنب ثم يتوب ويستغفر فقال: كلّما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة، عاد اللّه عليه بالمغفرة، وإنّ اللّه غفور رحيم، يقبل التوبة، ويعفو عن السيئات، فإيّاك أن تُقنّط المؤمنين من رحمة اللّه تعالى.

وعن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللّه ع:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا..؟ قال:هو الذنب الذي لا يعود اليه أبداً. قلت: وأيّنا لم يعد. فقال: يا أبا محمد. إن اللّه يحب من عباده المفتن التوّاب.. والمراد بالمفتن التوّاب: هو من كان كثير الذنب كثير التوبة


منهاج التوبة: ولا بد للتائب أن يعرف أساليب التوبة، وكيفية التخلص من تبعات الذنوب، ومسؤولياتها الخطيرة، ليكفّر عن كل جريرة بما يلائمها من الطاعة والانابة، فللذنوب صور وجوانب مختلفة منها ما يكون بين العبد وخالقه العظيم، وهي قسمان ترك الواجبات، وفعل المحرمات، فترك الواجبات: كترك الصلاة والصيام والحج والزكاة ونحوها من الواجباتوطريق التوبة منها بالاجتهاد في قضائها وتلافيها جُهد المستطاع، وأما فعل المحرمات: كالزنا وشرب الخمر والقمار وأمثالها من المحرمات، وسبيل التوبة منها بالندم على اقترافها، والعزم الصادق على تركها، ومن الذنوب: ما تكون جرائرها بين المرء والناس، وهي أشدّها تبعة ومسؤولية، وأعسرها تلافياً، كغصب الأموال، وقتل النفوس البريئة المحرمة، وهتك المؤمنين بالسب والضرب والنمّ والاغتياب، والتوبة منها بإرضاء الخصوم، وأداء الظُّلامات الى أهلها، ما استطاع الى ذلك سبيلاً، فان عجز عن ذلك فعليه بالاستغفار، وتوفير رصيد حسناته، والتضرع الى اللّه عز وجل أن يرضيهم عنه يوم الحساب.

قبول التوبة: لا ريب أن التوبة الصادقة الجامعة الشرائط مقبولة بالاجماع، لدلالة القرآن والسنّة عليها، قال تعالى:وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ. الشورى

وقال تعالى غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ. غافر

وقد عرضنا في فضائل التوبة طرفاً من الآيات والأخبار الناطقة بقبول التوبة، وفوز التائبين بشرف رضوان اللّه تعالى، وكريم عفوه، وجزيل آلائه، وأصدق شاهد على ذلك ما جاء في معرض حديث النبي صلى اللّه عليه وآله حيث قال: لولا أنكم تذنبون فتستغفرون اللّه لخلق اللّه خلقاً حتى يذنبوا ثم يستغفروا اللّه فيغفر لهم، إن المؤمن مفتن تواب، أما سمعت قول اللّه: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. البقرة

الكبائر.. قَال اللَّهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَل ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِل عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّل اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا.

وقد أَمر الله سبحانه وتعالى المؤمِنين بالتوبة النصوح ليكفر عنهم سيئاتهم فقال:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأْنْهَارُ، وأَن التوبة النصوح هي التي لا عودة بعدها، وهي الندم بالقلب وَالاِسْتِغْفَارُ بِاللِّسَانِ، وَالإْقْلاَع عَنِ الذَّنْبِ، وَالاِطْمِئْنَانُ عَلَى أَنَّهُ لاَ يَعُودُ.


الخلاصة: تتلخص النصائح الباعثة على التوبة والمشوقة إليها فيما يلي: أن يتذكر المذنب ما صوَّرته الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة من غوائل الذنوب ومآسيها المادية والروحية في عاجل الحياة وآجلها، وما توعد اللّه عليها من صنوف التأديب وألوان العقاب وأن يستعرض فضائل التوبة ومآثر التائبين، وما حباهم اللّه به من كريم العفو وجزيل الأجر وسمو العناية واللطف، وكفى بهذا البحث تشويقاً إلى التوبة وتحريضاً عليها، ولا يرغب به إلا من كان ذو حظ عظيم.

مكفرات الذنوب.. الإيمان والعمل الصالح والصبر تغفر بهم الذنوب وتكفر بهم السيئات لأن الإيمان من العمل الصالح، والحسنات يذهبن السيئات، والذين صبروا عند الضراء فلم ييأسوا، وعند السراء فلم يبطروا، وعملوا الصالحات من واجبات ومستحبات أولئك لهم مغفرة لذنوبهم، ويزول بها عنهم كل محذور ولهم أجر كبير، قال الله تعالى:


وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُون.

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ.

وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.

فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ.

إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ.


الإيمان والتقوى تكفر بهما الذنوب


قال اللَّه تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾

وهذا من كرم اللَّه وجوده، حيث لما ذكر قبائح أهل الكتاب ومعايبهم، وأقوالهم الباطلة، دعاهم إلى التوبة، وأنهم لو آمنوا باللَّه وملائكته، وجميع كتبه، وجميع رسله، واتقوا المعاصي، لكفَّر عنهم سيئاتهم، ولو كانت ما كانت، ولأدخلهم جنات النعيم، التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين

التقوى تكفّر جميع السيئات وتغفر بها جميع الذنوب، وقد رتَّب اللّه على التقوى من خير الدنيا والآخرة شيئاً كثيراً، فذكر هنا أن من اتقى اللّه حصل له أربعة أشياء، كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها، الأول الفرقان، وهو العلم والهدى الذي يُفرِّق به صاحبه بين الهدى والضلال والحق والباطل والحلال والحرام وأهل السعادة من أهل الشقاوة،
الثاني تكفير الصغائر والثالث تكفير الكبائر، الرابع الأجر العظيم والثواب الجزيل.

قال اللَّه
تعالى..

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾

الصدقة تكفر السيئات.. قال اللَّه تعالى


﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾


محبة اللَّه واتّباع النبي تغفر الذنوب
.. قال اللَّه تعالى

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾


اجتناب الكبائر تكفر السيئات وهذا من فضل اللَّهِ وإحسانه على عباده المؤمنين، وعدهم أنهم إذا اجتنبوا كبائر المنهيات غفر لهم جميع الذنوب، وأدخلهم مدخلاً كريماً، قال اللَّه تعالى..

﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾


الاستغفار تغفر به الذنوب

قال اللَّه تعالى ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾

وقال تعالى ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾

واعلم أن عمل السوء على الإطلاق يشمل سائر المعاصي، الصغيرة والكبيرة، وسمي ﴿سُوءًا﴾ لكونه يسوء عامله بعقوبته، وكذلك ظلم النفس يشمل الشرك وظلم الناس.

التوبة النصوحة عن المعاصي كالشرك والزنا، وغيرها بأن أقلع عنها في الحال، وندم على ما مضى له من فعلها، وعزم عزماً جازماً أن لا يعود، وَآمَنَ باللَّه إيماناً صحيحاً يقتضي وترك المعاصي، وفعل الطاعات =وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ= تتبدل نفس السيئات التي عملوها، ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة وإنابة وطاعة تبدل حسنات وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا لمن تاب يغفر الذنوب العظيمة رَحِيمًا بعباده؛ حيث دعاهم إلى التوبة بعد مبارزته بالعظائم، ثم وفقهم لها ثم قبلها منهم، قال اللَّه

﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾

﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾

﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾

﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾

﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾


العفو والصفح عن الاخرين تغفر بذلك الذنوب فإذا عاملتم عباد الله بالعفو والصفح، عاملكم بذلك.قال اللَّه :


﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾


التقوى والقول السديد تصلح به الأعمال وتغفر به الذنوب قال اللَّه تعالى..

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾


يغفر اللَّه للذاكرين اللَّه.. قال اللَّه تعالى

﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾



يغفر اللَّه لمن يشاء مادون الشرك
.. يخبر تعالى أنه لا يغفر لمن أشرك به أحداً من المخلوقين، ويغفر ما دون الشرك من الذنوب صغائرها وكبائرها، وذلك عند مشيئته مغفرة ذلك، إذا اقتضت حكمتُه مغفرتَه . فالذنوب التي دون الشرك قد جعل اللَّه لمغفرتها أسباباً كثيرة، كالحسنات الماحية والمصائب المكفرة في الدنيا، والبرزخ ويوم القيامة، والدعاء، وشفاعة الشافعين، ومن فوق ذلك كله رحمته التي أحق بها أهل الإيمان والتوحيد.. قال اللَّه تعالى

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾

اقامة الصلاة والسبيح يذهبن السيئات
.. قال اللَّه تعالى

﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾

مكفرات الذنوب من السنة المطهرة

عن رسول الله ص قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك

وقال ص: من قال لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات حين يصبح، كتب له بها مائة حسنة، ومحي عنه بها مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحفظ بها يومئذ حتى يمسي، ومن قال مثل ذلك حين يمسي، كان له مثل ذلك

وقال ص: من قال بعد المغرب أو الصبح لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات بعث الله له مسلحة يحرسونه من الشيطان حتى يصبح، ومن حين يصبح حتى يمسي وكتب له بها عشر حسنات موجبات، ومحي عنه عشر سيئات موبقات، وكانت له كعدل عشر رقاب مؤمنات

وقال ص: من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان فى حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح


عن النبي قال.. من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل، قال الوليد حدثني ابن جابر عن عمير عن جنادة وزاد من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء

وقال رسول الله ص: فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله

وقال ص: قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة

عن أبي ذر قال، قلت يا رسول الله أوصني قال: إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها قال قلت يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال هي أفضل الحسنات.
عن أبي ذر، قال قال لي رسول اللهاتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.

عن النبي فيما يروي عن ربه قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة.

عن رسول الله قال: من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين،وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر.

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.. أن من قالها بعد صلاة المغرب أو صلاة الصبح عشر مرات، بعث الله له مسلحة يحرسونه من الشيطان حتى يصبح، ومن حين يصبح حتى يمسي، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من كل مكروه يومه ذلك، وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات، ومحا عنه عشر سيئات موبقات، وكانت له كعدل عشر رقبات مؤمنات، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله وكان من أفضل الناس عملا إلا رجلا يفضله بقول أفضل مما قال.

صلاة التوبة: قال رسول الله ص: ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.

عن النبي ص قال: من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

وعن رسول الله قال: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

عن رسول الله ص قال: عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة للإثم.

جاء جبريل إلى النبي فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، ثم قال يا محمد شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس.

قال رسول الله: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين.

قال رسول الله: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له

عن النبي. الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار

قال رسول الله. صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر


عن النبي.. فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي.


عن رسول الله قال.. الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر

عن النبي أنه قال.. من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه



قال رسول الله ..

إن لله ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم،

قال.. فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا،

قال.. فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم .. ما يقول عبادي؟

قالوا.. يقولون يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك،

قال فيقول.. هل رأوني؟

قال فيقولون.. لا والله ما رأوك،

قال فيقول.. وكيف لو رأوني؟

قال يقولون.. لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدا، وتحميدا، وأكثر لك تسبيحا.

قال يقول.. فما يسألوني؟

قال يسألونك الجنة.

قال يقول.. وهل رأوها؟

قال يقولون.. لا والله يا رب ما رأوها.

قال يقول.. فكيف لو أنهم رأوها؟

قال يقولون.. لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة.

قال.. فمم يتعوذون؟

قال يقولون.. من النار.

قال يقول.. وهل رأوها؟

قال يقولون.. لا والله يا رب ما رأوها.

قال يقول فكيف لو رأوها.

قال يقولون.. لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة

قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم.

قال يقول ملك من الملائكة.. فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة.

قال.. هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم
.

قال رسول الله.. من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه.

عن أنس بن مالك، عن رسول الله قال.. ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله، لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات

قال النبي.. يقول الله تعالى.. أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

عن أبي الدرداء، قال قال رسول الله.. ألا أنبئكم بخير أعمالكم، قال مكي وأزكاها، عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا وذلك ما هو يا رسول الله؟ قال ذكر الله

قال رسول الله.. من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، ومن قال سبحان الله وبحمده فى يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر

قال رسول الله.. من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه

قال رسول الله.. أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة

عن النبي قال.. من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك، له له الملك، وله الحمد، وهو على كلشيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال اللهماغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته

رسول الله قال .. من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية أبي داود ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذى كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه

النبى قال.. إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله قال يقال حينئذ هديت، وكفيت، ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي، وكفي، ووقي

حدث أن رسول الله دخل المسجد، إذا رجل قد قضى صلاته وهو يتشهد، فقال اللهم إني أسألك يا ألله بأنك الواحد الأحد، الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، فقال رسول الله قد غفر له ثلاثا

عن النبى قال.. من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف

قال رسول الله .. ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يفترقا

عن رسول الله.. قال رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى

قال رسول الله.. ما من رجل يجرح في جسده جراحة فيتصدق بها، إلا كفر الله عنه مثل ما تصدق به

عن النبي قال.. التائب من الذنب كمن لا ذنب له

قال رسول الله.. لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع فى ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك، إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدى وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح

عن أبي بردة، قال قال رسول الله، عن رجل من أصحاب النبي يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله، وأستغفره في كل يوم مائة مرة، فقلت له اللهم إني أستغفرك، اللهم إني أتوب إليك اثنتان أم واحدة ؟ فقال هو ذاك أو نحو هذا

الصلاة على النبي.. يروى ان أصبح رسول الله يوما طيب النفس، يرى في وجهه البشر، قالوا يا رسول الله، أصبحت اليوم طيب النفس، يرى في وجهك البشر، قال أجل، أتاني آت من ربي فقال من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها..


يتبع
راحلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-2013, 10:10 AM   #2
راحلة
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
راحلة will become famous soon enoughراحلة will become famous soon enough
افتراضي رد: أحاديث أهل البيت ع. عن التوبة

بعدما برنامج التوبة والاستغفار العملي والمعرفي

يبقى علينا تطهير العقل الباطن

من عقدة الشعور بالذنب


تطهير العقل الباطن:
بعد تكملة مراحل التوبة لا بد من التخلص من الشعور بالذنب ولا بد لنا من ان نعيش بسلام معن كلمة «ذنب» في مجال علم النفس، هو شعور يؤرق الفرد وقد يكون مبرراً أو غير مبرر. في هذا الإطار، يجب التمييز بين شعور الذنب الواعي وشعور الذنب غير الواعي. ففي حياتنا اليومية، تطاردنا مشاعر الذنب في كل لحظة. فكيف يمكن التخلّص منه والعيش بسلام داخلي؟

ينتشر شعور الذنب على نطاق واسع بين الناس وهو يعطي طعماً مريراً للحياة. يكون هذا الشعور سليماً عندما يشكّل ردة فعل على خطأ معين، ولكنه قد يتحوّل إلى مرض مزمن يغزو حياتنا يحاول الناس التخلُّص من شعور الذنب بشتى الوسائل، لكنهم يفشلون غالباً.


ماذا لو كان هذا الشعور الذي يسمّم حياتنا مبرراً؟ ماذا لو كان يحمل جوانب إيجابية بعيداً عن العذاب الذي يسبّبه ظاهرياً؟ هذا ما سيكتشفه كل من يقرّر التعمّق في مشاعر الذنب التي تمنح الفرد انطباعاً بأنه يملك سلطة مطلقة. بعبارة أخرى، يعني الشعور بالذنب الإحساس بالسيطرة على العالم والآخرين، بحسب تحليلات بعض علماء النفس.عملياً، يمكن إسقاط عبء مشاعر الذنب على الآخرين.

تشمل هذه المرحلة تشويه سمعة الآخر وإطلاق التهديدات ضده. هكذا يشعر الفرد المعني بأنه يرمي الخطأ على غيره ويبرر تصرفاته التي تنم عن شعور بالذنب في لاوعيه. من خلال تشويه صورة الآخر المثالية، يحمّله الفرد مسؤولية الخطأ لأنه يرى ضرورة أن يعاني الآخر مثله.

يساهم الشعور بالذنب في تجنّب الإدراك المؤلم لعجزنا عند مواجهة أحداث قاسية في الحياة. بالتالي، لا يمكن استئصال هذا الشعور عبر مكافحة الإحساس بالذنب لأن هذا الإحساس يمنح شعوراً بالحماية. سرعان ما يختفي الشعور من تلقاء نفسه في اللحظة التي يدرك فيها الفرد عجزه عن التحكّم بالآخرين.

بعد هذا التحرّر النفسي، يستطيع الفرد التمييز بين مسؤوليته ومسؤوليات الآخرين في علاقاته الإنسانية، ويكتشف حينها أنه غير مسؤول عن راحتهم. يرجع ذلك إلى واقع أن الفرد يشعر بالمسؤولية المفرطة تجاه الآخر، لذا يتعزز شعوره بالذنب حين تتّخذ الأمور منحى سلبياً. سيشعر الشخص بحرية تامة حين يتخلّص أخيراً من أعباء لا علاقة له بها.



الذنب ليس تعبيراً عن الحب

يعبّر هذا الشعور عن نزعة عنيفة تتمثّل بالميل إلى التحلّي بأقصى درجات الصدق. لكن يعني استغلال شعور الذنب وجود رغبة دفينة في جرح الآخرين وإخضاعهم. وبغض النظر عن الدوافع الحقيقية، هدف الذنب تعذيب الآخر. ما الذي يبرّر إذاً لجوء المرء إلى هذه الطريقة؟

غالباً، يتمسّك المرء بمشاعر الذنب حين يحسّ بالتهديد وبعدم تقدير أو حب الآخرين له. أو قد يشعر بالضعف بسبب خلل معين في علاقاته أو تجاربه الماضية. في هذه الحالة، يلجأ إلى مشاعر الذنب ليحاول استعادة سيطرته على الوضع. لكن لسوء الحظ، هو لن يحصل مطلقاً على مراده عن طريق الشعور بالذنب أو بث هذا الشعور في محيطه. فبدل توثيق العلاقات القائمة، قد تؤدي مهاجمة الآخرين وإلقاء اللوم عليهم إلى توسيع المسافة بين الطرفين

العقل اللاواعي تطرّق سيغموند فرويد إلى موضوع الشعور بالذنب عبر دراسة ظاهرة العُصاب الوسواسي رصد فيها ثورة «الأنا» ضد الانتقادات التي تجرح «الأنا العليا». ينشأ هذا الشعور في العقل اللاواعي، ولا يمكن مقاربته إلا عبر تحليل الأفكار الهوسية حيث يتجاهل المرء الرغبات اللاواعية التي تسبّبها. بالنسبة إلى فرويد، يشكّل الشعور بالذنب عائقاً أمام نجاح العلاج النفسي، ولا وجود لأي وسيلة مباشرة لمحاربته بحسب رأيه. بل يكفي نقل هذا الشعور من اللاوعي إلى الوعي

إدراك المشكلة من المعروف عموماً أن الأخطاء تجرّ أخطاء أخرى. في البداية، قد لا يشعر المرء بأنه ارتكب خطأً. لكن حين يدرك تدريجاً حجم المعاناة التي سبّبها لنفسه ولغيره، يترسّخ شعور عميق وهائل بالذنب في داخله. ثم يتنامى هذا الإحساس يوماً بعد يوم، ولا يمكن لأي شيء أو شخص آخر استئصاله. وحده الشخص الذي تسبّب بهذه المشاعر يستطيع محوها.

لتحقيق ذلك، لا بد من إدراك سلسلة من الوقائع المتلاحقة. أحياناً، يحصل ذلك وسط صعوبات مادية كثيرة أو مشاكل صحية خطيرة. إنه إنذار جدي يجب أن يلحظه الشخص كي يغيّر سلوكه ويعيد استكشاف قيمته الفعلية. لا أحد يفقد قيمته الحقيقية، ولكنه ينساها ببساطة

إراحة الضمير غالباً نسمع العبارة الآتية: لقد أراح هذا الشخص ضميره، يجب التعمّق بالمعنى الحقيقي لهذه العبارة. لا يمكن إراحة الضمير إلا عبر فهم الطريق الخاطئ الذي سلكه الشخص المعني وإدراك جميع الأخطاء التي ارتكبها، والأهم هو عدم الشعور بالذنب بسبب تلك الأخطاء. يرتكب جميع الناس أخطاء كثيرة في كل مكان. هذا الوضع ليس خطيراً بحد ذاته. بل الأخطر هو التركيز على هذه الأخطاء وتغذيتها باستمرار لأنها قد تُفسد حياتك وتقلّل من احترامك لنفسك.

الحب علاج شافٍ

يجب اتباع مقاربة معاكسة تقضي ببثّ الكثير من مشاعر الحب للتعامل مع الأخطاء المرتكبة وإقناع الذات بما يلي: «لقد تصرّفتُ بهذه الطريقة ولكنني فعلت ذلك بحسب مستوى الوعي الذي تحلّيت به في تلك اللحظة. أما الآن، فقد تغيّر مستوى الوعي لدي، لذا سأغير سلوكي وسأوضح بعض الجوانب المبهمة في داخلي. أريد أن أسامح نفسي بالكامل على كل ما فعلته حتى الآن لأن بعض الأمور خرج عن سيطرتي. كان يمكن أن أغيّر مسار الأمور، ولكني عجزتُ عن ذلك في تلك الفترة. الآن وقد فهمتُ سبب تصرفاتي السابقة، أسامح نفسي بالكامل على كل أخطائي وإخفاقاتي وأسامح نفسي لأنني لم أمنح الحب الكافي لنفسي وللأشخاص الذين أحبهم.

مسامحة نفسك على العذاب الذي سبّبته للآخرين ومسامحة الآخرين على الأذى الذي سبّبوه لك، مهمة أسهل بكثير مما تتصوّر. يكفي أن تتمتّع بصدق النوايا وتفكّر بمدى صعوبة العيش من دون أن نرتكب الأخطاء بحق من نحبهم. في اللحظة التي تدرك فيها هذا الواقع، ستتخلّص من الشعور بالمسؤولية وستخرج تدريجاً من حالة الذنب التي أفسدت حياتك


الصورة الذهنية: إن الصورة الذهنية تصنعها الكلمة، فعندما تصيغ معتقداً وتحاكي به عقلك الباطن فسوف يحتفظ به العقل الاواعي ويعطيه الثقة ويرسله الى العقل الواعي ليصبح حقيقة وواقعاً،فأصغ رغبتك وتخيل تحقيقها ألان واشعر أنها أصبحت في الواقع، وليكن لديك الرغبة في انجازها أشياء بواسطة مخيلتكفبذلك تستطيع أن تصنع نجاحاً من خلال الأفكار التي تعتقدها.


لاحظ الكنز اللامحدود الكامن بداخلك فمن خلاله تستخلص كل شيء ترغب فيه لتحيى حياة تتسم بالبهجة والفرح، مهما كان الشيء الذي تبحث عنه فانك تستطيع أن تصل اليه من خلال اعتقادك، فقرر اليوم ان تستغل قدراتك اللامحدودة في تغيير مفاهيمك وتطهير عقلك الباطن فعندما يقبل عقلك الباطن الفكرة فانه يبدأ في تنفيذها، وهناك حقيقة مدهشة وهي: أن قانون العقل الباطن انه يتعامل مع أفكار الخير والشر صادقة أو كاذبةصالحة أم غير ذلك على قدم المساواة، وعليك أن تدرك أن عقلك الواعي هو حارس العقل الباطن، ووظيفته الرئيسية هي حماية العقل الباطن من الانطباعات المضللة والخادعة، لذلك انتبه لما تلقنه له، لأن عقلك الباطن مذعن للإيحاء وسهل الانقياد لآي معتقد، وكل ما تغرسه فيه فإنه سينمو ويعطي ثماره،فاغرس به كل ما هو فضيل وبذلك تصلح نفسك. فعندما تفتح عينيك في كل صباح استقبل يومك بالبسمة والتفائل وقل لنفسك: أنا أختار اليوم الصحة والسعادة والمحبة والمسامحة والغنى والتفاهم ورضى الله عز وجل والسلام، وادعوا لآهلك وعائلتك وللمسلمين كافة واجعل ذلك وردك اليومي، فبذلك ترتكز حياتك على أسس المحبة والسعادة.


لا يوجد عقبة أمام سعادتك سوى الثقة بالله والتفكير الايجابي وبرمجة العقل على الأفكار الايجابية، وليكن لديك رغبة قوية لتحقيق أشياء كنت دائماً تحلم بها، واعلم أنك قد وصلت بنسبة خمسين بالمئة الى تحقيقها بمجرد رغبتك بها وإصرارك لإمتلاكها، واذا رغبت بشيء فاعلم بأن الله أراده لك، وعلى الله الأتكال وهو حسبك ونعم الوكيل.


إن الإنسان قوي وذو قيمة طالما اعتقد ذلك، والفرق بين الشخص الناجح والفاشل هو أن الأول يحاول مراراً وتكراراً، وأما الآخر فيستسلم عند أول تجربة فاشلة، لذا حاول ثانيه وثالثه وكن مثابراً، وعقلك الباطن ليس فقط مسئولا عن تخزين الذكريات والأحاسيس، ولكنه أيضاً موقع الإبداع والحدس والأفكار، فعندما تقول له أنا أستطيع يإيمان وقوة، فسوف يجعلك أنك تستطيع، انت فقط أمن بأنك تستطيع ثم انظر الى نفسك انك تستطيع، وعقلك الباطن سوف يقوم بعمله ويضفي عليك ملامح القوة والاستطاعة ويتيح لك الفرص لتقوم بانجاز ما تريد.



تغيير معتقد أو فكرة: عندما تجد نفسك أنك تتشائم مثلاً من رؤية البوم منذ زمن طويل لآسباب المعتقدات الشعبية فيمكنك أن تغير اعتقادك من السلب الى الايجاب اكتب مثلاً أنا أتشائم من رؤية البوم لآنه يجلب النحس، ثم غير النص، اكتب أنا لا يضرني رؤية البوم وهو مجرد مخلوق يسبح الله عزوجل. أياً كانت الفكرة أو المعتقد فانك تستطيع تغير نظرتك اليها عندما تغير ما بداخلك، وعنما تلقن عقلك الباطن بمعتقد جديد فإنك تقوم عند ذلك برسم شخصية جديدة لك، واذا ألقيت نظرة على الأشخاص الناجحين في حياتهم فانك حقاً سوف تجد سماتهم هي شخصية متشابة في عدد كبير منهم وهي: انهم يرون الربح والنجاح في كل الاشياء التي حولهم ولديهم إصرار ومثابرة ونفس طويل، فكل شيء في الحياة إنما هو اختيارات العقل الباطن، ولا يستطيع نظامه إلا ان يستجيب لإصرارك ورغبتك، فإن الارادة والعزيمة تمنحك الفرص وتحقق لك الفعل والواقع.

قوة العزيمة و الإرادة


إن الإرادة القوية والعزيمة الفولاذية هي الصفة التي تميز البشر وتعطي الأفضلية لبعضهم عن الآخرين العزيمة هي ليست كلمة ننطقها أو شعار نزين به صفاتنا، إنها الرغبة والقدرة على إكمال الطريق وتخطي الحواجز ومواجهة الصعاب وكسر كافة القيود النفسية لتحقيق المعجزات والوصول إلى هدف سامي وغاية نبيلة، إن الإرادة القوية والعزيمة الصلبة تأتي من اقتناعنا الداخلي بمدى ضرورة تحقيق هدف نحلم به أو شئ نحصل عليه، إن اقتناعك الداخلي بما تصبو إليه من طموح هو مغذي إرادتك ومنميها ويجعل منها محركا قويا لأفعالك الجسدية التي تحقق بها مرادك.


يقول د. روبرت شولر في كتابهالقوة الايجابية" يمكنك أن تعمل فقط ما تعتقد انك تستطيع عمله ويمكنك أن تكون فقط من تعتقد انك تكون ويمكنك أن تحصل فقط على ما تعتقد انك قادرا على الحصول عليه ويعتمد كل دلك على ما تعتقده.


إن الإرادة هي تلك النقطة الصغيرة التي تمكث في عقلك الباطن وتحركك اتجاه ما تريد وتعطيك الدافع والحافز في اتجاه هدفك وتمكنك من تذليل الصعاب وتحدي المعوقات لإكمال طريقك وإنجاز مبتغاك مهما صعب المشوار.


قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام: ما رام امرئ شيئاً إلا وصل إليه أو دونه.


فصاحب الارادة القوية لو وقف أمام جبل وعزم على إزالته لأزاله، فمن الواجب أن يكون في قلبك نار متقدة تكون في ضرامتها على الأقل مثل النار التي تتقد في قلب أب لا يجد في بيته شيئاً يسد به رمق حياة أولاده فيقلقه ذلك فتشتعل في قلبه العزيمة القوية إلى بذل اقصى جهد والسعي ليحصل على طعام لأولاده فتتحفز جميع قواه المعنوية والجسدية والدعاء يأتي هنا في اقوى حالاته فيحصل على غذاء لهم. فإنه من الواجب أن تكون في صدرك عاطفة صادقة تشغلك في كل حين من أحيانكم في سبيل غايتك، وتعمر قلبك بالطمأنينة وتكسب لعقلك الإخلاص والتجرد، وتستقطب عليها جهودك والأفكارك بحيث إن شؤونك الجانبية وقضاياك الثانوية إذا استرعت اهتمامك فلا تلتفت إليها، وعليك بالسعي لان تصل الى الغاية فيما تريد. وهذه العاطفة ما لم تكن راسخة في ذهنك، ملتحمة مع روحك ودمكم، آخذة عليك لبك و إفطاركم فلا تقدر أن تحرك ساكناً بمجرد أقوالك.


في كتابه قوة التحكم في الذات يقول الدكتور إبراهيم الفقي بعد سفري إلى كندا في عام فان كل من قابلتهم في البداية نصحوني بالعودة إلى بلدي لأنه لن أجد عملا وكان أمامي خيارين إما أن اقتنع بما يقولون وتهبط عزيمتي وافقد الأمل أو أن انزل إلى سوق العمل وأقوم بحملة بحث إلى أن أجد عملا مناسبا وقررت العمل بالرأي الثاني وفي اقل من ساعة كان عندي عرضين للعمل وبدأت سلم الكفاح كغاسل أطباق وفي اقل من سنوات أصبحت مديرا عاما لأحد الفنادق الكبيرة.


يقول بعض المحللين النفسانيين أن الإرادة لها قدرة مغناطيسية عجيبة على اجتذاب الأشياء التي تريدها إليها ولقد اختلطت بذلك الكثير من الأساطير القديمة عن السحر والقوى الخارقة لبعض القدماء. ولكن ما يحدث في الواقع لا علاقة له بالسحر، المسألة هي انه عندما يريد الشخص شيئا بشدة فانه يركز انتباهه واهتمامه على الحصول على هذا الشيء فيتمكن من توليد أفكار وتطوير ابتكارات تقوده إلى ذلك الشيء.

إن تحقيق هدفك في الحياة بحاجة إلى مزيد من العزيمة، وقوة الإرادة والثقة بالنفس، والقوة النفسية، بيد أنك ستواجه سيلاً عارماً من التثبيط و من التشكيك، و من التنقيص، و كل ذلك بهدف التقليل من مكانتك و شأنك، ولا ضير من ذلك إذا كانت مناعتك النفسية قوية وعزيمتك فولاذية، فهناك عوائق وعقبات ومشاكل في طريق هدفك، فعليك أن تستعد لكل ذلك وأبعد من ذلك، وتأكد من أن الطرق المتكرر لابد وأن يفتت الصخرة الصماء.


قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان.


يقول انطوني بارنيللو، مؤلف كتاب «قوة الإرادة» إن كثيرا من الناس يمنعون أنفسهم من النجاح الذي يستحقونه لأنهم يعتقدون بأنهم ليسوا أذكياء أو ذوي مظهر جيد أو لأنهم نحفاء أو ليسوا أغنياء بالقدر الكافي ويفسر ذلك بقوله: نحن نخشى الفشل، ولكن العلماء يعتقدون إننا نستخدم اقل نسبة % مما نعرفه.

إن كل الإنجازات العظيمة تبدأ أول ما تبدأ في تفكير الإنسان ويبقى الإنسان غير قادر على إنجاز أي شيء طالما هو يفكر في انه ليس بإمكانه القيام به ولتأسيس الثقة بالنفس عليه التخلص من الرعب والقلق والشك في النفس وإمكانياتها والتخلص من كل مسببات الجبن في النفس والتحجيم. إن خوف الإخفاق هو اكبر مشكلة في تحقيق النجاح ومن المؤسف أن الناس لا يدركون أهمية الإخفاق في التمهيد للنجاح. إن كل نجاح عظيم يكون الإخفاق قبله أعظم. هذا ما نلاحظه في كل سير العظماء من الرجال والنساء.

قام باحث أمريكي يسمى نابليون هل بمقابلة أكثر من خمسمئة شخص حققوا أعلى درجات النجاح بعد أن واجهوا كل إخفاق ولكنهم قرروا أن يمشوا خطوة أخرى بعد الإخفاق وحققوا ما يريدون. إن أعظم مخترع هو طوماس أديسون فقد اخفق عشرة الاف مرة في تجاربه على المصباح الكهربائي قبل أن ينجح في اختراعه. فبعد أن اخفق خمسة الاف مرة كتبت الصحف انه مجنون وانه يضيع حياته حيث يريد تغيير نظام الاضائة الذي استعملته البشرية مند أقدم العصور فرد عليهم قائلا أني لم اخفق بل إني اعرف الآن خمسة الاف طريقة غير ناجحة لعمل المصباح الكهربائي.

وهذا الياباني أوساهير الذي أرسلته الحكومة اليابانية إلى ألمانيا ليحصل على شهادة الهندسة الميكانيكية، ولكنه كان يترك قاعة الدرس ويذهب إلى المعارض ويشتري الآلات والأدوات المختلفة، وكان همه وأمنيته أن يصنع محركاً،واستطاع أن يجمع محركاً بدائياً، وترك دراسته الجامعية، وعمل عاملاً في مصنع، حتى تمكن من إتقان كل المهارات التي تحتاجها صناعة تلك المحركات،ثم رجع إلى اليابان، وما هي إلى سنوات معدودات حتى استطاع أوساهير أن يقيم مصنعاً لمحركات السيارات،وكانت تلك هي البداية الحقيقية للنهضة التي شهدتها اليابان في مجال صناعة السيارات، والذي أحدث هذه النهضة رجل لا يحمل شهادة عليا ولكن لديه إرادة تفتت الصخر.

وفي النهاية يجب التأكيد انه عندما تريد شيئا وتؤمن بأنك ستحصل عليه يتحالف العالم معك لتحصل على ما تريد. وعندما تريد شيئا وتظن انك تعجز عن تحقيقه يتحالف العالم ضدك ليمنعك للوصول إليه. يبدأ كل شيء من الإرادة ولكن معظم الناس لا يريدون بالفعل أو لا يعرفون ما هي الإرادة، وعلى العموم فالإرادة تنمو بالممارسة والتمرين فنحن لا نولد أقوياء في إرادتنا ولكن نتعلم ذلك من خلال المداومة على الأعمال وهناك أمور عديدة تساعد على تقوية الإرادة منها الاهتمام بالصحة الجسمية والنفسية، المحافظة على النظام ومن ضمن ذلك المحافظة على أوقات الصلاة، والتنمية الفكرية وإيجاد الصور الذهنية الايجابية حول أعمالنا ومسؤولياتنا، وإيجاد الحب والرغبة والشوق إلى الأعمال التي نقوم بها وأخيرا الاقتداء بأصحاب العزائم الفولاذية وكيف أنهم بإرادتهم القوية غيروا أحداث التاريخ. والنفس فيها قوتان: قوة الإقدام وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكا عما يضره، فإذا أردت أن تقوي عزيمتك وإرادتك فعليك أولا بالطاقة الروحانية، وأن تتوكل على الله ثم تنهض، وعليك بصحبة الأخيار الناجحين ذوي العزيمة والإرادة القوية تأخذ منهم وتتأسى بهم، وابتعد عن الأشرار ذوي النفوس المهزومة والإرادة الضعيفة ولا تبني حياتك على التسويف ولكن تعلم دائما بأن تقوم بالعمل في وقته فهذا يعطيك طاقة وقوة تساعدك، وانتبه الى من يحاول ثنيك عما تريد واعلمه ان ذلك هو وأنت انت.



صباحكم ومسائكم خير ونور:

اللهم اجعل صباحي هذا نازلاً عليّ بضياء الهدى وبالسلامة في الدين والدنيا ومسائي جنة من كيد العدى ووقاية من مرديات الهوى إنك قادر على ما تشاء تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير.



مكفرات الذنوب الأعمال التي تكفر الذنوب


قال النبي ص: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه


قال ص: من توضأ فأحسن الوضوءخرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره

يروى أن من قال بعد كل صلاة الله أكبر أربع وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وسبح ثلاثا ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مرة واحدة غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر

قال ص: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطاياويرفع به الدرجاتقالوا:بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط
صيام رمضان إيمانا واحتسابا: قال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه


قال ص: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه


قال ص: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر


قال تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات


وقال ص: وأتبع السيئة الحسنة تمحها


قال ص: ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له


قال ص: من جلس جلسة فكثر لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أناستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك


قال ص: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما


قال ص: من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه


قال ص: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر


قال ص: من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام ديناغفر له ذنبه


قال ص: الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار


قال ص: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك لهله الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرةكانت عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة


دعاء الاستغفار

استغفر الله العظيم من كل ذنب اذنبته

استغفر الله العظيم من كلفرض تركته

استغفر الله العظيم من كل انسان ظلمته
استغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
استغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبتــه
استغفر الله العظيم من كل بـــر أجـــــلته
استغفر الله العظيم من كل ناصح أهنــته
استغفر الله العظيم من كل محمود سئـمــتـــه
استغفر الله العظيم من كل زور نطقت بــــه
استغفر الله العظيم من كل حق أضــعــتـــــه
استغفر الله العظيم من كل باطل إتبعــتـــــه
استغفر الله العظيم من كل وقت أهــــدرتــــه
استغفر الله العظيم من كل ضمير قـــتلــــته
استغفر الله العظيم من كل سر أفشـــيـــــتـــه
استغفر الله العظيم من كل أمين خدعته
استغفر الله العظيم من كل وعد أخلفته
استغفر الله العظيم من كل عهد خنته
استغفر الله العظيم من كل امرئ خذلته
استغفر الله العظيم من كل صواب كتمته
استغفر الله العظيم من كل خطأ تفوهت به
استغفر الله العظيم من كل عرض هتكته
استغفر الله العظيم من كل ستر فضحته
استغفر الله العظيم من كل لغو سمعته
استغفر الله العظيم من كل حرام نظرت إليه
استغفر الله العظيم من كل كلام لهوت به
استغفر الله العظيم من كل إثــم فعلته
استغفر الله العظيم من كل نصح خالفته
استغفر الله العظيم من كل علم نسيته
استغفر الله العظيم من كل شك أطعته
استغفر الله العظيم من كل ظن لازمته
استغفر الله العظيم من كل ضلال عرفته
استغفر الله العظيم من كل دين أهملته

استغفر الله العظيم من كل ذنب تبت لك بهثم عدت فيه ولم أفى به
استغفر الله العظيم من كل عمل أردت به وجهك فخالطنى به غيرك
استغفر الله العظيم من كل نعمة أنعمت على بها فاستعنت بها على معصيتك

استغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته فى ضياء النهار أو سواد الليل او فى ملأ أو خلا أو سراً أو علانية استغفر الله العظيم من كل مال إكتسبته بغير حق

استغفر الله العظيم من كل فرض خالفته
استغفر الله العظيم من جميع الذنوب كبائرها وصغائرها
استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
استغفر الله العظيم على النعم التي انعم علي بها ولم اشكره
استغفر الله العظيم من الرياء والمجاهره بالذنب وعقوق الوالدين وقطع الرحم
استغفر الله العظيم لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات وصلي اللهم على محمد وعلى آلوسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

اللّهم إني أستغفرك من كل ذنب قويَ عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، أو احتجبتُ فيه من الناس بسترك، أو اتّكلتُ فيه عند خوفي منه على أناتك، أو وثقت من سطوتك عليّ فيه بحلمك، أو عوّلتُ فيه على كرم عفوك اللّهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست بفعله نفسي أو احتطبتُ به على بدني، أو قدَّمتُ فيه يدي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيتُ فيه لغيري، أو استغويت إليه من تبعني، أو كابرت فيه من منعني، أو قهرت عليه من عاداني، أو غلبتُ عليه بفضل حيلتي، أو احلت عليك مولاي فلم تغلبني على فعلي إذ كنت كارهاً لمعصيتي فحلمت عني لكن سبق علمك فيّ بفعلي ذلك لم تدخلني يا ربّ فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً ولم تظلمني فيه شيئاً فأستغفرك له ولجميع ذنوبي اللّهم إنّي أستغفرك لكل ذنب تبتُ إليك منه وأقدمتُ على فعله فاستحييتُ منك وأنا عليه, ورهبتك وأنا فيه تعاطيته وعدت إليه اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب كتبته عليّ بسبب خير أردتُ به وجهك فخالطني فيه سواك، وشارك فعلي ما لا يخلص لك، أو وجب على ما أردتُ به سواك، وكثير من فعلي ما يكون كذاك اللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب بورك عليّ بسبب عهد عاهدتك عليه، أو عقد عقدته لك أو ذمة واثقت بها من أجلك لأحد من خلقك، ثمّ نقضت ذلك من غير ضرورة لزمتني فيه; بل استزلني إليه عن الوفاء به الأشر، ومنعني عن رعايته البطر اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب رهبت فيه من عبادك، وخفت فيه غيرك، واستحييت فيه من خلقك، ثم أفضيت به فعلي إليك اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب أقدمت عليه وأنا مستيقن أنّك تعاقب على ارتكابه فارتكبته اللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب قدّمت فيه شهوتي على طاعتك، وآثرت محبّتي على أمرك، وأرضيت فيه نفسي بسخطك وقد نهيتني عنه بنهيك وتقدّمت إليّ فيه باعذارك، واحتججت عليّ فيه بوعيدك اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب علمته من نفسي، أو ذهلته أو نسيته أو تعمدته أو أخطأته مما لا أشك أنك سائلي عنه، وأن نفسي مرتهنة به لديك، وإن كنتُ قد نسيته أو أغفلت نفسي عنه اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب واجهتك به وقد أيقنت أنك تراني، وأغفلت أن أتوب إليك منه، أو نسيت أن أستغفرك له اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب دخلت فيه وأحسنت ظني بك ألاّ تعذبني عليه، أو رجوتك لمغفرته لي فارتكبته، وقد عوّلت على حسن ظني بك ألاّ تعذبني عليه وأنك تكفيني منه اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب استوجبت به منك ردّ الدعاء، وحرمان الإجابة، وخيبة الطمع، وانفساخ الرجاء اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الأسقام، ويعقب الضنا، ويوجب النقم، ويكون آخره حسرة وندامة اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مدحته بلساني، أو هشّت إليه نفسي، أو اكتسبته بيدي، وهو عندك قبيح تعاقب على مثله وتمقت من عمله اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب خلوت به في ليل أو نهار حيث لا يراني أحد من خلقك، فميلت فيه من تركه بخوفك أو ارتكابه بحسن الظنّ بك، فسوّلت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته وأنا صارف بمعصيتي لك فيه اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب استقللته أو استصغرته أو استعظمته وتورطت فيه اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مايلت فيه على أحد من بريّتك أو زيّنته لنفسي، أو أومأت به إلى غيري ودلّلت عليه سواي، وأصررت عليه بعمدي، أو أقمت عليه بحيلتي اللّهم إني أستغفرك لكلّ ذنب استعنت عليه بحيلتي بشيء مما يراد به وجهك، أو يستظهر بمثله على طاعتك، أو يتقرب بمثله إليك، وواريت عن الناس ولبّست فيه كأني مريدك بحيلتي والمراد به معصيتك والهوى فيه متصرف على غير طاعتك اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب كتبته عليّ بسبب عجب كان بنفسي، أو رياء أو سمعة، أو خيلاء أو فرح أو مرح، أو أشَر أو بطر، أو حقد أو حمية، أو غضب أو رضى، أو شح أو بخل، أو ظلم أو خيانة، أو سرقة أو كذب، أو لهو أو لعب، أو نوع من أنواع ما يكتسب بمثله من الذنوب ويكون باجتراحه العطب اللّهم إني أستغفرك لكلّ ذنب سبق في علمك أنّي فاعله، فدخلتُ فيه بشهوتي واجترحت فيه بإرادتي وفارقته بمحبّتي ولذّتي ومشيّتي، وشئته إذ شئت أن أشاءه وأردته إذ أردت أن أريده، فعلمته إذ كان في قديم تقديرك ونافذ علمك أنّي فاعله، لم تدخلني فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً، ولم تظلمني شيئاً، فأستغفرك له ولكلّ ذنب جرى به علمك عليّ وفيّ إلى آخر عمري اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مال بسخطي فيه عن رضاك، ومالت نفسي إلى رضاها فسخطته أو رهبت فيه سواك، أو عاديت فيه أوليائك، أو واليت فيه أعدائك أو اخترتهم على أصفيائك، أو خذلت فيه أحبائك، أو قصّرت فيه عن رضاك يا خير الغافرين. اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب تبت إليك منه ثم عدتُ فيه، وأستغفرك لما أعطيتك من نفسي ثم لَم أفِ به، وأستغفرك للنعمة التي أنعمت بها عليّ فقويت بها على معصيتك، وأستغفرك لكل خير أردت به وجهك فخالطني ما ليس لك، وأستغفرك لما دعاني إليه الترخص فيما اشتبه عليّ مما هو عندك حرام، وأستغفرك للذنوب التي لا يعلمها غيرك ولا يطّلع عليها سواك ولا يحتملها إلاّ حلمك ولا يسعها إلاّ عفوك، وأستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قبلي يا ربّ فلم أستطع ردها عليهم وتحليلها منهم أو شهدوا فاستحييت من استحلالهم والطلب إليهم واعلامهم ذلك، وأنت القادر على أن تستوهبني منهم وترضيهم عنّي كيف شئت وبما شئت يا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وخير الغافرين
اللّهم إن استغفاري إياك مع الإصرار لومٌ، وتركي الاستغفار مع معرفتي بسعة جودك ورحمتك عجز، فكم تتحبّب إلي يا رب وأنت الغني عني وكم أتبغّض إليك وأنا الفقير إليك وإلى رحمتك، فيا من وعد فوفى وأوعد فعفا اغفر لي خطاياي واعفُ وارحم وأنت خير الراحمين.


فضل الاستغفار

عن الصادق ع من قال كل يوم أربع مائة مرة مدة شهرين متتابعين رزق كنزا من علم أو كنزا من مال وهو:أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم بديع السماوات والأرض من جميع جرمي وظلمي وإسرافي على نفسي وأتوب ليه

عن النبي ص:من استغفر الله بعد العصر سبعين مرة ، غفر الله له ذنوبه سبعين سنة

وقال الصادق ع:من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ويرزقه من حيث لايحتسب

قال النبي ص أفضل العلم لا إله إلآ الله ، وأفضل الدعاء الاستغفارثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله فَاعلَم أنَّهَ لا إِلَهَ إلاّ اللهُ واستَغفِر لِذَنبِكَ

عن أبي جعفر ع من استغفر بعد صلاة الفجر سبعين مرة ، غفر الله له ولوعمل ذلك اليوم سبعين ألف ذنب ، ومن عمل أكثر من سبعين ألف ذنب فلا خير فيه


قال الإمامُ الصادق ع: من أعطي أربعاً لم يُحرم أربعاً ، من أعطي الدعاءَ لم يحرم الإجابةَ ، ومن أعطي الاستغفارَ لم يحرم التوبة ، ومن أعطي الشكرَ لم يحرم الزيادة ، ومن أعطي الصبرَ لم يحرم الأجر

أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

الإكثار من ذكر الله والاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله صلى عليه واله وسلم سبب طمأنينة القلب

اللهم صل على محمد وآل محمد مائة مرة، وتقول استغفر الله الذي لا الله إلا هو الحي القيوم مائة مرة، وتقول: لا الله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير مائة مرة

لا شك أن الإكثار من ذكر الله والاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله من أعظم الأسباب في طمأنينة القلب وراحته، وفي السكون إلى الله سبحانه وتعالى والأنس به سبحانه، وزوال الوحشة والذبذبة والحيرة

الله جل وعلا قال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

وقال النبي ص: من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا

قال الله عز وجل: وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

وقال سبحانه: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ

فالاستغفار له شأن عظيم

وقال ص: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب

وروي عنه ص: من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا الله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه

كلمة لا إله إلا الله كما جاء في الحديث: من قالها في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله

قول النبي صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم

ويستحب للمسلم أن يقول: سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضي نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته
فلها شأن عظيم لما ثبت عن النبي ص

سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه سبحان الله رضى نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته

وهكذا .....

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لها شأن عظيم.

قال النبي ص: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر

وقال ص: لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله كبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس

وقال ص الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله

وقال صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قال بلى يا رسول الله قال: لا حول ولا قوة إلا بالله
راحلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-2013, 02:10 PM   #3
تفاحة الجنان
~ مراقبة سابقة ~~●رحمَـ رَبــِـي ــــاكـَ●~
 
الصورة الرمزية تفاحة الجنان
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: وُسَطِ آهٌــِاتُ قلبــ♥͡ـي [♥]
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
تفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond repute
افتراضي رد: أحاديث أهل البيت ع. عن التوبة

اللهم صل على محمد وآل محمد
مشكوره
تسلم ايدك

وربي يعطيك العافيه
__________________



تفاحة الجنان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-2013, 08:27 AM   #4
العُروَة الوُثْقَى
مشرفة سابقة
●• يا رب ارحمني •●
 
الصورة الرمزية العُروَة الوُثْقَى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
العُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond repute
افتراضي رد: أحاديث أهل البيت ع. عن التوبة

اللهم صل على محمد وال محمد



جعلها الله في ميزان حسناتك
سلمتِ أنآملك عزيزتي
ننتظر جديدك بشوق
دمتي بسعآده وبحفظ آلرحمن
تحيآتي
__________________


















العُروَة الوُثْقَى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شارك بحديث من الألف إلى الياء (أحاديث عن أهل البيت ع ) عشقي حسيني أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 17 29-07-2011 04:30 AM
أحاديث آل البيت عليهم السلام في الزواج والمتزوجون حور عين السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية 2 29-05-2011 07:57 AM
مراتب النفوس في بعض أحاديث آل البيت-ع حور عين أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 5 27-05-2011 05:46 PM
أحاديث عن أهل البيت عليهم السلام في النهي عن ترك وجبة العشاء نعمة الله أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 9 05-10-2010 10:29 AM


الساعة الآن 05:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir